إصابة عون حماية مدنية وإيقاف 12 شخصا عاد الهدوء منذ الساعة العاشرة من مساء يوم أمس الاول إلى مدينة بوسالم من ولاية جندوبة بعد ساعات من الرعب عاشها المواطنون على خلفية الاشتباكات بين مجموعات من المتساكنين الغاضبين على تجاهل الحكومة -حسب تعبيرهم- للأوضاع التي آلت إليها المعتمدية بسبب الفيضانات التي شهدتها منذ يوم الخميس الفارط والتباطؤ في إيجاد حلول جذرية وعدم اكتراثها بالوضع الاجتماعي المتردي الذي ترزح تحته الجهة لكن ذلك لم يمنع تواصل اضراب عدد من المواطنين وقطعهم إحدى الطرقات إضافة إلى الشلل الاداري وتوقف الدراسة. وكانت بوسالم شهدت طيلة يوم الاحد أعمال عنف ونهب وسلب وحرق وتخريب طالت مقرات إدارية وأمنية وتربوية وتجارية، أثناء احتجاجات شارك فيها ما لا يقل-حسب مصدر أمني رفيع المستوى- حوالي أربعة آلاف شخص، إذ عمد محتجون إلى حرق مقري معتمديتي بوسالم وبلطة بوعوان (مقرها موجود ببوسالم) ومقرات محكمة الناحية ومركز الامن الوطني وقباضة مركز التبغ وإدارة المعهد الثانوي، قبل أن يقتحموا كلا من مقرات البلدية وصيدلية المستشفى المحلي ومركز اتصالات تونس وقاموا بتخريبها ونهبها ثم داهموا مركز الايواء بمدرسة المهن ونهبوا ما فيه من تجهيزات ومواد مختلفة. وقال مصدر أمني رفيع المستوى في اتصال ب"الصباح" أن احتجاجات الاهالي كانت في البداية سلمية غير أن بعض الاشخاص (مصادر أخرى قالت أنها أطراف سياسية) قاموا بتحريضهم ودفعوهم نحو التصعيد فحصلت اشتباكات بينهم وبين قوات الامن الداخلي (حرس وشرطة) رشقوا أثناءها رجال الامن بالحجارة وعلب "المولوتوف" فردوا عليهم بقنابل "لاكريموجان" لتفريقهم قبل أن يندس عدد كبير من المنحرفين بينهم ويتولوا خلع عدد من المحلات التجارية ونهبها، وهو ما دفع بقوات الامن إلى طلب تعزيزات كبيرة للسيطرة على الوضع. وقال نفس المصدر ان عددا من المحتجين حاولوا ليلا مهاجمة مركزي الحرس الوطني بالجهة ولكن قوات الحرس تصدت لهم ونجحت في إحباط الهجومين باستعمال الغاز المسيل للدموع قبل أن تتمكن بمعية أعوان الشرطة وقوات من الجيش الوطني(حلت في حدود الساعة الثامنة والنصف مساء مدعمة بآليات ثقيلة ودبابات)من السيطرة على الوضع والانتشار في مختلف الشوارع الرئيسية وحتى الاحياء لتأمين الممتلكات الخاصة والعامة وتسهيل عمل مختلف المصالح المتدخلة في عملية شفط مياه الفياضانات. محدثنا أكد أن قوات الامن تمكنت من إيقاف 12 شخصا يشتبه في مشاركتهم في الاعتداء على المقرات الامنية والادارية ونهب المحلات التجارية وترويع المواطنين والاعتداء على عون حماية مدنية أثناء تدخله رفقة زملائه لإخماد الحريق الذي اندلع بإدارة المعهد الثانوي، والذي لحقت به إصابة بليغة نسبيا استوجبت نقله إلى المستشفى، ومن المنتظر أن يتواصل الانتشار المكثف لوحدات الحرس والجيش والشرطة.
