نظّم المركز الثقافي الإيراني بتونس يومي 18 و19 أفريل الحالي، ندوة علمية دولية حول «الإنساني والاجتماعي في شعر حافظ الشيرازي». وذلك بقاعة المحاضرات في المكتبة الوطنية بالعاصمة حيث أشرف على الافتتاح الرسمي للتظاهرة الفكرية وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنصف بن سالم والذي تحدث عن عمق العلاقة الثقافية والتاريخية بين البلدين مشيرا إلى التعاون المثمر بينهما خصوصا في المجال الثقافي كما تحدث عن أهمية شعر الشيرازي في الحضارة الإسلامية. وقال الأستاذ محمد عبازة مدير مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية بتونس خلال كلمته الافتتاحية للندوة أن مكانة الشاعر حافظ الشيرازي مهمة في تاريخ الأدب الفارسي والشعر الإسلامي في العموم فيما أكد المستشار الثقافي الإيراني بتونس صادق رمضاني، أن الشيرازي يظل دوما حافزا للتفاؤل بالنسبة للإيرانيين وهو المعنى الذي ذهب إليه كذلك الأستاذ محمد سعد رئيس جمعية الأخوة والصداقة التونسية الإيرانية أمّا كلمة الأستاذ بيمان جبلّي السفير الإيراني بتونس فكانت احتفاء بعلاقة الشعر الفارسي بالشعر العربي وامتزاجهما داخل الحضارة الإسلامية ممّا ساهم في إثرائها.
سيرة الشيرازي
انطلقت الجلسات العلمية بتقديم الأستاذ فريد قطاط لسيرة حافظ الشيرازي وديوانه تخللتها قراءة لبعض أشعاره أمّا على مستوى دلالة أعمال »لسان الغيب« فبين الأستاذ يوسف العثماني في محاضرته «المصطلح الصوفي وأبعاده الدلالية والرمزية في شعر حافظ الشيرازي« أن أبيات الشاعر الفارسي لم تكن موجهة لطبقة معينة فمضامينها تعبر عن مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية وكل إنسان يجد شيء من ذاته في النص الشعري للشيرازي الذي يلامس الروحانيات في عمقه. وعرج الأستاذ يوسف العثماني على تأثير الشعر العربي على أعمال الشيرازي وخصوصا أعمال ابن عربي وابن الفارض، كما تناول معاني الحب عند هذا الشاعر المتصوف وكيف يرتقي من حب المرأة للذات الالهية عن طريق العشق الشاق والطويل. من جهته نبّه الأستاذ محمد المختار العبيدي في محاضرته »أساليب القول الشعرية عند حافظ الشيرازي« إلى تأثير عامل الترجمة من الفارسية (لغة هندو-أوروبية) إلى العربية (لغة سامية) على خصائص هذه النصوص الشعرية مشيرا إلى الاختلاف في مستوى التخلص بين الشعر العربي والفارسي إذ يذكر الشيرازي اسمه في آخر أبيات قصائده على عكس الشعراء العرب الذين لا يعتمدون هذا الأسلوب الشعري. وتعددت المداخلات الخاصة بشعر «لسان الغيب» على امتداد يومين تخللتها عديد النقاشات وركزت في مختلف ورقاتها على الجانب الفني والدلالي والكوني والفكري والاجتماعي للشيرازي ومنها »العشق طريق لليقين« للأستاذة خذامي محجوب و«الكرامة الإنسانية من وجهة نظر حافظ الشيرازي وأثرها في المجتمعات الإسلامية والعالمية« للجامعي الإيراني «كاووس محمد روحي برندق».
الشيرازي بالألوان
على صعيد آخر، رافق ندوة »الإنساني والاجتماعي في شعر حافظ الشيرازي«، معرض للكتب الخاصة بمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية بتونس ومعرض آخر للفنون التشكيلية أمضاه الرسام الإيراني »عبد الله محرّمي« الذي أكد للصباح أن العلاقة بين أشعار الشيرازي والرسم عميقة ومتفاعلة وأضاف أنه اعتمد في رسوماته العشرين على مواد ومعادن طبيعية مستخرجة من باطن الأرض ومطعمة بالذهب أمّا المستشار الثقافي الإيراني بتونس فشدد خلال لقائه مع الصباح على مسألة التعاون الفني والفكري بين تونس وإيران مشيرا إلى أن التونسيين والإيرانيين لم ينتظروا ثورة 14 جانفي حتى يقيموا علاقات تعاون ثقافية باعتبار أن عمق العلاقات بين البلدين قديمة ولا تتأثر بالتغييرات السياسية. وأضاف المستشار الثقافي الإيراني السيد »صادق رمضاني« أن الندوة الدولية الخاصة بالإنساني والاجتماعي في شعر حافظ الشيرازي أسفرت عن تأسيس أول دورة لرابطة الشعراء التونسيين والإيرانيين المعاصرين كما أفادنا أن المركز الثقافي الإيراني سيكرم يوم 15 ماي القادم الخطاط التونسي محمد صالح الخماسي لقيمة أعماله الفنية على المستوى الدولي وإشعاعها خارج تونس.