المنذر الميزوني: «هل هناك متضرّر يمنحه الطبيب راحة ب30 يوما ويجده عدلا تنفيذ وإشهاد يعمل في حديقة الترجي بعد يوم واحد؟!" طفت في الاونة الاخيرة على السطح مسألة استحوذت على اهتمام الجميع في اوساط الترجيين، ويكفي ان نؤكد بأنه لا حديث في مركب حسان بلخوجة منذ مطلع هذا الاسبوع الا على ما اصبح يسمّى بقضية «الدكتور فيصل المؤدب والمنذر الميزوني" المنذر الميزوني هو كما لا يخفى على احباء الترجي وخاصة منهم المواكبين لمسيرة الجمعية من قريب من الوجوه الترجية المعروفة. اما الدكتور فيصل المؤدب فقد التحق حديثا بالاطار الطبي للترجي بعد ان اشعر رئيس اللجنة الطبية الاستاذ المنصف بن عبيد الهيئة الجديدة برئاسة حمدي المؤدب برغبته في ضمه الى الطاقم الطبي للجمعية. ماذا جرى في نزل الحديقة؟ ولكن ماذا حدث بالضبط حتى تتحول المسألة الى قضية برمتها مادام الدكتور فيصل المؤدب قد رفع قضية عدلية بالمنذر الميزوني؟ الافضل ان نستمع الى الطرفين معا، حتى نعرف حقيقة ما جرى في نزل الحديقة يوم الاثنين الماضي حتى لو اختلفت الروايتان في بعض الجزئيات او النقاط.
رواية الدكتور فيصل المؤدب لنبدأ اولا بصاحب الشكوى ليحدثنا عن الدوافع التي جعلته يرفع قضية عدلية بالمنذر الميزوني. يقول الدكتور فيصل المؤدب، يوم الاثنين الماضي وحوالي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر (14.30) كنت بنزل الحديقة بصدد ضبط مكوّنات الوجبات الغذائية للاعبين. وكان لي موعد لهذا الغرض مع المدرب كابرال وبقية افراد الطاقم الفني الذين حضروا جميعا باستثناء ماهر الكنزاري، وفي الاثناء اقبل عليّ شخص لا اعرفه بتاتا ولم يسبق لي أن قابلته بالمرة، ودون مقدمات قال لي بلغة غير مهذّبة ما معناه أنني لمّا تخلّصت من رابطة العنق «كرفات» وارتديت «مريولا» أمام جندوبة الرياضية ربحنا المقابلة، في حين أننا اكتفينا بالتعادل يوم شاهدتك في جرجيس ب«الكرافات»، ولما استغربت الامر وسألته «من أنت.. حتى تكلّمني بهذه الطريقة؟!» انهال عليّ سبّا وشتما وضربا مما جعلني استنجد بأعوان الحراسة، ولكن رغم ذلك فقد اعتدى عليّ بالعنف الى ان فقدت الوعي، ولم أفق الا بعد ان بللوني بالماء، ثم اقبل المدرب كابرال، وتولى حامل الاثاث فخري نقلي الى احدى المصحات، وهناك بيّنت الكشوف انني اصبت بأضرار خطيرة تستوجب راحة بشهر والخضوع الى عملية جراحية سأجريها غدا صباحا (وهو يقصد يوم السبت (امس) صباحا لاني أجريت معه هذا الحديث أول امس (الجمعة) ليلا. ويضيف الدكتور فيصل المؤدب قائلا: «لقد جاءني شكري الواعر الى المصحة وعرض عليّ الصلح مع الشخص الذي اعتدى عليّ لكنني رفضت وتمسّكت برفع قضية عدلية كما تعاطف معي رئيس الترجي حمدي المؤدب كثيرا واكد لي وقوفه الى جانبي، علما بأنني لم اتعرض سابقا الى اي اعتداء رغم انني اشتغلت بعديد الاندية وهي الاولمبي الباجي (عامان) واولمبيك الكاف (عامان) والنادي الاولمبي للنقل (عامان) ومستقبل المرسى (عامان) والنادي الافريقي (عام واحد) والسعيدية الرياضية (طيلة 6 أعوام والى الان). الى هنا ينتهي تصريح الدكتور فيصل المؤدب، ولنستمع الان الى الطرف الاخر.
رواية المنذر الميزوني يقول المنذر الميزوني انها تهمة باطلة وملفقة ألصقت بي، ولكن من حسن حظي ان من دبّرها ضدي قد وقع في فخ نصبه لنفسه بنفسه. قلت كيف ذلك؟ أجاب المنذر الميزوني: «يوم الاثنين الماضي بعد الظهر كنت انتظر قدوم احدهم لكي نتحول معا لعيادة المنصف المكني، وفي الاثناء شاهدت الطبيب الجديد الذي عزز حديثا الاطار الطبي وهو الدكتور فيصل المؤدب فقلت له بكل لطف وبلغة بريئة لا تخلو من المزاح والدعابة «أرأيت كيف انتصرنا على جندوبة حين ارتديت «مريولا» وبدلة رياضية، بينما عدنا بتعادل مخيب للامال من جرجيس حين وضعت رابطة عنق «كرافات»، وانا شخصيا شديد الحرص على مثل هذه الجزئيات لانني أؤمن بالتطيّر والتفاؤل والتشاؤم. ويستطرد المنذر الميزوني قائلا: «.. وصدّقني، ماكدت أتمم كلامي حتى هاج صاحبنا وماج، بل وظل يهدّدني ويتوعدني، فحصلت مجرّد مناوشة، بيننا ثم ماراعني الا وهو يتعمّد السقوط على الارض حتى يلصق بي تهمة الاعتداء عليه، وهي حيلة لم تنطل على كل من كان بجوارنا في النزل، ثم ولاتمام المسرحية ماراعني ايضا الا وهو يستظهر بشهادة طبية تمنحه راحة ب30 يوما، وهنا افتضح امره، اذ ان الحكاية حصلت يوم الاثنين، واذا به يأتي بعد يوم واحد أي يوم الاربعاء الى العمل، نعم لقد حل ركبه بحديقة الترجي يوم الاربعاء، ثم اشتغل ايضا في اليوم الموالي اي يوم الخميس وقد اجرى يومها فحوصات لعاطف الفالحي. تصورّوا لقد عاد صاحبنا للعمل بعد يوم واحد، في حين انه لا يتورّع عن تهديدي بشهادة طبية تمنحه راحة ب30 يوما. وحتى أضع حدّا لهذه المهزلة استنجدت بعدل منفّذ وايضا بعدل اشهاد حلاّ بحديقة الترجي الرياضي وعاينا قدومه للعمل يومي الاربعاء والخميس واستجوباه للغرض، كما قام الاستاذ أيّوب الكناني بوصفه نائبا للرئيس مكلفا بالشؤون القانونية باجراء قانوني في نفس المعنى. وفي الختام اسمحوا لي ان أطرح سؤالا واحدا: «هل يستطيع أي شخص متضرر يمنحه الطبيب راحة ب30 يوما بالتمام والكمال ان يستأنف عمله