- هو عرس انتخابيّ بكلّ ما للكلمة من معنى، كذّب التوقعات السوداويّة لبعض الأطراف، والتخوّفات من مظاهر «البلطجة» السياسيّة والخروقات الأمنيّة، بالرغم من أنّ التونسيين غير متعوّدين على مثل هذه المناسبات السياسيّة الكبرى. انتشار كثيف لقوّات الأمن والجيش الوطنيين (حوالي 44 ألف عنصر من الطرفين)على كامل النقاط الانتخابيّة منذ ساعات الصباح الأولى وتجنيد لكافّة الطاقات من أجل ضمان مناخ انتخابيّ آمن وأجواء ديمقراطيّة هادئة ومثاليّة. «الأسبوعي» واكبت الحدث وقامت بجولة رفقة دوريّة أمنيّة لعناصر نقابة قوّات الأمن الداخلي من شرطة وحرس وسجون وحماية مدنيّة إلى جانب دوريّة عسكريّة من الجيش الوطني، شملت عددا من مراكز الاقتراع بتونس الكبرى على غرار نهج مرسيليا والعمران والمنزه وأريانة، .. إقبال كثيف.. وهدوء بدأت الجولة بمكتب اقتراع نهج مرسيليا بوسط العاصمة حيث فاق حجم الإقبال التوقعات، طوابير طويلة من المواطنين، أعدادهم بالمئات كلّهم ينتظرون دورهم في ممارسة حقّهم الانتخابي رغم لفحات الشمس إلاّ أنّ ذلك لم يثنهم عن التصويت بكلّ حريّة وديمقراطيّة ووسط أجواء أمنيّة ممتازة على إثر الاستعدادات والإجراءات الأمنيّة المشدّدة حيث انتشرت عناصر الأمن بمحيط المكتب وعلى مدى طول النهج المذكور، إلى جانب عناصر الجيش الوطني ممّا جعل الأجواء مطمئنة ومحفّزة على المشاركة الانتخابيّة التي جرت في جوّ هادئ وآمن. جولة لوزير الداخليّة.. و«ديقاج» في الأثناء قام وزير الداخليّة السيّد الحبيب الصيد بزيارة مترجلة لمركز الاقتراع بنهج مرسيليا مرفوقا بمدير الأمن العمومي وعدد من الإطارات الأمنيّة تفقّد خلالها الوحدات الأمنيّة المرتكزة بالمكان وتحادث مع بعض المواطنين الذين عبّروا عن تفاؤلهم بالعمليّة الانتخابيّة والأجواء السائدة. ولكنّ بعض الشباب عندما علموا بقدوم الوزير بدأوا بالتصفير والهتاف ب«ديقاج»، ممّا عجّل بإنهاء الزيارة. ويذكر أيضا أن الحبيب الصيد قد قام بزيارة مكتبي الاقتراع البحر الأزرق وعين زغوان في ذات الإطار. بالورود والحلويّات من جهتها قامت نقابة قوّات الأمن الداخلي بالمشاركة في العرس الانتخابيّ على طريقتها الخاصّة حيث قام أعضاؤها بتوزيع الحلويّات والورود وملصقات ورقيّة على أعوان الأمن المتمركزين بمراكز الاقتراع والمواطنين على حدّ سواء في بادرة لقيت استحسان الجميع. وقد أفادنا السيّد عبد الحميد الجرّاي كاتب عام النقابة بأنّ هذه المبادرة تدخل ضمن حملة تحسيسيّة تقوم بها نقابته من أجل المساهمة في إنجاح المسار الانتخابي والتأكيد على حياديّة رجال الأمن إزاء العمليّة السياسيّة والالتزام بمبادئ الديمقراطيّة وقيم الجمهوريّة، إضافة إلى رفع معنويّات أعوان الأمن الساهرين على تأمين الانتخابات ونشر الطمأنينة في صفوف المواطنين. وقد شملت هذه المبادرة عددا من مكاتب الاقتراع منها مكاتب نهج مرسيليا ومدرسة غرّة جوان بالمنزه 1 ومدرسة بشّار الخوري بالعمران وبئر الكرم ومدرسة حي شاكر ببرج الطويل بأريانة.. بين الأمس واليوم في الأثناء عبّر لنا بعض الأمنيين، من الدوريّة التي رافقناها في جولتنا على عدد من مراكز الاقتراع بتونس الكبرى، عن الفرق الشاسع بين انتخابات العهد البائد وانتخابات اليوم أمام نسبة الإقبال الهائلة التي سجّلتها كافّة مكاتب الاقتراع بكافة ولايات الجمهوريّة. أحدهم أكّد أنّ في انتخابات 2009 لم يقدم إلى مكتب الاقتراع الذي كان يشرف عليه بإحدى الجهات، سوى ثلاثة أشخاص طيلة اليوم، ولكنّ نسبة التصويت بعدها كانت مائة بالمائة وتمّ تسجيل أكثر من 600 ورقة انتخابيّة؟ استتباب أمني وتنويه بالمواطنين في ذات السياق أفادنا السيّد هشام المؤدب الناطق الرسمي لوزارة الداخليّة أنّه تمّ توفير قرابة 25 ألفا من الوحدات الأمنيّة لتغطية الحدث الانتخابيّ وذلك بمضاعفة ساعات العمل واعتماد نظام 12/12 ساعة، لتوفير أكثر عدد ممكن من الوحدات الأمنيّة دون التأثير في النسيج الأمني العادي حيث تواصل عمل المناطق والمراكز والفرق بشكل معتاد لتوفير الأمن العام خارج السياق الانتخابي. كما أكّد توفير نواتاة أمنيّة قريبة من مراكز الاقتراع للتدخل في الحالات العاجلة. وأفادنا محدّثنا أنّ جميع الوحدات الأمنيّة المخصصة للمحطة الانتخابيّة تعمل بالتنسيق مع مشرف أمنيّ عيّنته الهيئة العليا لضمان مزيد الشفافيّة وحسن سير المسار الانتخابيّ. وقال المؤدب أنّه لم يتم تسجيل خروقات أمنيّة تذكر، إلى حدود مساء أمس وهو ما يعكس النجاح الأمنيّ في تأمين انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. ونوّه أيضا بمستوى الوعي الذي تعامل به المواطنون أمس في ممارسة حقهم الانتخابي والذي ساهم بصفة مباشرة في استتباب الأمن وسير العمليّة الانتخابيّة في أحسن الظروف. ظافر بالطيبي
في حمام الغزاز وفاة الحاج محمد شيخ 72 عاما أمام مكتب الاقتراع توفي صباح أمس أمام مكتب الاقتراع بحمام الغزاز الحاج محمد بن حورية عن سن تناهز 72 عاما لما كان يتأهّب لدخول قاعة الانتخابات الحاج محمد استنجد بفتاة عند صعوده المدرج لكن الموت باغتته في تلك اللحظة حيث سقط أرضا، ورغم الإسعافات التي قدّمت له من قبل طبيب كان على عين المكان إلا أن الموت كان أسرع. ابنه نبيل أفادنا بأن والده خرج في الصباح الباكر للقيام بواجبه الانتخابي رغم أنه كان بمفرده وأبى إلا أن يمارس حقّه الانتخابي رغم أنه لم يكن مسجلا في مكتب الاقتراع. الحاج محمد عرف في المنطقة بأخلاقه العالية وبمرحه وهو محل احترام وتقدير الجميع، رحم الله الحاج محمد رحمة واسعة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون. رضا العرفاوي
للمرة الثالثة على التوالي حزب التكتل يتعرض للسرقة تعرّض مقر حزب التكتّل بدائرة بن عروس للمرّة الثالثة على التوالي لعملية سرقة. فبعد العمليتين الأخيرتين تعرّض حزب التكتّل مرّة ثالثة لعملية سطو على مقرّه، وهذه المرّة كانت في معتمدية المدينةالجديدة، مما أثار استغراب كوادر الحزب إذ اعتبروا ذلك استهدافا لحزبهم. رضا