تونس الصباح في ظل تزايد طالبي الشغل سنويا والمقدر حاليا بحوالي 80 ألف طالب شغل جديد كل سنة مع وجود توقعات بتزايد هذا العدد خلال السنوات القليلة القادمة وتحديدا على امتداد المخطط الحالي للتنمية ليصل العدد إلى88 ألف طالب شغل جديد أي بزيادة 8 آلاف طالب شغل جديد كل سنة، تتأكد الحاجة إلى التوجه نحو بعث المشاريع الخاصة وتنمية روح المبادرة لدى الشباب وخاصة لدى خريجي الجامعات في ظل عجز قطاع الوظيفة على استيعاب كل هذه الاعداد من طالبي الشغل وتفاقم ظاهرة البطالة لا سيما في بعض الاختصاصات صعبة الادماج ... مشاغل الباعثين إلا أن الحديث مع بعض الشبان الذين هم في طور البحث عن عمل يؤكد أن عديد العراقيل لا تزال تخيف الشاب اليوم من الاقدام على بعث مشروع ولعل أولها هي إيجاد فكرة مشروع قابلة للتجسيم ولها مردودية اقتصادية ولعل هذه المسألة هي الاهم في جميع أطوار بعث المشروع وتتطلب المزيد من البحث والتعمق في سبل مساعدة الشاب أو الفتاة في استنباط أفكار مشاريع مجددة وقابلة للتجسيم والابتعاد عن تقليد الاخرين سيما وأن تقليد المشاريع الناجحة هو السمة الاساسية اليوم في بعث المشاريع مما يؤثر على الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع. مشاكل التسويق مسألة أخرى لا تقل أهمية وقد عبر عنها الراغبون في بعث مشاريع وهي عدم قدرتهم على القيام بدراسة السوق والتي تعتبر ركيزة من ركائز نجاح المشروع كما تمثل عملية تسويق وترويج المنتوج من المشاغل التي تؤرق الباعثين الشبان بالنظر إلى محدودية إمكانياتهم المادية التي لا تساعدهم على التنقل والقيام بالعمليات الاشهارية لمنتوجهم وخاصة المنتصبين منهم في الارياف والمدن الداخلية... هذا جانب اشكاليات التمويل الذاتي وقلة المعرفة بالمجالات والحوافز والتشجيعات التي تضعها الدولة لدفع المبادرة الخاصة...إلى غير ذلك من الاسئلة والصعوبات التي تتداخل في ذهنية الشاب الذي ترواده فكرة بعث مشروع. بادرة أولى من نوعها وكخطوة أولى لتأطير ومرافقة الباعثين الشبان ينتظر أن ينتظم خلال شهر أكتوبر من السنة الجارية الصالون الاول لاحداث المؤسسات الذي سيضم وفقا لما صرحت به الجهات المشرفة على تنظيمه،حوالي 250 عارضا من أبرز ممثلي المهن ذات العلاقة باحداث المؤسسة الاقتصادية من هياكل دعم وتمويل واستثمار... وينتظر أن يمسح فضاء المعرض حوالي 3000م2 ستتضمن 4 قرى تشمل كل واحدة مجموعة من العارضين المصنفين حسب طبيعة الخدمات المسندة للباعثين على غرار قرية الهياكل والمؤسسات التي ستضم المشهد المؤسساتي التونسي والجمعيات والمراكز والمنظمات المعنية بدعم احداث وتنمية المؤسسسات،وقرية تمويل المشاريع ستجمع أهم ممثلي قطاع التمويل إلى جانب قرية الخبرة والاستشارة التي ستضم أهل الخبرة في ميادين المحاسبة والهندسة والدراسات والجباية...ثم قرية الابتكار وهي قرية التقنيات الحديثة وأقطاب التكنولوجيا والهياكل المعنية بالاتصال والمعلومات. فضاءات للاستشارة سيضم الصالون الاول لاحداث المؤسسات أيضا فضاء للشراكة يهم قطاع الصناعة والخدمات ذات الصلة إضافة إلى فضاء للحوار والتنشيط سيقدم محاضرات وورشات عمل حول إحداث المؤسسات في جميع القطاعات مع عرض تجارب ناجحة لمبادرات بعض المستثمرين الشبان، مع تخصيص فضاء للاستشارات الفردية حيث سيتولى 40 خبيرا ومستشارا في جميع الاختصاصات ذات الصلة باحداث المؤسسات إسداء استشارات فردية للشبان الباحثين عن معلومة محددة.. تجدر الاشارة على أن فكرة احداث الصالون الاول لاحداث المؤسسات تندرج في سياق الحملة الوطنية لاحداث وتنمية المؤسسات الصغرى والمتوسطة التي انطلقت منذ 2005 والتي شملت تنظيم أيام الاربعاء لاحداث المؤسسات وبرنامج الافراق ومحاضن المؤسسات...