«عوض التركيز على أجندة الحكومة تجاه الإعلام.. مطلوب بناء سلطة مضادة قوية» وصف الأستاذ عبد الكريم الحيزاوي مدير المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين الاعتداء بالعنف على الصحفيين أول أمس أمام مقر وزارة التعليم العالي بالتعدي السافر. قائلا أن أي اعتداء على صحفي هو تعد على المجتمع وعلى حرية التعبير وعلى حقوق الإنسان. وبين خلال ندوة التأمت أمس ببادرة من الجمعية الوطنية للصحفيين الشبان تحت عنوان الهرسلة والضغوطات المسلطة على الصحفيين، أن علاقة الدولة اليوم بالإعلام" نقطة استفهام كبيرة". ففي العهد البائد كانت علاقة الدولة بالإعلام علاقة رقابة وسمسرة وتحكم لكن اليوم تبدو العلاقة غير واضحة في ظل عدم وجود أي طرف يتبنى هذا الملف لا سيما بعد انهاء الهيئة الوقتية لإصلاح الإعلام عملها. ويضيف الأستاذ الحيزاوي "لا يجب أن تتخلى الدولة في هذه المرحلة على دعم قطاع الإعلام لا سيما في ظل وجود عديد المسائل العالقة تنتظر الحل على غرار تنظيم الإشهار العمومي وتحيين ومراجعة النصوص التشريعية وتشكيل لجنة لتقديم البطاقات المهنية للصحفيين المحترفين... الخ".
ترهيب الصحافيين
وفي رده على تساؤل "لصباح" مفاده أن الربط بين غض الطرف عن المسائل العالقة في قطاع الإعلام وتكرر حالات الاعتداء على الصحفيين من قبل أجهزة الأمن يمكن أن يؤشر لبوادر لاستهداف الإعلام وإسكات صوته في هذه المرحلة الانتقالية، بين الأستاذ عبد الكريم الحيزاوي أن كل سلطة لها دائما نية لتطويع الإعلام وبالنظر للأحداث المتتالية في اتجاه ترهيب الصحفيين وغياب رد الفعل الرسمي لحماية الصحفيين يمكن استنتاج وجود توجه ما لاستهداف الإعلام. في المقابل يعتبر الأستاذ الحيزاوي أنه لا يتعين التركيز اليوم على تتبع أجندة الحكومة تجاه الإعلام بل المطلوب بناء سلطة مضادة قوية من مكونات المجتمع المدني للدفاع عن حرية الصحافة والحريات النقابية واستقلالية المؤسسة القضائية تكون بمثابة السد المنيع تجاه إي محاولة لترهيب الصحفيين وتدجين الإعلام من جديد. من جهتهم طالب الصحفيون بتوحيد الهياكل المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة حتى لا يظل الإعلام الحلقة الأضعف اليوم.