"بالروح بالدم نفديك يا علم" .."الإيمان إيماني هزّ يدك على قرآني".."غطاء راسي كوفية فلسطين، برقعي علم بلادي، فكري المواطنة ولا عاش في تونس من خانها.."صوت المرأة ثورة".. "يا امرأة ثور ثور ضمّن حقك في الدستور" هذه عينة من عديد الشعارات التي رفعها المحتجون بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أمس أمام المجلس الوطني التأسيسي علما وان غالبيتهن كنّ من النسوة اللاتي يمثلن مختلف الجمعيات النسائية إضافة إلى مشاركة مئات التونسيات "العاديات". وكان «نداء 8 مارس 2012 من «تحالف نساء تونسيات من اجل المواطنة « هو عنوان الوقفة التي نظمتها أكثر من 40 جمعية للمطالبة بدسترة حقوق الإنسان بما يضمن المساواة بين الجنسين.. وللتنديد «بالخطط الرجعية» المبرمجة المتعلقة بإلغاء «التبني والتحريض على الزواج العرفي وإحداث خطة المأذون الشرعي وافتعال قضية المنقبات في الأوساط الجامعية».. على حدّ قولهنّ. استنكار.. واستنكر عدد كبير من المحتجين الدعوات التي وصفوها بالمفزعة والتي تستهدف الشخصية التونسية وتعمل منذ الأشهر الأخيرة على الخلط بين الدين وكل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية وهو ما اعتبروه ضربا لمبدإ مدنية الدولة ولكلّ المكاسب الحداثيّة. وبينت هالة حبابو عن حركة «كلنا تونس» أن الدعوة إلى هذه الوقفة الاحتجاجية «جاءت في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وكدعوة للتصدّي للحملات الشرسة التي كان فيها جسد المرأة محور التجاذب وبعد ما جدّ أمس بكلية آداب منوبة من استبدال لرمز البلاد أي علمها واستبداله بعلم اسود هو دلالة على انه توجد فئة من الأشخاص غير معترفين برمز الوطن ومن لا يعترف بعلمنا فذلك يعني أنه غير معترف بالوطن». وأضافت «نطلب من الحكومة تحمل مسؤولياتها وتطبيق القانون في مثل هذه الحالات ولن نقبل منها أيّة تبريرات». استعمار جديد وفي نفس السياق وعن حادثة إنزال علم البلاد ورمز سيادة الوطن قالت منية العابد رئيسة الجمعية التونسية للحقوقيات «على الحكومة تحمّل مسؤولياتها وتجريم حادثة إنزال العلم واستبداله بالراية السوداء المحسوبة على السلفيين، كما اعتبر أن ما جدّ بكلية آداب منوبة مؤخرا ظاهرة خطيرة تهدد مستقبل تونس خاصة وأنّنا أمام مرحلة تأسيسية والاهانة التي لحقت بعلمنا خلّفت صدمة وحسرة في قلوب العديد من التونسيين الغيورين على تراب وطننا العزيز». ووصفت نفس المتحدّثة «ما يجري في تونس بالاستعمار الجديد.. مضيفة « نندد بتخاذل الحكومة أمام مسؤولياتها ونحن بالمرصاد لمثل هذه الممارسات لأنّ سيادة الوطن خطّ احمر لا يمكن تجاوزه». أمّا الأستاذة الجامعية رجاء بن سلامة فكانت تحمل شعار «الشريعة مصدر تمييز ضدّ النساء» واستنكرت في حديثها ل «الصباح» المواقف الغير واضحة للحكومة من مثل هذه الممارسات.. وأضافت «في كل مرّة تصرّح الحكومة بأنها لا تجد معطيات للقبض على مرتكبي هذه الأفعال وهو الأمر الذي يبعث على الحيرة ويثير عديد التساؤلات، حول من هم السلفيون ولماذا تعجز الحكومة على ردعهم؟» نواب ينددون.. كما رصدت «الصباح» آراء عدد من نواب «التأسيسي» المشاركين في الوقفة الاحتجاجية من بينهم النائب عن حركة الشعب مراد العمدوني الذي أكد مساندته للاحتجاج واصفا ما جدّ في كلية آداب منوبة «بالخيانة العظمى وهو نتاج تخاذل الحكومة الحالية التي لم تبد أيّ إجراء عملي أو موقف سياسي واضح من ظاهرة السلفية في تونس «. وأضاف العمدوني «من واجبي أن أدافع عن رمز سيادة وطننا الذي أدينا اليمين نحن نواب الشعب للدفاع عنه وعن كلّ شبر من هذه الأرض..ولا عاش في تونس من خانها». ومن جانبها اعتبرت نادية شعب (الكتلة الديمقراطية) أن اليوم العالمي للمرأة هو يوم مقدّس بالنسبة إليها وتواجدها في الوقفة الاحتجاجية طبيعي لمساندة المحتجات من النساء ضدّ كل ما يتربص بهنّ من أفكار رجعية خاصة وان نيّة الرجوع إلى الوراء لا زالت قائمة وتقحمها في عديد المواقف ممّا أفرز تخوّفات من فقدان مكاسب ناضل من اجلها العديد من التونسيين». وقالت شعبان «أشدّ على يد الطالبة التي تم الاعتداء عليها لأنها أرادت إرجاع رمز بلادها وعلمها إلى مكانه وهي خير مثال للمرأة التونسية». وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة اصدر نادي المرأة التابع للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا ندد فيه بالأصوات التي تنادي بسلسلة من الإجراءات ترمي للتراجع عن عديد الحقوق التي اكتسبتها المرأة التونسية وللحدّ من حريتها وتكريس دونيتها. كما اعتبرت نجاة بوفايد المنسقة الأولى بنادي المرأة أن مثل هذه الإجراءات ليست مجرد مواقف أو آراء أو أصوات من هنا وهناك بل هي تهديدات حقيقية ومشروع يقع التخطيط لتنفيذه ويمثل الدستور الجديد حلقة هامّة في ذلك.