يبدو أن الحلقة الأخيرة من مسلسل التحوير الوزاري لا تزال بعيدة، فرغم وجود تسريبات تفيد بأن حركة النهضة اقتنعت بمبدأ تحييد حقيبتي الخارجية والعدل فإن مصادر من تنسيقية "الترويكا" أكدت بأن ماروطون المفاوضات والتشاورات في هذا الشأن لا يزال قائما. فضلا عن أن توجه رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي اليوم أو غدا إلى المجلس الوطني التأسيسي لعرض تركيبة حكومته الجديدة على المجلس تبقى بدورها خطوة لم تتأكد بعد في ظل انعدام التوافق وفقا لترجيحات بعض الأطراف المطلعة لا سيما فيما يتعلق بتحييد وزارات السيادة. التسريبات بشأن التحوير الوزاري تكاد لا تنهي وهي تسريبات فندها بعض أطراف الائتلاف الحاكم خاصة فيما يتعلق بتخلي حركة النهضة عن وزارتي الخارجية والعدل استنادا إلى أن الأمور لم تحسم بعد.. أكد الناطق الرسمي للتكتل محمد بنور أنه لا يعلم تحديدا اليوم المقرر لتوجه الجبالي إلى المجلس الوطني التأسيسي قصد عرض تشكيلته الحكومية، مشيرا إلى أن الخيار الوحيد فيما يتعلق بمسالة التحوير الوزاري هي بلوغ التوافق. وأوضح فيما يتعلق ببعض التسريببات التي تفيد بأن الأمر حسم فيما يتعلق بحقيبتي الخارجية والعدل انه لو كان الأمر كذلك التأمت ندوة صحفية للغرض يتم الإعلان فيها عن التركيبة الحكومية.واضاف بنور انه إذا ما تم الحسم في هاتين الوزارتين فانها لا وجود لاشكالية معتبرا أن تحييد الوزارتين السالفتين الذكر تبقى من المطالب الأساسية التي ينادي بها حزب التكتل فضلا عن أن إجراء تحوير دون إحداث تغيير حقيقي في الحكومة كفيل بان يبعث برسائل طمأنة للرأي العام لا سيما إدخال تغيير على وزارة العدل بما يضمن حياد هاته المؤسستين. كما اعتبر بنور أن في صورة ما إذا تم إجراء تحوير وزاري دون تحييد العدل والخارجية فإن إمكانية الانسحاب من الحكومة وارد. من جهة أخرى اكد عضوتنسيقية الترويكا عن المؤتمر من اجل الجمهورية طارق الكحلاوي بأن النهضة لم تحسم أمرها بعد بشأن العدل والخارجية كما أن المسالة ما تزال رهينة المفاوضات والتشاور. وفي المقابل كشف محمود البارودي عن الكتلة الديمقراطية أن الوفاق لم يجد طريقه بتاتا بين مختلف مكونات الترويكا فضلا عن أن النهضة جد متمسكة بوزارات السيادة خاصة وزارة العدل وهو ما يمثل إشكالية فعلية. مشيرا إلى أن تحييد هاتين الوزارتين هي مجرد اقتراحات لم يقع العمل بها حيث يتداول بأن الخارجية سيستولى تسييرها سميرديلو أما فيمايتعلق بوزارة العدل فقد تم الاتفاق مع التكتل على أن يترأسها سمير العنابي. وأضاف البارودي بأن هذا الشكل من التحوير "لا يعنينا" فالمراد تحييد وزارات السيادة باستثناء الداخلية حيث من الممكن الاحتفاظ بشخص علي العريض مقابل تعيين كاتب دولة للأمن وآخر للجماعات المحلية يكونوا محايدين عن الجهاز السياسي. كما استبعد البارودي إمكانية ان يقدم حمادي الجبالي بتشكيلة الحكومة إلى المجلس الوطني التأسيسي اليوم إلا إذا كان سيقدم هذه التشكيلة بمفرده. وقال فيما يتعلق بامكانية ان تمنح حقيبة التربية لمحمد القوماني :"القوماني لم يعد ينتمي إلى التحالف الديمقراطي والحزب اخذ قراره في ذلك". من جهة أخرى ذكرت مصادر مطلعة من داخل المجلس الوطني التأسيسي أن مسالة التحوير الوزاري لم تحسم بعد سواء من حيث التركيبة الوزارية أو وزارات السيادة فضلا عن انه لا وجود لقرارات فعلية لا سيما مع دخول التحالف الديمقراطي على الخط مرجحا في ذات الوقت أن الإعلان عن التركيبة الجديدة للحكومة لن يكون اليوم أوغدا.