أسفرت الجولة الافتتاحية لبطولة كرة القدم التونسية عن عديد المفاجآت السارّة للبعض والضارّة للبعض الآخر حيث تم جليا تجاهل وإلغا ما جاء به المثل الشعبي القائل: «أكبر منك بليلة، أكثر منك بحيلة» ذلك أن الجمعيات التي تنعت وتسمّى بالصغيرة، قد برهنت وأثبتت أنها قادرة أن تكون كبيرة، ذلك بالاداء الطيب، واللعب الجيد ومجاراة الخصم الند بالند لكسب الاحترام والتقدير والودّ... إنه طالع خير على كرتنا الراكدة، بإضمحلال الفرق الكبرى الراقدة، جرّاء سياسة مسؤوليها السائدة، للنجاعة وحسن التسيير فاقدة، لا رجاء منها ولا أمل ولا فائدة، أن نغشّ جماهيرنا العريضة العائدة، المكسورة الخاطر الغاضبة الناقدة، لكن محبّة وتضحية لألوانها فهي صامدة، وإذا ما نفذ صبرها وانفجرت ماردة، سيتهمونها بأنها في الماء العكر صائدة، لها مصالح خاصة مع أطراف مساندة. فمن الأجدر الجلوس، الآن حول المائدة، لنبذ الخلافات والعادات الفاسدة وإيجاد البلسم الشافي والحلول الواعدة، لأن لمّ الشمل والمصالحة أفضل قاعدة، فكل جمعية رياضية تمثل عائلة واحدة... فطوبي لكل من اقتفى بهذا النداء الذي يمثل في رأيي أنجع دواء، لكرتنا العليلة الجوفاء، فلنعمل بكل صدق ووفاء حتى نرتقي بكرتنا نحو الرقيّ والعلاء...