للسنة الرابعة على التوالي يحتل العراقيون الصدارة على لائحة طالبي اللجوء في الدول الغربية أملا في الهرب من جحيم العنف والموت الذي يترصدهم بعد ان تجاوز عدد طالبي اللجوء خلال الاشهر الستة الماضية مائة وخمسة وثمانين ألفا ليتقدم العراقيون بذلك على الصوماليين والافغان. ولعل في هذه الاحصائيات التي نشرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ما يمكن ان يعكس حقيقة المشهد العراقي بعد سبع سنوات من اجتياح هذا البلد حتى انه لم يكن يعرف بعض الهدوء الحذر الا ليعود ويغرق مجددا في متاهات دوامة العنف التي تتقاذفه وتهدد مصيره دون نهاية واضحة... ورغم انها لم تكن الاولى من نوعها فقد حملت تفجيرات بغداد الدموية التي ذهب ضحيتها الاحد الماضي مئات القتلى والجرحى من العراقيين الابرياء ممن لم يرتكبوا ذنبا سوى انهم تواجدوا في المكان الخطإ في الوقت الخطإ رسالة واضحة قد لا تغيب عن مراقب. ولعل أخطر ما في تلك التفجيرات انها حملت في طياتها اشارات متعددة تعلن ان موسم الانتخابات العراقية القادمة لن يكون من دون المزيد من الخسائر البشرية والمادية ولن يكون موسما خاليا من الجروح العميقة والفواجع التي كان ولايزال ابناء الشعب العراقي يدفعون ثمنها من دماء وأرواح ابنائهم وعلى حساب أمنهم واستقرارهم...