هل يفرض أعضاء المجلس على مواعدة عضوية اللجنة الوطنية لإعداد المؤتمر؟ تونس الصباح: يلتئم اليوم (الاحد)، المجلس الوطني لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين لاول مرة في مدينة باجة لضبط اتجاهات الحركة خلال الفترة المقبلة.. ويحضر هذا المجلس، نحو مائة وعشرين من كوادر الحركة ومسؤوليها وطنيا وجهويا، بينهم 18 كاتب عام جامعة.. وتعدّ جامعات تونس ونابل ومدنين وبنزرت والقصرين وتوزر وقفصة، أبرز الجامعات الممثلة في هذا المجلس، فيما تعتبر جامعتا الكاف وسليانة، أضعف الحلقات التنظيمية والتمثيلية في المجلس الوطني بين الجامعات الاخرى، لكن ذلك لا يعني بالضرورة ضعف موقفها أو قدرتها على التحرك.. وكانت الجامعات التابعة للحركة، عقدت اجتماعات مكثفة خلال الايام القليلة الماضية، استعدادا لموعد المجلس الوطني الذي تراهن عليه عديد الاطراف صلب الحركة، لضبط اتجاهات الحركة في المرحلة المقبلة، سيما وأن الحزب يستعدّ لعقد مؤتمره خلال الصائفة القادمة.. وشهدت أروقة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، خلال الايام المنقضية، حركية مكثفة، توجت باجتماعات لجنة الهياكل ولجنة الاعلام، اللتين خصصتا لوضع اللمسات الاخيرة للمجلس الوطني، فيما عرفت المقاهي المحيطة بمقر الحركة، نشاطا حثيثا سيما من قبل مناضلي الحركة الذين قدموا من جهات مختلفة، حيث يستقلون حافلة واحدة صبيحة اليوم باتجاه مقر انعقاد المجلس الوطني بباجة.. ترشحات وحسابات.. وعلمت "الصباح" من مصادر مسؤولة في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، أن ترشحات عديدة بدأ تسجيلها لرئاسة المجلس الوطني، لكن معلومات مؤكدة، تتحدث عن مفاجأة في هذا المستوى لا يستبعد أن يكون وجها نسائيا غير معروف بين النشطاء التقليديين صلب الحركة.. على أن اللجنة المهمة التي ستكون حولها خلافات، وستجرى بشأنها تحالفات وتحركات، هي اللجنة الوطنية لاعداد المؤتمر.. ويجري الحديث في هذا السياق، عن تفاهمات مبدئية حصلت بين مختلف الاطراف، أثمرت شبه اتفاق بأن يكون ضمن هذه اللجنة عدة أسماء في مقدمتها، إسماعيل بولحية والطيب المحسني وسعاد الغربي وعروسي النالوتي وعلية العلاني والمنجي كتلان بالاضافة إلى الصحبي بودربالة، وذلك على الرغم من وجود معارضة لهذه القائمة من قبل بعض الاطراف المحسوبة على الامين العام، ممن أفصحوا عن موقفهم قبل بضعة أيام، الامر الذي قد يؤدي إلى خلافات بهذا الشأن، رغم أن ثقل هؤلاء ووزنهم الانتخابي لا يمكنهم من التأثير في مجريات الامور صلب المجلس الوطني.. مواعدة والمجلس الوطني وتفيد بعض المعلومات المتوفرة من كواليس المجلس الوطني، وجود رغبة ملحة من قبل غالبية أعضاء المجلس الوطني، لترشيح السيد محمد مواعدة ضمن اللجنة الوطنية لاعداد المؤتمر، سيما وأن هؤلاء يرون بأن المؤتمر القادم للحركة بحاجة إلى شخصية كاريزماتية من نوع شخصية مواعدة.. وكان المجلس الوطني السابق للحركة، دعا السيد مواعدة لرئاسة اللجنة الوطنية لاعداد المؤتمر، أو عضويتها على الاقل، وهو الامر الذي يتوقف على موقف الامين العام السابق للحركة، وما إذا كان سيستجيب لرغبة كوادر الحركة ومناضليها، أم سيصر على موقفه الرافض لاي موقع قيادي صلب الحركة، من دون أن يعني ذلك، عدم اهتمامه بشأن الحركة وكيفية عودتها إلى موقعها الطبيعي ضمن المشهد السياسي الوطني.. ولا يستبعد أن تجري مشاورات مسبقة بهذا الشأن بين قيادة الحركة والمناضلين من جهة، ومحمد مواعدة من جهة أخرى لتحديد موقف نهائي في هذه المسألة.. قضايا وملفات وبعيدا عن المسائل التنظيمية، من المنتظر أن يكون المجلس الوطني، إطارا لمناقشة عدة قضايا تخص مواقف الحركة من بعض المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب الوضع العربي الساخن والتطورات التي يشهدها المغرب العربي.. لكن أوساطا داخل الحزب لا تستبعد إمكانية طرح موضوعات ذات صلة بالشأن التنظيمي للحركة وأداء المكتب السياسي والتصرف المالي ومستقبل المصالحة الوطنية، التي كانت الحركة أنجزتها في العام 2001 من خلال المؤتمر التوحيدي الشهير.. وعلى أية حال، من المتوقع، أن يقول المجلس الوطني الذي يعدّ ثاني سلطة قرار بعد المؤتمر، كلمته في جملة من القضايا التي ستكون محددة لاتجاهات المؤتمر القادم..