محسن الزغلامي عندما يستبق نظام بشار الأسد "الأحداث" ويعمد الى ارتكاب مجزرة رهيبة ومروعة عشية وصول "فريق المراقبين العرب" الى دمشق يذهب ضحيتها - في ظرف ثمان وأربعين ساعة فقط - أكثر من مائتي شهيد غالبيتهم من المدنيين فان ذلك لا يمكن أن يعني الا أحد "شيئين"... إما أن النظام السوري قد فقد"عقله" وانتهى... أو أنه من"طينة" تلك الأنظمة الدموية والقمعية الرهيبة المعادية في تركيبتها للانسان وروح العصر والتي يجب أن تنقرض وتندثر غير مأسوف عليها... ربما لايزال في"جعبة" بعض المدافعين عن هذا النظام (أطرافا وتنظيمات) بقايا "حجج" يبررون بها وقوفهم الى جانبه في هذه "الحلقة" الجديدة من سلسلة "معاركه" الدموية المسلحة والمخزية ضد الشعب السوري... وهي- بالمناسبة - "المعارك" التي لم نره يخوض غيرها على أي من "الجبهات" منذ أكثر من أربعة عقود... ولأن "المسألة" أخطر وأجل من أن تختزل في الرد على هؤلاء "الاخوة" و"حججهم"... ولأننا لانريد أن ننحرف بالحديث في موضوع "الحالة" السورية ومحاذيرها الراهنة وتداعياتها السياسية والأمنية الخطيرة على مستقبل سوريا والشعب السوري نحو متاهات الجدل "بالشعارات" السياسية بمختلف مضامينها المذهبية والايديولوجية فاننا - فقط - سنسأل: - لماذا لا يزال النظام السوري يقتل ويناور؟ ولماذا لا يزال يصر على الذهاب بالوضع في سوريا الى تخومه الكارثية سياسيا وأمنيا؟ - هل هو عمق الاحساس بالتورط الذي ينتج عنه بالضرورة اعتماد خيار"الهروب الى الأمام"؟؟ أم هو الاستخفاف الاجرامي واللامسؤول بدماء السوريين وبمستقبل سوريا الوطن وسوريا الشعب والأجيال؟؟ العجيب - هنا - ( و"الحالة" السورية تكاد تتحول الى مشهد عجائبي ) أن الاجابة عن مثل هذه الأسئلة قد لا تبدو ذات معنى أو قيمة - في حد ذاتها - خاصة في ظل هذا "التوجه" المشبوه من قبل النظام السوري نحو مزيد تأزيم الوضع الأمني وتعفينه والذي يعكسه هذا التصعيد الخطير والغريب في استعمال القوة واعمال آلة القتل العسكرية في رقاب أبناء الشعب السوري بما جعل عدد القتلى من المدنيين يصبح بالمئات يوميا بعد أن كان يعد بالعشرات... ما يبقى مطلوب أكثر- اليوم- وفي ظل هذا "الجنون" الاجرامي الذي يبديه نظام "الأسد الابن" هو أن لا تسقط المعارضة السورية ممثلة في المجلس الوطني السوري في"فخ" الدموية أو في"فخ" طلب التدويل فتصبح بدورها - وربما من حيث لا تشعر - عونا للنظام في فرض "لعبة" المقامرة بالوطن وبأمن الشعب السوري وبوحدة نسيجه الاجتماعي... دعوا بشار ونظامه للشعب السوري البطل فهو به كفيل...