هل خدعت الصحفية الايطالية فرانشيسكا بولي القيادي في حركة حماس يحي السنوار وهو الذي كان يعتقد أنه يدلي بحديث لصحيفة ايطالية واخرى بريطانية فنشر الحديث على أعمدة صحيفة «يديعوت احرانوت» ويكون اول حديث من نوعه لقيادي من حماس لصحيفة عبرية؟ المسألة أثارت جدلا في مختلف الاوساط الفلسطينية والاسرائيلية حتى أن الجميع كاد يتجاهل فحوى التصريحات وينصرف الى الشكل باعتبار انها المرة الاولى التي يقدم فيها قيادي في الحركة على الادلاء بحديث للعدود الاسرائيلي بما يمكن أن يجعل حماس في مرمى اتهامات فتح والسلطة الفلسطينية ويعزز مواقفها بشأن مساع للتفاوض بين حماس واسرائيل بشأن اتفاقات حول دولة تقام في غزة... والحقيقة أنه اذا كان لا يمكن تحميل الامر اكثر مما يحتمل فان الاكيد أن حماس وقعت في الفخ... وبرغم تأكيد الصحفية الايطالية على أنها ليست اسرائيلية ولا تعمل مع الصحيفة المذكورة فقد استطاعت الصحيفة الاستفادة من الحوار وتقديمه على ان الصحفية قامت به لفائدتها بعد أن غيرت فحوى السؤال الاول على حد تعبيرصاحبة الحوار.. ولكن في المقابل يبقى السؤال المطروح كيف أمكن للصحيفة الحصول على الحوار.. السنوار كان واضحا في مواقفه واعتبر أن القطاع المحاصر من اسرائيل ومن العالم ليس في حاجة لحرب جديدة.. السنوار اكد أيضا انه لا وجود لاي اتفاق مع اسرائيل وأنه لا وجود حتى الان لغير الاحتلال وان الحركة معنية بتحرير كل الاسرى.. وهي مواقف الحركة التي لم يسبق لها أن حادت عنها أو تنكرت لها.. ومع ذلك فان تصريحات القيادي في حركة حماس وهي الاولى من نوعها التي تنسب لصحيفة اسرائيلية أثارت جدلا مثيرا يبدو من الواضح أن الهدف الاساسي منه مزيد الخلافات والانقسامات بين الفلسطينين ومزيد الشكوك والاتهامات بين الفصائل وهو هدف لا يمكن ان يغيب عن اعين ملاحظ باعتباره الاساس في استمرار الاحتلال ومواصلة ممارسات الاحتلال واضعاف الموقف الفلسطيني وتهميش حضوره اقليميا ودوليا... والاكيد ايضا ان المستفيد الاكبر من تاجيل واجهاض المصالحة الفلسطينية كانت وستبقى قوة الاحتلال التي تواصل التمكن والتمدد في كل جزء من الارض الفلسطينية.. مكتب السنواراستشعر الامر وحاول توضيح الامر عبر بيان قال فيه إن الصحفية المذكورة تقدمت بطلب للقاء رسمي لصالح صحيفتين إيطالية وأخرى بريطانية، وعلى هذا الأساس جرى اللقاء. في المقابل قالت الصحفية الايطالية إنها إيطالية ومستقلة، وليست اسرائيلية وليس لديها أي عقد عمل مع الصحيفة المذكورة. وأضافت في الفيديو أن الصحافة العبرية حرفت سؤالها الأول، الذي وجهته إلى السنوار، قائلة إن "أول سؤال وجهته إلى السنوار، ولكن ترجم إلى اللغة العبرية، يقول: «هذه أول مرة يتحدث السنوار مع الصحافة الإسرائيلية»، وهذا لم يحدث، بل كان السؤال هو: «هذه أول مرة السنوار يتكلم مع الصحافة الغربية؟»، وهذا ما أريد أن يكون واضحا جيدا". وقالت الصحفية: "عندما يتحدث السنوار معي، فهو لا يتحدث مع إسرائيل، ولا مع إيطاليا، إنما يتحدث مع فرانشيسكا، ومن خلالي يتكلم مع العالم والمجتمع الدولي"... و قالت وهنا «كنت شفافة تماما مع حماس، وقبل كل شيء كانت حماس صادقة وأمينة معي، وبالتالي نحن جميعا أذكياء والفخ أصبح واضحا للجميع»... الدهاء اللاسرائيلي لا حد له وهو دهاء يقابله غباء عربي الى درجة الحمق فقد ادرك الحكام الاسرائيليون اهمية تشكيك الكل في الكل وتخوين الكل للكل واهمية كسب اللعبة الاعلامية الى جانب امتلاك الالة العسكرية فاستطاعوا شق الصفوف وتعزيز الخلافات والصراعات وتاجيج الحروب والفتن وهو مكسب لا يضاهيه التفوق العسكري او التفرد بكل انواع السلاح المتاح لان اصحاب القضية الواحدة وابناء الوطن الواحد سيتكفلون بالمهمة وسيقتلون بعضهم البعض نيابة عن اسرائيل وكل القوى الاقليمية والدولية الاخرى... يديعوت احرانوت لم تخدع السنوار فقد خدعت من قبله الجميع واستفادت من كل المعارك العبثية حتى الان...