تونس الصباح: وجه وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية الافريقية في اليوم الاول من مؤتمرهم الذي بدأ أمس بتونس بحضور ممثلين عن الدول الصناعية والمؤسسات المالية والسياسية الدولية والاممية رسائل مفتوحة إلى قادة الدول المعنية بالقمة الاقتصادية الدولية المقررتنظيمها السبت القادم في واشنطن بمشاركة زعماء 20 دولة. الجلسة الافتتاحية للمؤتمراستمعت الى مداخلات اقتصادية سياسية عن الازمة المالية العالمية ألقاها السادة محمد الغنوشي الوزيرالاول ودونالك كاباروكا رئيس البنك الافريقي للتنمية (الذي يوجد مقره في تونس) وعبد الله جناح الكاتب العام التنفيذي للجنة الاقتصادية للامم المتحدة المكلف بافريقيا وجان بينغ مفوض الاتحاد الافريقي.. ثم كان من ابرز المتدخلين في الجلسة العامة الاولى السيد مصطفى كمال النابلي المستشار الاعلى للبنك الدولي (والوزيرسابقا بتونس). الكلمات أجمعت على التحذيرمن مخاطر الازمة المالية العالمية الحالية ومن انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية المرتقبة على تونس والدول الافريقية.. خاصة إذا تواصلت مدة طويلة.. وتطورت الى ازمة اقتصادية متعددة الاوجه تؤثر في قدرة الدول الافريقية على الوفاء بتعهداتها المالية الدولية.. ومن بينها قدرتها على تسديد الدين الخارجي وخدمات الدين.. فضلا عن تاثر صناعتها وتجارتها الخارجية وسياحتها بانكماش الاستهلاك وبمظاهر الازمة في الدول الصناعية المستورد الرئيسي لبضائع الدول الافريقية.. ومصدر غالبية السياح.. ونسبة هائلة من تحويلات العمال المهاجرين الى مواطنهم. الفلاحة.. البنية الاساسية.. في هذا السياق دعت كلمة تونس في الجلسة الافتتاحية والتي القاها السيد محمد الغنوشي الوزيرالاول الى أن تعتمد الدول الافريقية على نفسها وعلى مواردها الذاتية ومنها خاصة الفلاحة.. لتضمن الامن الغذائي وحدا ادنى من الاستقرار والتوازن الاجتماعي والاقتصادي والامني والسياسي.. مهما كانت حدة الازمة المالية والاقتصادية الدولية.. كما دعا السيد محمد الغنوشي الدول الافريقية الى الرهان أكثرعلى جهود تطويرالبنية الاساسية.. حتى تجلب قدرا أكبرمن المستثمرين والاستثمارات.. بما يساعدها على محاربة البطالة واحداث مزيد من فرص التشغيل والثروات.. الموارد البشرية واعتبرت كلمة الوزيرالاول أن من أبرز اسلحة افريقيا خلال الازمة الاقتصادية والمالية الحالية والتي توقع أن تتطور الى ازمة اخطرمن أزمة 1929 1932 الرهان على الانسان والثورة البشرية.. ولاحظ أن تونس راهنت منذ عقود وخاصة منذ التغييرعلى الذكاء البشري.. وتحسين فرص التنمية المعرفية.. عبر رصد مبالغ هائلة لفائدة قطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة العمومية والشؤون الاجتماعية.. كما دعا الغنوشي الدول الافريقية الى الاستفادة من النموذج التونسي للتنمية البشرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.. والذي اعتمد خيار" الوفاق الاجتماعي".. وراهن على اهمية الحوار بين الاطراف الاجتماعية والسياسية عبر سلسلة من المفاوضات والاستشارات.. ساعدت تونس على قطع خطوات عملاقة في مجالات التنمية الشاملة رغم محدودية ثرواتها الاقتصادية.. انتقادات لقمة العمالقة ال20 بواشنطن وتوجهت كلمات عدد من المسؤولين الافارقة الى قادة الدول الغنية ال20 بانتقادات (" بديبلوماسية " ولباقة) بسبب عدم تشريك دول القارة الافريقية ال53 وشعوبها (حوالي 900 مليون) في القمة الاقتصادية العالمية الاولى التي سوف تنظم في واشنطن يوم السبت 15 نوفمبر الجاري لبحث مضاعفات الازمة المالية العالمية وصيغ مكافحتها.. وسيناريوهات مجابهتها.. وقد صدرت الانتقادات الاكبرعن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي JEAN PING الذي قدم عرضا اقتصاديا وسياسيا شاملا حول وزن افريقيا الدولي في مختلف المجالات.. ومبررات عدم اقصائها من المشاورات العالمية الاقتصادية والسياسية.. ومن بينها قمة واشنطن التي دعا اليها الرئيسان الفرنسي ساركوزي والامريكي بوش الابن وسيحضرها زعماء 5 دول أوربية (هي فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبريطاينا) ومفوضية الاتحاد الأوروبي وبقية زعماء مجموعة الثماني.. وقادة الدول الصاعدة وخاصة الصين والهند والبرازيل.. لكن افريقيا كلها غير ممثلة فيها.. انتظارات.. ورسائل الا أن كلمة السيد محمد الغنوشي الوزيرالاول لم تعتمد اسلوب الانتقاد المباشر لقادة قمة ال20 في واشنطن.. لكنه أعلن بدوره أن تونس والدول الافرقية تنتظر الكثير من تلك القمة.. وتنظرمنها خاصة أخذ مصالح دول افريقيا والدول النامية بعين الاعتبار.. وماخذ الجد.. ونوهت كلمة السيد محمد الغنوشي خاصة بالدول الافريقية التي قطعت أشواطا مهمة في اتجاه التاقلم مع مقتضيات العولمة مثل تونس والتي نجحت في تحدي كثيرمن الصعاب.. وفي تحقيق نسب نمو تفوق ال5 بالمائة سنويا.. والتي تبدو اليوم مهددة بتراجع نسبي.. في وقت تحتاج فيه الى تحقيق نسب نمو اكبرلا تقل عن 7 بالمائة لتعالج بنسق اسرع معضلة البطالة وعددا من الملفات المتراكمة.. والتي زادتها المنافسة العالمية.. ومؤشرات الازمة الجديدة تعقيدا وحدة.. واعتبرت مداخلة السيد محمد الغنوشي ان الدول ال20 التي تمثل لوحدها 85 بالمائة من الناتج العالمي الخام مطالبة بأن تعنى في قمة السبت القادم بمشاغل افريقيا وشعوبها.. دور البنك الافريقي للتنمية وقد نوهت أغلب الكلمات بدور البنك الافريقي للتنمية وبقية المؤسسات المالية الاقليمية والدولية والاممية التي تساهم في تطوير البنية الاساسية والاقتصادية والثروات البشرية والمعرفية في افريقيا والدول النامية.. وعلى راسها البنك الافريقي للتنمية وصناديق الاممالمتحدة للتنمية . يذكر أن عددا كبيرا من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية والبعثات الديبلوماسية الأوروبية والامريكية والاسيوية حضرت جانبا من الاشغال امس وتشارك في الاجتماعات الاقتصادية وورشات العمل الموازية التي تتواصل اليوم وغدا في نفس الفندق بقمرت. وستكون حصيلة هذه الاجتماعات "بيان تونس" الذي سيوجه الى قادة الدول الصناعية والصاعدة الذين سيجتمعون السبت القادم .