تونس الصباح الابطال لا تصنعهم الصدف.. فميلاد بطل في حجم اسامة الملولي يدفعنا الى ابراز السبل التي ادت الى بروزه ليكون القدوة الصالحة للاجيال...فانتاج بطل في هذا الحجم لا يتكرر يوميا... وحتى يتكرر وهو المبتغى لا بد من الغوص في ادق تفاصيل وجزئيات نمط عيشه لنستثمر الامر في منظومتنا الرياضية... ودعوة اسامة الملولي لعقد ندوة صحفية بمقر وكالة الاتصال الخارجي تثمين لنجاحه الشخصي بالاكيد ويتضمن ايضا رسالة مضمونة الوصول تؤكد بجلاء على مدى نجاح المنظومة التونسية في التعاطي مع النخب فالملولي انتاج تونسي خالص والكلام لبطلنا الاولمبي والعالمي الذي كلما اقتربنا اليه الا وزادنا ادراكا ان البطولة لا تاتي صدفة فهو يتحدث عن علم النفس الرياضي بلغة العارف، بل الحاذق لهذا العلم المتشعب... ويروي لك العديد من جزئيات علم الاجتماع التي تبيح الاندماج السريع في أي منظومة جديدة باسرع ما يمكن بحس مفرط يؤكد لك ان النجاح له ضريبة في أي ميدان كان ولما يتحدث أسامة عن الاستشهار في المجال الرياضي فهو يقودك إلى ميدان متشعب بكل المقاييس. لكن في هذا الخضم من العوامل الضرورية التي تساهم في تعبيد طريق التألق والتميز فانه يؤكد بكل وثوق ان نجاحه مهد له بالاساس امر أثمن من كل العناصر التي اشار اليها وهو الدعم الموصول من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ''لقد شجعني سيادته على البذل والعطاء من اجل تونس وكانت تشجيعاته خير حافز لي لاكون فوق اعلى درجات منصة التتويج اولمبيا وعالميا اضافة الى نجاحات اخرى حصلت وانا في الطريق الى بطولة العالم بروما ففي المسابح الايطالية كانت خمس ميداليات في الالعاب المتوسطية وهي التي حصلت امام كبار السباحين الفرنسيين والايطالييين''. ويضيف الملولي: ''فخري يتضاعف بالانجاز لانه الاول عربيا وافريقيا واسلاميا وهذا كسب لبلادي التي نجدها متفوقة رياضيا على اكثر من بلد يفوقها ماديا... وأنا كلي اعتزاز بهذا التميز الذي اجده يستحق الترويج اعلاميا بشكل يتماشى وقيمة الحدث''. واذا حصلت مشاكل قبل العاب بيكين فان الملولي اكد من النضج ما يجعله ذا نظرة مستقبلية ''المهم يبقى دوما المستقبل وانا بالمرصاد لكل الكبار من السباحين لاجدد التفوق سواء في بطولة العالم بدبي 2010 او في اولمبياد لندن 2012 فانا ساواصل التسلح بروح قتالية عالية لاؤكد الجدارة التونسية بالبطولة العالمية ومعها الذهبية الاولمبية... ومن اجل ذلك ساعود الى التدريب في الولاياتالمتحدةالامريكية بنفس الجد والعزم فغايتي هي مزيد التشريف ولي كل المؤهلات التي تبيح لي ذلك في ظل حضور التشجيع المتواصل من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي''. وسألناه عن الاسرار الخفية للنجاح فقال ''التواضع اولا بالذات لانه يجعل منك شخصا قادرا على الانصات واذا توفرت هذه الميزة فانه بامكانك التطور''. كما سالناه عن دور الهجرة في صنع ابطال من طينة اسامة الملولي فقال ''الهجرة ضرورية في مثل هذه الحالات لكنها لا تمثل وحدها الحل...ان الهجرة تحتاج الى الدراسة المسبقة لتصبح الحل الناجع.. فالتميز يقتضي الهجرة اذا توفرت الرغبة في هذا التميز والامر ليس مقتصرا على الالعاب الفردية، فكرة القدم التونسية بصدد تصدير المواهب الى الخارج لاستثمارهم فيما بعد في منتخبنا الوطني وهذا ايجابي جدا''. وحول مستقبل السباحة التونسية يقول الملولي ''ان ما وفرته الدولة من بنية تحتية بعضنا يتمناه فمسبح رادس قد لا نجد مثيلا له في العديد من البلدان وهو مبعث شرف لنا ومن زاره في العاب تونس المتوسطية 2001 لا زال يشيد به وفي هذا فخر لنا لكن العمل الذي ينتظرنا يقتضي منا طول نفس واعتقادي راسخ ان المكتب الجامعي الجديد يتحلى بمثل هذه الخصال التي ستقودنا الى انتصارات جديدة للسباحة التونسية... واقول هذا عن اقتناع لان سباحا من طينة احمد المثلوثي قادر بدوره على التميز''. وبما ان الحديث قادنا الى المستقبل سالنا اسامة عن حكاية الزي ومزاياه ان وجدت وعوائقه اذا عثر عليها اهل الاختصاص فقال الملولي ''صحيح للزي مزايا للبعض لانه يمكنهم من التوزازن فوق الماء الا انه لا ينفعني شخصيا لان وزني وتركيبتي الجسمانية كفيلة بضمان توازني.. لكن ما تأكد ان الزي سيتغيروه وما سيفيد من هم مثلي بالتأكيد''.