تونس الصباح تجري الاستعدادات حثيثة في صلب مصالح وزارة الثقافة والمحافظةعلى التراث وكذلك في اطار عديد الهياكل والمنظمات والجمعيات الثقافية الوطنية والجهوية لاحياء مائوية شاعر تونس الخالد ابو القاسم الشابي صاحب ديوان «ارادة الحياة». هذه الاحتفالات التي ينتظر ان تنطلق فعالياتها المختلفة خلال الاسبوع الاول من شهر فيفري القادم ينتظر ان تشد انتباه لا الرأي العام الثقافي الوطني فقط بل وكذلك الرأي العام الثقافي العربي ايضا على اعتبار ان الشابي هو أحد اشهر الشعراء العرب الكلاسيكيين في هذا العصر وهو لا يقل شهرة ولا موهبة في نظر العديد من جهابذة النقاد العرب عن أحمد شوقي او ايليا ابو ماضي او جبران. شاعر كبير وموهبة فذّة وما من شك في ان احياء مائوية هذا الشاعر التونسي الكبير ذو الموهبة الفذّة تعد شكلا من اشكال الوفاء لصوت الوطنية والرومانسية في الشعر التونسي والعربي الحديث ولا تمثل بأي حال من الأحوال «رد اعتبار» ادبي او ثقافي ام معنوي لهذا العلم والرمز الشعري التونسي والعربي الكبير ذلك ان مكانة ابي القاسم الشابي وشهرته استحقها واقتلعها عربيا ووطنيا مبكرا وعن جدارة بوصفه صوتا شعريا «مغاربيا» متميزا (قادما من المغرب العربي) عرف كيف يفرض نفسه في زمن احتكرت فيه الاصوات الشعرية المشرقية «المشهد الشعري» العربي عموما. مفارقات! غير انه ولعله من المفارقات العجيبة ان ترتفع اليوم بعض الاصوات في اوساط بعض الشعراء التونسيين تحديدا (وليس سواهم!) بما يفيد «الاعتراض» على المضي قدما في تأكيد «نجومية» ابي القاسم الشابي من خلال الاحتفالات بمائويته وتقديمه على انه الصوت الشعري الابرز الذي افرزته الساحة الشعرية والادبية التونسية عبر مسارها وتاريخها القديم والجديد. بعض هؤلاء الشعراء وهم بالمناسبة شبان ومخضرمون صرحوا لنا بان الاحتفال بمائوية الشابي يمثل في رأيهم نوعا من انواع التعسف التاريخي على بقية الشعراء وعلى مسار الحركة الشعرية في بلادنا.. وهو تكريس لمقولة »الشجرة والغابة».. فالشابي والكلام لهم ظل دائما لدى بعض النقا تلك الشجرة التي يريد لها ان تغطي على كل الغاية.. فكان دائما «المبجل» والأكثر تناولا (نقديا وتدريسا).. لذلك راح البعض منهم يدعو منذ سنوات وحتى قبل بروز فكرة احياء مائوية الشابي الى «كسر الصنم» والانحياز ايضا الى الاصوات الشعرية الجديدة التي افرزتها الساحة الوطنية على مدى السنوات الخمسين الاخيرة على الاقل! . فالشاعر محي الدين خريف مثلا وكذلك الشاعر احمد اللغماني لا يقلان قيمة ولا موهبة عن ابي القاسم الشابي.. في رأي هؤلاء .. بل هناك من بينهم من يعتبر ان الشاعر الصغير اولاد احمد نفسه لا يقل قيمة وموهبة و«وطنية» عن ابي القاسم الشابي. طبعا، هذه آراء ومواقف نوردها دون ان يعني أننا نتبناها.. وهي تبدو قابلة لتكون نواة لنقاش ادبي قد يثري بدوره مضمون احتفالات مائوية ابي القاسم الشابي..