محسن الزغلامي لا يزال الوضع الأمني والسياسي في سوريا يتعقد - تصاعديا - ولا تزال الآلة القمعية لنظام الرئيس بشار الأسد تواصل ارتكاب المجازر البشعة في حق المتظاهرين من أبناء الشعب... فأن يصل عدد القتلى المدنيين في يوم واحد الى 87 شهيدا ( سجل هذا الرقم المريع يوم الثلاثاء الماضي ) فهذا يعني ربما - من بين ما يعني - أن النظام السوري - وبممارساته الاجرامية هذه - يكون قد أتى حتى على "شعرة معاوية" التي كانت ربما لاتزال تبدو قائمة بينه وبين عموم الشعب وأنه قد قطع على نفسه "خط الرجعة" وأوصد على نفسه أبواب العزلة قطريا واقليميا ودوليا... نحن لا نريد أن نأتي - بالتفصيل - على ذكر ما تسميه بعض التقارير "جرائم رهيبة وعمليات اعدام ميدانية" ينفذها الجيش وقوات الأمن السوري في حق المتظاهرين العزل في المدن والمحافظات السورية لأننا لا نريد لكلماتنا هذه أن تبدو "تحريضية" أو "متحاملة"... نريد فقط -ومن وحي هذه المأساة السورية المعاصرة -أن نطرح بعض الأسئلة المؤلمة.. أسئلة لابد أن تتبادر الى ذهن أي انسان سوي وهو يشهد هذا التعاطي الدموي الرهيب للنظام السوري مع حركة الاحتجاج السلمي التي أطلقهاالشعب... فأي منطق-مثلا- هذا الذي يبيح من خلاله أي نظام لنفسه بأن يقتل شعبه ؟ ولماذا تبدو درجة الاستهانة بالأمن القومي للأوطان وبدماء أبناء الشعب لدى بعض حكام بقايا الديكتاتوريات العربية على هذه الدرجة من "الارتفاع" ؟ نقول الأمن القومي للأوطان لان بعض التجارب التعيسة التي سجلها تاريخ الأمة المعاصر- على امتداد العشريات الثلاث الأخيرة من القرن المنقضي خاصة - تفيد أن الأنظمة الشمولية والقمعية العربية والاسلامية هي التي مهدت الطريق للحضور الاستعماري والامبريالي الجديد المباشر وغير المباشر في العالم العربي والاسلامي ( الصومال - أفغانستان - العراق - ليبيا ) والقائمة لا تزال مفتوحة - على ما يبدو -... أيضا ، لماذا يرضى الحكام العرب اليوم - دون استثناء - لأنفسهم أن تكون صورتهم على هذه "الشاكلة" في أنظار شعوبهم والعالم... بمعنى أشخاصا هم أقرب الى اللصوص والقتلة ومصاصي الدماء منهم الى "الروساء"... ثم - وقبل هذا وبعده - أي غباء هذا الذي يجعل مثل هؤلاء "الرؤساء" القتلة يصرون على الاعتقاد بأن "مدة صلوحيتهم" لم تنته بعد في حين أن حناجر الشعوب التي تحدت بصدور عارية رصاص آلتهم القمعية لا تزال تهتف " ارحل... ارحل.