لقد تتالت الخيبات المريرة وتعاقبت الأحداث المثيرة وعيل صبرنا... والخوف كل الخوف أن ينتابنا اليأس والريب ويصيبنا جنون الشك (وهو داء نفسي يصيب الإنسان) فيسكن في صدورنا الشيطان الوسواس الخناس فنصطنع من هذه النكسة (التي أعتبرها عابرة شريطة أن نقاومها بالجرأة والشجاعة) نكبة حادة ووخيمة فندمّر نهائيا ذلك الغرس الطيب وتلك الأزهار اليانعة والبراعم اليافعة التي زرعناها ورعيناها بالكدّ والجدّ وسقيناها بالعرق والدم. صحيح أنه لا يختلف عاقلان في أن رياضتنا بطمّ طميمها تمرّ بأزمة خانقة تتلخّص حسب اعتقادنا في عقم النتائج ورداءة الأداء وهزالة المردود وتذبذب التسيير وعشوائية التفكير قبل اتخاذ القرار والتعاون في أداء الواجب والتنابز بالشعارات والغيض والنميمة في القول كأنّنا نعيش في عهد البيزنطيين نمارس طريقتهم الشهيرة في المناقشات والمداولات وتطارح الأفكار ليفرز كل هذا فقدان الثقة المرجوة والاحترام المتبادل وانعدام التعاون والتواصل والتفاعل بين جميع الأطراف المعنية بأساليب حضارية سليمة وسلميّة تقي رياضتنا من الهلاك وحتى لا نهدم بيسارنا ما بنيناه وما شيّدناه بيميننا. إنّ الأمل مازال قائما، يراودنا ويدعونا بكل شدة لحماية المكاسب والدفاع باستبسال عن ذلك الغرس النافع حتّى نقيه من شرّ كل حاسد إذا حسد ومن بطش كل حاقد إذا حقد. فالأمل هو أكسير الحياة الدنيا والروح النابضة للبشر لذا علينا أن نتشبث به ونعمل بكل عزم وجد وحزم على تطويق هذه النكسة بعجل والاعلان عن وقفة تأمل لرأب الصدع وانتشال رياضتنا من الركود والجمود والملل، حتى لا تضيع مجهودات الدولة سدى وينتاب الرياضيين المخلصين والغيورين على مكاسب المجموعة الوطنية الألم وتتملكهم الحيرة والحسرة والفشل... إن تونس بفضل رجالها الأبرار قد أنجبت ومازالت تنجب وسوف لن تكف عن إنجاب الرجال والأبطال وصدورهم موشّحة ذهبا عسجدا والراية تخفق في أعلى القمم لذا فإن ثقتي وطيدة في القدرة على فك قيود رياضتنا وإيماني راسخ في إيجاد الحلول الكفيلة والبلسم الشافي لتضميد الجراح العميقة واعادة بناء صرح الرياضة طوبة طوبة من جديد بطرق علمية مدروسة وخطط منهجية ملموسة مع تكليف وتعيين الشخص المناسب في الموقع المناسب وإبعاد كل متطفل ومرتزق أو صائد في الماء العكر... هذا كل ما نتمناه لرياضتنا من الصميم.. والله هو القدير العليم..