اذا كانت اسعار الخضر والغلال غير مستقرة وسجلت ارتفاعا كبيرا احيانا فإن مادة الطماطم بقيت لمدة طويلة في متناول الجميع ونزلت اثمانها بشكل شجع الكثيرين على استهلاكها الا ان هذه الوضعية لم تدم طويلا اذ سرعان ما التحقت ببقية الخضر والغلال وارتفع ثمنها ليناهز الدينار بعدما كانت في حدود 300 مليم. ومن خلال التحريات التي قمنا به علمنا ان الجفاف والاحوال المناخية لعبت دورا في الموضوع ففي مدينة صفاقس مثلا التي تتوفر فيها مساحات هامة تقدر ب 360 هكتارا لزراعة هذا المنتوج قادرة على انتاج 40 طنا في الهكتار الواحد اي 14 الف طن غير ان ظهور مرض «الفيروز» الذي تتسبب فيه الذبابة البيضاء وكذلك سقوط «الجليدة» مؤخرا وقبل اوان سقوطها الطبيعي (مادة ثلجية بيضا، تنزل من السماء في الفجر والصباح) أديا الى تقليص الانتاج الى حدود النصف تقريبا بعد زراعتها بجداية من يوم 25 اوت والشروع في جني الثمار بداية من 15 نوفمبر الماضي ومن خلال المعلومات التي استقيناها من اهل الذكر فإن الامر يتطلب استعمال الادوية بالنسبة للذبابة البيضاء ويستدعي حرق كميات من الحطب أو الاشجار الجافة قصد تصاعد الدخان كثيفا اثناء الجزء الثاني من الليل وبالتالي لتكوين سحابة تمنع نزول «الجليدة» علما ان مرض «الفيروز» ناتج عن وجود الحرارة والرطوبة في نفس الفترة وعن قلة الامطار لذلك فانه يتعين على الفلاحين استعمال اساليب الوقاية والمداواة قبل الاصابة بالمرض. وتجدر الاشارة الى ان الطماطم آخر فصلية تزرع كما قلنا في اواخر اوت وان الطماطم الفصيلة المتأخرة التي ظهرت في السوق في شهري سبتمبر واكتوبر تزرع خلال شهر جويلية بالكاف والقصرين وهناك نوع يغرس في مارس بكامل الجمهورية وجميعها غير مغطى في حين يبدأ انتاج زراعة الباكورات تحت البيوت المكيفة من شهر سبتمبر ويتواصل حتى آخر شهر افريل من كل سنة.