مثلت في حدود العاشرة والنصف من صباح أمس الفتيات الثلاث اللواتي ينتمين لمنظمة "فيمن" العالمية المحتجات بالصدور العارية موقوفات أمام أنظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس لمحاكمتهن من أجل التجاهر بما ينافي الحياء الذي تندرج عقوبته ضمن الفصل 226 من المجلة الجزائية ويعاقب مرتكبها بالسجن 6 أشهر كعقوبة قصوى و48 دينارا خطية مالية. وقررت المحكمة رفض الإفراج عنهن وتأجيل محاكمتهن الى يوم الأربعاء القادم الموافق ل12 جوان. وقد حضرت وسائل إعلام محلية وأجنبية وتم منع تصوير المحاكمة وحضر ممثلون عن القنصليتين الألمانية والفرنسية بتونس وأحضرت المتهمات الثلاث واضعات "للسفساري التونسي" ذلك ما أثار غضب بعض المحامين الذين اعتبروا ذلك اعتداء على الهوية التونسية والإساءة إليها لأن "السفساري" يمثل جزءا من هويتنا،غير أن القاضي اعتبر وضع المتهمات ل"السفساري" من باب المساواة من حيث معاملتهن كبقية المتهمات التونسيات وغير التونسيات دون النظر الى جنسياتهن أو التهمة الموجهة لهن. وحضر الجلسة عدد هام من المحامين وقدموا حوالي 15 إعلام نيابة في حق بعض الجمعيات القائمة بالحق الشخصي على غرار جمعية النساء التونسيات والجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية وجمعية نساء تونس والجمعية الشرعية للعاملين بالقرآن والسنة ،وطلبوا تأجيل المحاكمة للإطلاع على أوراق هذه القضية وإعداد وسائل الدفاع ولاحظوا أنه بإمكان أية جمعية القيام بالحق الشخصي لأنها تضررت من الأفعال التي قامت بها العاريات الثلاث ووقع المس بها في أعمالها وفي الشق المقابل حضر المحاميان ليلى بن دبة وسهيب البحري للدفاع عن المتهمات الثلاث وعقبت الأستاذة بن دبة عن ملاحظة المحامين الذين اعتبروا ارتداء موكلاتها "السفساري" اعتداء على الهوية التونسية وقالت إن هناك من اعتدى على الهوية التونسية بارتداء أشياء أخرى وطلبت من المحكمة رفض مطلب القيام بالحق الشخصي لأن التجاهر بما ينافي الحياء الذي نسب الى موكلاتها لم يضر الجمعيات القائمات بالحق الشخصي في شيء وطلبت الإفراج عن فيات "فيمن". ولاحظت محامية "عاريات الصدور" أنها لأول مرة تجد نفسها بين جرم اقترف وموثق بالصور وبين حق الدفاع وتطبيق المحاكمة العادلة. وللإشارة فإن منظمة "فيمن" نظمت هذا التحرك لدعم أمينة البالغة من العمر 18 عاما ، وهي ناشطة تونسية ب"فيمن" التي تم ايقافها منذ 19 ماي الماضي عندما تظاهرت بمفردها دون أن تتعرى للاحتجاج ضد حركة "أنصار الشريعة" السلفية بالقيروان وكتبت عبارة"فيمن" على جدار مقبرة اولاد فرحان بالقيروان. ناشطات "فيمن" يحتججن أمام سفارة تونس بفرنسا ومن جهة أخرى فقد قامت ناشطات "فيمن" تتقدمهن الناشطة المصرية علياء المهدي ب"سجدة عارية" أمام السفارة التونسية بفرنسا كتعبير من هن على مساندة زميلاتهن اللواتي أحلن على القضاء التونسي وكتبن على صدورهن العارية ورددن "فيمن أكبر" و"بولين أكبر" و"جوزوفين أكبر" كما كتبن بعض العبارات على أجسادهن على غرار "فيمن" "فري فيمن" "فري جوزوفين". أمينة "فيمن" أمام التحقيق من جهة أخرى مثلت أمس أمينة الناشطة بمنظمة "فيمن" العالمية أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بالقيروان وقد وقع جلبها من سجن ايقافها وتم استنطاقها بحضور محاميها وقرر قاضي التحقيق مواصلة استنطاقها في موعد لاحق.