الولايات المتحدة: تراجع التضخم يحفز جهود تخفيض نسب الفائدة    لبنان.. لجنة الطوارئ تعلن تسيير قوافل مساعدات إلى مراكز إيواء النازحين    الرابطة الأولى: تشكيلة قوافل قفصة في مواجهة النادي الإفريقي    وزارة السياحة تطلق جائزة "تونس ليك لأفضل فيديو إبداعي في المجال السياحي"    موظف بوزارة المالية يتهرب من الضرائب ويستغل منظومة الإدارة    بعد اغتيال نصر الله: نقل خامنئي الى مكان آمن    بيان تونس امام الجمعية العامة للأمم المتّحدة :التاكيد على مساندة الشعب الفلسطيني ،واصلاح النظام المالي العالمي،واحترام السيادة الوطنية للدول    الرالي السياحي "رايد" في دورته الرابعة بتونس من 9 الى 18 أكتوبر 2024    بطولة كرة اليد: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الخامسة ذهابا    وزارة السياحة تطلق جائزة "تونس ليك لأفضل فيديو إبداعي في المجال السياحي"    الحوكمة الالكترونية: تصنيف وطني متقدم    عاجل : إسرائيل تؤكد اغتيال حسن نصر الله    مليار دينار تحسن رصيد المعاملات الخارجية لتونس    معطيات إحصائية: انخفاض قروض الأسر لدى البنوك    ر م ع شركة الRFR يكشف موعد انطلاق استغلال الخط D    الرابطة الأولى: إدارة شبيبة العمران تهدد بمقاطعة مواجهة النادي الصفاقسي    طقس السبت: أمطار متفرقة ومؤقتا رعدية بأقصى الشمال    طقس اليوم: تغيرات جوية منتظرة خاصة في هذه المناطق    رجة أرضية في سليانة    المرسى : محاصرة مجرم خطير مورط في عدة قضايا ومحل تفتيش    دول أوروبية وعربية وإسلامية تطلق مبادرة جديدة لإقامة دولة فلسطين    عاجل/ مباشرة أبحاث ضد رفيق بوشلاكة وادراجه بالتفتيش    عاجل/ رفض الافراج عن البحيري وتأجيل محاكمته الى هذا الموعد    عاجل/ قضية لطفي المرايحي: صدور حكم جديد    وزير الشؤون الخارجية يشارك في الإجتماع الوزاري السنوي لمجموعة ال77 زائد الصين    عاجل/ ضربات إسرائيلية جديدة صباح السبت على مناطق متفرقة في لبنان    القوات الإسرائيلية تواصل قصف مناطق متفرقة في لبنان    وزير الخارجية يشارك في اجتماع مفتوح حول اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية    السفارة الأمريكية في بيروت تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا    قبلي ..تلمين القرية التاريخية المنسية داخل واحات نفزاوة    لمعلوماتك الشخصية .. قصة القهوة !    المكنين: الاحتفاظ بنفر من أجل محاولة القتل العمد    القبض على 15 عنصرا تكفيريا محل مناشير تفتيش في مختلف ولايات الجمهورية    ليل الجمعة.. سحب بأغلب الجهات تكون محليا كثيفة بالمناطق الغربية    الحمامات: الاحتفاظ ب 3 أشخاص من أجل تعاطي الرهان الرياضي    قابس : الاحتفال باليوم العالمي للسياحة    كيف أعرف لون عيون طفلي    مكتب الرابطة يقر النتيجة الحاصلة على الميدان في لقاء الاولمبي الباجي ومستقبل قابس ويسلط عقوبات مالية على النادي الافريقي والنادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري    عاجل : الحرس الوطني يعلن عن إحباط عمليات التهريب تقدر ب400 ألف دينار    ماهي القنوات الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر الإفريقي ؟    لأول مرة بمستشفى مدنين.. استعمال حقنة "توكسين بوتوليك" لفائدة مريض بشلل نصفي    لجنة المالية تقرّر الاستماع إلى وزيرة المالية    مدنين: لقاء حول "درع جربة" ضمن مشروع "ماكلتي تونسية"    تكريم المسرحي السعودي ابراهيم العسيري في المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة بالمغرب    مهرجان الإسكندرية المسرحي : تتويج مسرحية تونسية    قابس: تقدير صابة الزيتون لهذا الموسم ب70 ألف طن    في السعودية: وزارة الصحة تقدّم تلقيح ''القريب'' في المنازل    الرابطة الأولى: برنامج وحكام الجولة الثالثة    كل ما تريد معرفته عن برنامج وحكام الجولة الثالثة من الرابطة المحترفة الأولى    عاجل : صاحب أغنية ''كأس العالم 2010 '' الشهيرة متهم بالاعتداء الجنسي    تفاصيل : الشركة التونسية للشحن والترصيف تتسلم معدات جديدة    تونس تعاني نقصا في أدوية السرطان    هذا موعد انطلاق حملة التلقيح ضد 'القريب'    اسألوني    مدينة مساكن .. أجيال أسسوا تاريخها وشيدوا حاضرها    خطبة الجمعة...المسؤولية أمانة عظمى    في ديوان الإفتاء: إمرأة أوروبية تُعلن إسلامها    الارض تشهد كسوفا حلقيا للشمس يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما يجب أن يقال...
ممنوع من الحياد
نشر في الصباح يوم 14 - 04 - 2012

قد نفهم موقف المسؤولين الاسرائيليين الغاضب من قصيدة الشاعر الالماني غونتر غراس وهو الذي أقدم على كشف حقيقة الخطر النووي الاسرائيلي على الامن والسلم في العالم, ولكن ما لا يمكن فهمه ذلك الاجماع الحاصل في المواقف الرسمية في امريكا وأوروبا على رفض وادانة تلك الكلمات التي تعبر عن راي شخصي لمثقف له مكانته في الساحة الفكرية و الثقافية في أوروبا و في العالم...
عندما تضيق الديموقراطية بالكلمات وبالإبداع فلا تتسع للرأي الاخر فان المحنة أكبر من أن تنحصر في حدود ديموقراطيات ناشئة لا تزال تتدرب على وقع مناخ الحرية الجديد الذي تعيشه و بين الديموقراطيات العريقة التي جعلت من حرية الراي والتعبير عنوانا لسياساتها الثقافية المعلنة ...
بل المثير أن دعاة وانصار حرية الرأي والتعبير في الديموقراطيات الغربية قد اختنقوا بسبب قصيدة غراس التي لم تتسع لها صدورهم وتصدت لها عقولهم ,فأحرجت كلماته الكثيرين قبل وبعد ترجمتها بل وتسببت في ازعاج أصدقاء اسرائيل و حلفائها ,كلمات غراس على بساطتها وتلقائيتها أكدت أن الشعر وعلى خلاف ما يعتقده الكثيرون يمكن أن يكون له وقعه في تحريك الملفات السياسية الراكدة .
ما يجب أن يقال عنوان قصيدة غراس التي أراد لها أن تكون اعترافا صريحا مزدوجا بعدم قدرته على مزيد احتمال الكذبة التي ارهقته طويلا و اعتراف أيضا بما يشعر به من اشمئزاز ازاء النفاق الغربي في مواقفه المزدوجة ازاء الترسانة النووية الاسرائيلية والترسانة الايرانية.
ما دفع غراس, الى هذا الموقف في مثل هذه المرحلة من الحياة وهو الذي تجاوز عقده الثامن مرتبط بقرار ألمانيا بيع اسرائيل غواصات قادرة على تدمير الرؤوس الحربية فكتب يقول انه لن يصمت بعد الان لانه سئم من نفاق الغرب و أن لديه الان أمل أن يتحرر الكثيرون من صمتهم
خطورة تصريحات غراس لا تتوقف عند حدود صدورها من ألمانيا و ما تثيره علاقتها في الماضي بمعاناة اليهود مع المحرقة النازية ولا أيضا بما فرضته لاحقا عقدة الذنب المشتركة على الاوروبيين من تغييب قسري للضميرالاوروبي و الغاء للعدالة الدولية و اصرار على المساواة بين الجلاد و الضحية , لكن خطورة تلك التصريحات تكمن في أنها أعادت الى السطح أحد الملفات الامنية المصيرية في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم والمتعلقة بالملف النووي الاسرائيلي والذي اعتبره غراس صراحة أنه أخطر من المشروع النووي الايراني.
ومع أن غراس لم يكشف في قصيدته جديدا و لم يتجاوز ما ذهب اليه الباحث النووي الاسرائيلي فعنونو عندما كشف أسرار ترسانة اسرائيل النووية فان الحملة الشرسة التي استهدفت غراس صاحب جائزة نوبل للاداب و حولته الى شيطان قد لا تهدأ قريبا.
والواقع ان غراس قد اخترق بقصيدته التواطؤالغربي وأسقط المحرمات و أزال الاقنعة المحصنة للترسانة النووية الاسرائيلية.
وقع كلمات غراس كان أشبه بوقع القنابل على المسؤولين في اسرايئل و هو الذي أجج غضب ناتنياهو, و دفع بوزير داخليته الى حالة من الهستيريا ليعلن أن الشاعر الالماني غير مرغوب به في اسرائيل و هو الذي أشهر معاداته للسامية ...ربما لم يتوقع غراس عندما وضع تلك الكلمات أن تضيق به الديموقراطية و أن يتحول الى متهم بسبب أفكاره , و ربما يكون أيضا أدرك ما ينتظره وهو الذي خرق المحرمات وحطم الممنوعات و تجرأ على اسقاط بقية من قناع لم يعد يخفي عنصرية وخطورة قدرات اسرائيل النووية على الامن والسلم في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.