عاش سكان ولايات نابل وسوسة والمنستير وصفاقس خلال أيام هذا الأسبوع صعوبات جمة نتيجة انقطاع الماء الصالح للشراب على كافة مدنها وقراها وأريافها، وهو الماء الذي يصلها من الجهات الشمالية للبلاد ومن سدودها وتحديدا القنوات التي تنبع من منطقة بلي ووادي مجردة. و قد حصل هذا الانقطاع في فترة تميز فيها الطقس باشتداد الحرارة حيث فاقت الحرارة المعدلات المسجلة سنويا في مثل هذا الوقت من فصل الصيف، الأمر الذي أربك سكان هذه الولايات، وأحدث تخوفا شديدا لدى الجميع، خاصة أن انقطاع الماء الصالح للشراب قد اقترن أيضا بانقطاع الكهرياء نتيجة توقف عمل التربونات أو ما يعرف بالمولدات الكهربائية الموضوعة على السدود والتي تشغل بانسياب مياهها. و لعل الغريب في موضوع انقطاع مياه الشرب على هذه الولايات التي تعتبر من أبرز الجهات افتقارا للماء باعتبار بعد المائدة المائية في عمق أراضيها أنها تبقى مرتبطة بما يصل إليها من كميات مياه الشمال والتي تمثل الخزان الأساسي للبلاد، وهي بهذه الحال تتأثر سريعا، وينعكس نقص الماء على سكانها وكافة أنواع الماشية التي تعيش في ربوعها. وزارة الفلاحة فسرت انقطاع مياه الشرب عن تلك الولايات بكثرة الاستهلاك وصعوبه تقوية تدفق المياه هناك، وأبرزت أيضا أن طاقة الاستهلاك في هذه الولايات قد ارتفعت وفاقت الكميات الموجهة لها الأمر الذي اربك عملية التوزيع. ودعت الوزارة ألى ضرورة ترشيد استهلاك الماء لأن الاحتياطي منه يبقى محدودا. هذا التفسير يبقى في الحقيقة محيرا وغير مقنع بالمرة، خاصة أن العطب يبقى فنيا ولا يخلو من العبث الذي يأتيه البعض ضمن ما يحصل من تجاوزات. ثم وبعد هذا هل يعقل ان نتحدث عن نقص في مياه الشرب في سنة كانت ممطرة بشكل هام, وقد بلغت حدا تجاوز الكميات المسجلة سنويا، فانجر عن ذلك امتلاء السدود، ألم نكن نتحدث خلال أشهر الشتاء الماضي عن مخاطر فيضانات.