هدوء حذر ساد كامل نهار امس العاصمة وعدد من المدن الكبرى بعد القرار الذي صدر أمس الأول الخميس من قِبل وزارة الداخلية بمنع المسيرات بكافة تراب الجمهورية والتشديد على التعامل مع كل مخالف وفق ما تقتضيه حالة الطوارئ أحكام القانون عدد4 لسنة1969 المتعلّق بالإجتماعات العامة والمواكب والمظاهرات والتجمهر. ورغم بعض المناوشات هنا وهناك، بين بعض الشباب وقوات الأمن، فلم يسجل حدوث مسيرات او صدامات عنيفة. وكانت العاصمة والمدن الكبرى قد شهدت قبيل منتصف نهار أمس الجمعة حالة استنفار قصوى وتمركز لوحدات الجيش والأمن توقيا وتحسّبا لأي طارئ سيما بعد الدعوات"الفايسبوكية" التي تمت المناداة من خلالها للتظاهر بعد صلاة الجمعة في عدة مناطق من الجمهورية. وشهد محيط السفارة الفرنسية بتونس تعزيزات امنية مشددة تحسباً لاى طارئ وذلك على خلفية نشر مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عددها الذي صدر يوم الأربعاء الفارط . كما تم تعزيز الاجراءات الأمنية على محيط سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وللاشارة فإن وزارة الداخلية أعلنت مساء أول أمس في بلاغ لها أنها قررت منع المسيرات بكافة تراب الجمهورية اليوم ، وذلك على إثر تواتر الدعوات عبر صفحات المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنت للخروج في مسيرات احتجاجية امس الجمعة تنديدا بنشر هاته الصور وبسبب الاعتداءات والاستفزازات المتكررة على المقدّسات الإسلاميّة وذات الرسول الأكرم محمّد صلّى الله عليه وسلّم. ويذكر بأن فرنسا كانت قد أعلنت قرارها باغلاق سفاراتها ومدارسها في 20 بلداً أمس الجمعة إثر نشر مجلة شارلي ايبدو الأسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتورية. علما ان وزير الداخلية علي العريض قام بنفسه بجولة تفقدية انطلقت من شارع الحبيب بورقبية بالعاصمة وصولا الى مقر السفارة الفرنسية بتونس للسهر على مراقبة الاحتياطات الامنية المكثفة التى تمّ تسخيرها لحماية المنشآت.
أما في صفاقس فقد تمركزت قوات الجيش والأمن بصفة خاصة حول "دار فرنسا" التي أغلقت أبوابها على غرار المصالح الفرنسية في البلاد خوفا من ردود فعل محتملة على خلفية نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلّم استفزت مشاعر المسلمين في جميع أصقاع الدنيا. ورغم ما شهده وسط المدينة من حركة وقائية أمنية فقد واصلت أغلب المحلات التجارية عملها دون طارئ يُذكر في حين واصلت قوات الجيش والأمن تمركزها على مستوى شارع الحبيب بورقيبة وألكسندر ديماس في محيط مقر دار فرنسا وكذلك أمام قصرالبلدية وأماكن مختلفة أخرى. وعقدت النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بصفاقس التابعة للاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي اجتماعا إخباريا بمنخرطيها ظهر الإربعاء المنقضي بساحة إقليم امن صفاقس تم خلالها تدارس جملة المطالب التي سبق وأن ضمّنوها في بيان 5 / 2012 بتاريخ 1 سبتمبر وكذلك بيان 16سبتمبر الذي دعوا من خلاله إطلاق سراح زملائهم الموقوفين على خلفية أحداث الثورة. وقد ندّد بيان النقابة الصادر بالفيلم المسيء للنبي الكريم واستنكر الاعتداءات التي تعرض لها الامنيون اثناء القيام بواجبهم ومهامهم في حماية السفارة الامريكية مطالبين بفتح تحقيق جدي ومحاسبة المعتدين وكذلك القادة الامنيين الذين فشلوا في حماية منشأة ديبلوماسية كما طالبوا وزارة الداخلية بتتبع كل من يقوم بالتهجم او التحقير من المؤسسة الأمنية عدليا.