قبيل تعاقد فوزي البنزرتي مع الترجي الرياضي كنا انفردنا على هذه الأعمدة بالذات بالاشارة الى أن الاتحاد الليبي لكرة القدم قد أرسل وفدا رفيع المستوى الى مدينة المنستير للتباحث مع هذا المدرب وأن المفاوضات بين الطرفين ادركت شوطا متقدّما، حيث ذكرنا وقتها «ان فوزي البنزرتي قد طلب مهلة بيومين قبل اتخاذ قراره النهائي بما أنه بات على وشك التعاقد مع الترجي». كما أشرنا وقتها ايضا الى أن العرض الذي قدمه نادي المغرب التطواني الى فوزي البنزرتي كان مغريا للغاية ويسيل لعاب أي مدرب تونسي مهما كبر اسمه. واثر لقاء أم درمان الذي اسفر عن انهزام الترجي أمام الهلال السوداني بهدفين كاملين حدث ما حدث وأعلن فوزي البنزرتي لبعض المقربين اليه أنه ندم كثيرا بل «ياكل في صوابعو بالندم» على التفريط في عرض المغرب التطواني ومن بعده عرض المنتخب الليبي وأنه ارتكب غلطة فادحة عندما جازف بالاقدام على تدريب الترجي. وحين أخذ فوزي البنزرتي يمعن التفكير لايجاد مخرج من الورطة التي أوقع فيها نفسه، خصوصا وأن الترجي مقبل على لقاء رهيب ضد الاهلي المصري في القاهرة بالذات وهو لا يملك لا العدّة ولا العتاد لمجاراة نسق منافسه العملاق، تبيّن له أن عرض الاتحاد الليبي مازال قائما باعتباره لم يتعاقد بعد مع أي مدرب، فما كان منه الا أن قرر انتهاز هذه الفرصة التي لن تعوّض ان هو أهدرها الآن. ومباشرة مرّ فوزي البنزرتي الى التنفيذ، وكانت بداية العملية بالاسترخاص لتمكينه من إجازة قصد السفر الى طرابلس لاقتناء قطع غيار لسيارته التي كانت عرضة لحادث مرور بمدينة المنستير. وفعلا سافر فوزي البنزرتي الى طرابلس وكان مرفوقا بابنه أيمن وشقيقه سامي، والحقيقة انه ذهب خصيصا لاستئناف المفاوضات مع الاتحاد الليبي.. هذه المفاوضات التي سريعا ما كلّلت باتفاق نهائي عيّن بمقتضاه فوزي البنزرتي مدربا جديدا للمنتخب الليبي، في حين يبدو أن الترجي الرياضي قد أصبح يتخبّط في أزمة ليس لأبعادها وعواقبها ما يبعث على الاطمئنان خصوصا وأن موعد يوم 20 جويلية بالقاهرة ضد الأهلي المصري قد بات على الأبواب.