مهرجان الحاجوجة بالشيحية هو من التظاهرات البارزة التي احتلت مكانة مرموقة لا لدى سكان ضاحية الشيحية بل لدى كل المواطنين ولاسيما المتعطشين للتراث ولتاريخ البلاد وطريقة عيش الآباء والأجداد كيف لا وهي تنبش عن جوانب خفية من تراثنا الزاخر بالأمجاد وقد انطلقت الدورة السادسة في نهاية الأسبوع بساحة الثقافة بالشيحية وبقية فضاءات بإقامة عرض الصناعية وسهرة النار أثناء الليل بساحة الثقافة لإبراز مقومات ومكونات الملحمة التي خاضها الوطنيون ضد الاستعمار النورماني الذي غزا مدينة صفاقس وتمكنوا بفضل الخطة الذكية من إلحاق هزيمة نكراء بهم ساهمت في الجلاء عن عاصمة الجنوب سنة 1157 ندوة فكرية وتواصلت فعاليات المهرجان بزيارة المدينة العتيقة يوم الاثنين الماضي على ان تحتضن قاعة البلدية بالشيحية ندوة فكرية حول الأبراج تحت عنوان «راحة وامن في البرج الزمني»... والأبراج هو نمط معماري ممتاز انتشر على نطاق واسع في صفاقس ولا سيما خارج المدينة العتيقة وفي الضواحي المرتبطة بصفاقس للإقامة بها خاصة أثناء الصيف باعتبارها مكيفة طبيعيا بفضل بنائها المحكم اي انها تكون دافئة في الشتاء وباردة في الصيف دون الالتجاء الى المكيفات وتقترن الندوة باحتضان قاعة «الأهرام» سهرة الحضرة مساء الجمعة وإقامة عرض للأطفال حكواتي لنزار القمري مساء السبت بقاعة الأفراح المقابلة لبلدية الشيحية مع عرض للمالوف وإقامة ورشات يوم الأحد حول تاريخ المعمار والتعمير علما وأن شعار الدورة السادسة «ميزانك قرطبون» يعكس أهدافها لإبراز المهن والصناعية التي عرفتها البلاد عبر التاريخ لإقناع الأجيال المتعاقبة بقيمة الاهتمام بها وتطويرها للمساهمة في الرفع من منزلته. بسطة عن معركة النورمان والنورمان أو النورمانديون (من النوردية القديمة Norðmanðr «نورذمانذر» أيْ رجال الشمال - وحُرّفت إلى عدّة لغات أوروبية) خليط من شعوب إسكندنافيا، استقروا في الدانمارك والسويد والنرويج وكانوا ذوي أصول جرمانية تميزهم ثقافتهم الخاصة واعتادوا الملاحة ببحر البلطيق وبحر الشمال، وإن لم يكن معظمهم بحارة بل من الفلاحين. وتبعا للاستبداد والاستغلال الفاحش للنورمان بصفاقس تحركت سواكن الوطنية في قلوب المتساكنين وقرروا الانتقام والقضاء عليهم واختاروا ليلتي 13 و 14 جانفي موعد الاحتفال بالعيد العجمي للنورمان لإعداد خطة والانقضاض عليهم فتولوا جمع كميات كبيرة من الفول المادة الأساسية للحاجوجة وتوزيع الحبات على كل مواطن يملك سلاحا وقادر على تنفيذ الخطة وذلك من خلال الإعلان عن إقامة عرض بهيج للحاجوجة بالمدينة العتيقة يوم 14 جانفي فتجاوب النورمان معها وحركت فضولهم لمواكبة السهرة فتحولوا بأعداد غفيرة إلى مكان الحدث في حالة سكر كاملة فانقض عليهم الوطنيون بالعكازات الحاملين لها والتي تحتوي على سلاح ناري في مقدمتها وانهالوا عليهم والحقوا بهم هزيمة نكراء خلصت المدينة منهم فأصبحت الحادثة ذكرى وطنية وحضارية تحتفل بها بلدة الشيحية كل سنة بقيادة بور الدين بوقشة حاليا.