يعتبر مهرجان الحاجوجة بصفاقس أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية ترفيهية وإنما هو حدث مرتبط بتاريخ المنطقة ويساهم المنظمون من خلاله في تذكير الاجيال المتعاقبة بمعاني ومغازي المناسبات البارزة التي يحتفلون بها. وينتظم مهرجان الحاجوجة بالضاحية الشمالية لمدينة صفاقس وهي تظاهرة ما فتئت تنمو من سنة الى اخرى و تلقى الاقبال الهام على فقراتها. هذا الحدث يحمل بعدين واحد وطني و الثاني اجتماعي اذ تعمد العائلات الى الاحتفال به من خلال اعداد طبخة الحاجوجة التي تتقنها العائلات المتشبثة بالعادات والتقاليد على اساس انها كانت تستعمل على نطاق واسع جدا بالجهات التونسية وهي تصادف الاحتفال بالعيد «العجمي» في الليلة الفاصلة بين 13 و14 جانفي من كل سنة وهو احتفال مالوف لدى المسيحيين. وتعود جذور الحكاية إلى أن سكان المدينة العتيقة بصفاقس استغلوا هذا الحدث المسيحي لاعداد خطة ذكية للاطاحة بالوندال المقيمين بها تتمثل في طبخ الحاجوجة والقيام بجولة وهم يحملون عكازا وانقضوا بعكاكيزهم على الاجانب والحقوا بهم هزيمة نكراء فاصبح اعداد الحاجوجة حدثا وطنيا واجتماعيا سيما وان كل من شارك في الجولة حمل حبة فول لإيهام الاعداء بانهم يستعدون لطبخة الحاجوجة التي تعتمد بالاساس على الفول والطين المجفف. فقرات المهرجان وكانت الدورة السابعة لمهرجان الحاجوجة قد انطلقت منذ 5 جانفي لتتواصل إلى غاية يوم 14 من نفس الشهر ببلدة الشيحية تحت شعار»يهنيك الروى» ويضم البرنامج عروضا مسرحية وموسيقية وتنشيط الشوارع في عدة فضاءات كساحة الثقافة وقاعة العقود البلدية بالشيحية والمركب الثقافي محمد الجموسي وقاعة الاهرام وتميز حفل الافتتاح الذي أقيم بساحة الثقافة بخرجة المهرجان التي تضمنت مشاهد تراثية ذات الطابع الفلاحي والفروسية وغيرها. ومن ابرز الفقرات نذكر حاجوجة الاطفال والالعاب المائية والشعبية وورشات براعة يدوية وزيارة المنشات المائية ومعرض وثائقي حول المياه و الفلاحة في صفاقس اليوم الثلاثاء ولقاءات حول صفاقس: ثقافة الاقتصاد في الماء في تاريخ صفاقس غد الاربعاء والخصائص التاريخية للفلاحة بصفاقس من الجنان الى البورة يوم الجمعة و سهرة الحضرة يوم السبت والمالوف يوم الاحد 19 ويسدل الستار على الدورة بورشات مفتوحة تتضمن اكلة الحاجوجة وعروض حية لانشطة فلاحية تقليدية كالدريسة والجاروشة.