تونس - الصباح: 2009 تحمل بداخلها اكثر من حدث ثقافي وطني... منها مائوية الشاعر الخالد أبوالقاسم الشابي. وقد انطلقت عديد المؤسسات الثقافية في وضع اللمسات الأخيرة للاحتفاء بهذه المناسبة الهامة في مسيرة المدونة الأدبية والفكرية التونسية بدرجة أولى. يوم 24 فيفري يوم 24 فيفري منذ قرن شهد ميلاد أبو القاسم الشابي... وقد حددت المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بتونس ملامح تظاهرة ثقافية متنوعة مساهمة منها في احياء هذه المائوية ستنطلق يوم 24 فيفري القادم الذي يتزامن مع يوم ميلاد الشابي. وحسب ما توفر لدنيا من معطيات فان هذه التظاهرة ستمتد على كامل 2009 وستكون الانطلاقة بافتتاح معرض وثائقي ضخم بدار الثقافة ابن خلدون يتضمن مخطوطات ووثائق نادرة تتعلق بحياة ومسيرة الشابي وهذا المعرض سيتجول عبر مختلف الفضاءات الثقافية بولاية تونس. * * الجانب الفكري في هذه التظاهرة التي تنكب هذه الايام مصالح المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بتونس وبمتابعة من السلط الجهوية بها - سيقدم (أي الجانب الفكري) ندوة فكرية حول شعر الشابي وخصوصيات هذا الشعر بمشاركة عدد من المختصين والنقاد والمهتمين بالشأن الادبي التونسي كالأساتذة المنجي الشملي وتوفيق بكار والحبيب الجنحاني.. * * ... وللموسيقى حضور ولن تغفل - وفق المعطيات الخاصة لدينا - هذه التظاهرة الجانب الموسيقي حيث ينتظر تنظيم سهرة موسيقية تقدم خلالها الأشعار المغناة للشابي بأصوات رائدة في مجال الأغنية بتونس كسنية مبارك ولطفي بوشناق وأمينة فاخت ومن القصائد التي قدمت بأصوات غنائية هي: - اسكني يا جراح: أمينة فاخت - عذبة أنت: محمد عبده - إلى طغاة العالم: لطيفة العرفاوي - إرادة الحياة: سعاد محمد كما غنى للشابي ثامر عبد الجواد وصلاح مصباح وماجدة الرومي وعلياء بلعيد. رائد الرومانسية أبو القاسم الشابي رائد الرومانسية في الشعر العربي.. الرومانسية وجد فيها ملاذه للتعبير عن ما يخالج ذاته من أحاسيس ومشاعر لها علاقة بالحياة والطموح والحب الكبير. * * وطنية الشابي تجسمت في صرخاته المدونة الى القوى الرجعية التي حبست أنفاس الشعب وقيدت طموحه فمنعته من التحرر والانطلاق نحو الافضل والأرقى والأجل. وحين نتجول بين احضان الطبعية نستحضر أشعاره التي هي عبارة عن عاطفة سامية مرهفة تنبعث من مشاركته لظواهرها والانصهار الى حد الذوبان الكلي فيها. لقد عشق الشابي الطبيعة على اعتبار أنه كان يتحسسها ويتلمسها ويتذوقها بعميق أحاسيسه المرهفة الرقيقة. ووجد في المرأة مصدر الهام للتعبير عن أحاسيس مترعة بالحرمان والظمأ الشديد للحب الدافئ... الحب الذي يدفع بالانسان الى الانتصار على كل آلامه وجراحه النفسية. * * عاش الشابي صوتا متفردا... فأشعاره رددتها الجبال والوديان والمرتفعات وترنمت وشدت بها قيثارة الزمن. الشابي على حد تعبير الناقد عباس جرادي «...مدرسة في العشر العربي أساسها أدب إنساني يصل إلى عمق الحياة».