مهما كانت الجهة التي نفذت العملية الارهابية الجبانة في قلب العاصمة السورية دمشق ..والتفجيرات الوحشية في طرابلس اللبنانية.. ومن قبلها في عدة مدن لبنانية وسورية وعراقية ، فان المستفيدين من تلك الاعتداءات هم المحتلون للاراضي العربية ..المهيمنون على ثرواتها وشعوبها.. الطامعون في ابتزاز مزيد من خيراتها والتحكم في ساستها أكثر فأكثر.. الاعتداء على المدنيين والمواطنين في قلب دمشق الفيحاء امتداد لجرائم سابقة من بينها القصف الاسرائيلي قبل عام لاهداف داخل التراب السوري.. وتفجير سيارة عماد مغنية أحد أبرز قادة حزب الله السريين المطاردين منذ عشرين عاما في قلب دمشق ..بعد سويعات من وصوله اليها سرا.. فضلا عن اغتيال احد الضباط السوريين السامين المسؤولين عن جانب من ملف الاسلحة السورية.. الاعتداءات على اهداف في سوريا العربية لا تقل خطورة عن جرائم الاعتداءات على مواطنين واعلاميين وسياسيين لبنانيين من مختلف التيارات السياسية.. وهي جميعا تذكر بالمذابح التي يشهدها العراق العربي العظيم منذ عقدين من الزمن وبصفة خاصة منذ سقوط بغداد بين أيدي القوات الامريكية البريطانية في 9 أفريل من عام2003 . ان القاسم المشترك بين كل هذه الهجمات الارهابية ومسلسلات الاغتيالات والتفجيرات هو المؤامراة الاستعمارية الجديدة على الوطن العربي الاسلامي الذي اعتبرته قوى متطرفة مؤثرة في تل ابيب وواشنطن وبعض العواصمالغربية «العدو الجديد» بعد انهيار المعسكر الاشتراكي بزعامة موسكو.. وفي الوقت الذي بدأت فيه باريس وعدة اطراف اوربية ودولية حوارا سياسيا مفتوحا مع القيادة السورية دعما للمفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة برعاية أنقرة يبدو أن البعض يريد ان يدفع الاوضاع في اتجاه التعفن الامني والسياسي عبر تشجيع سيناريوهات الاغتيالات والتفجيرات وسفك الدماء.. لقد أثبتت العقود الماضية ومرحلتا حكم بوش الابن عقم الخيار الامني العسكري في التعامل مع الملفات السياسية المعقدة في العالم عامة وفي العالم العربي الاسلامي خاصة.. وخلافا لكل التقديرات فان الاوضاع السياسية والامنية في افغانستان والعراق والخليج وساحة الصراع العربي الاسرائيلي تبدو هذه الايام أكثرتعقيدا مما كانت عليه قبل 11 سبتمبر 2001 وبدء مسلسل حروب ادارة بوش . واذا كان من بين أهداف عمليات التفجير والاغتيال والتصعيد الجديد ممارسة مزيد من الضغوطات على «حلفاء ايران» في المنطقة بدءا من سوريا والقوى اللبنانية والفلسطينية القريبة منها ومن طهران فان الجهات التي قد تكون راهنت على هذا التمشي بصدد اللعب بالنار.. والنار اذا اضرمت تلتهم الاخضر واليابس.. في كل مكان.