ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار أجهزة الاتصال في لبنان    ضربة مزدوجة للأمراض.. طبيب ينصح بخلط عشبتين    نقابة القضاة: وزارة العدل استجابت لمطالبنا    عاجل/ مصدر أمني لبناني يفجرها ويكشف معطيات خطيرة عن تفجير أجهزة الاتصالات..    دوري مجموعات أبطال اوروبا.. نتائج مباريات اليوم    8 جرحى في حادث اصطدام بين تاكسي جماعي وسيارة بمنوبة..#خبر_عاجل    في إطار التعاون مع الصين: مشاريع ينتظر إحداثها في تونس في هذه المجالات    التهاب القصيبات الحاد عند الأطفال: وزارة الصحة تدعو إلى اتباع هذه الإجراءات    في ندوة فكرية بسوسة .. غطرسة العولمة حوّلت التصوّف إلى ثقافة    مهرجان تونسي في جولة أوروبية انطلقت من بلجيكا ..«دريم سيتي» يحطّ الرحال بمهرجان الخريف بباريس    علمتني الحياة...المصور طارق الشريف ..العمل في صمت افضل من الغرور و مايكل اينرامو صديق عمري    من تجاربهم: الشاعر التونسي عبدالله بنعمر...يتنازل عن مداخيل ديوانه لصالح التلاميذ المحتاجين !    شكندالي: التصنيف الائتماني الجديد لتونس موجه أساسا إلى المقرضين    هام/ وزارة الشؤون الدينية تمدد في فترة التسجيل لأداء فريضة الحج    السيطرة على حريق اندلع في جبل برڨو    المرسى.. الاطاحة بمروج مخدرات بمحيط المؤسسات التربوية    مرسوم المجلس الأعلى للتربية يصدر في الرائد الرسمي    لولاية ثانية.. تبون يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للجزائر    تعزيز الشراكة الإقتصادية والاستثمار محور لقاء وزير الإقتصاد و وزير الإستثمار السعودي    نابل: زهير المغزاوي يستعرض برنامجه الانتخابي    تونس تحقق فائضا في الميزان التجاري الغذائي    الليلة أمطار غزيرة بهذه المناطق    وزارة الشباب والرياضة - جلسة عمل حول متابعة رياضيي النخبة في اختصاص السباحة    تونس ستحتضن أول مركز بالشرق الأوسط وإفريقيا للابتكار في الذكاء الاصطناعي    عاجل : ليلى عبد اللطيف توجه رسالة لرواد التواصل الاجتماعي    يسبب الشلل.. مخاوف من فيروس خطير    إفتتاح السنة التكوينية 2024-2025    يهم التونسيين : إمتياز جبائي لكل من يريد إقتناء سيارة كهربائية    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة الافتتاحية    وزير الفلاحة يلتقي المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة    نحو إرساء علاقات تعاون بين تونس و الاردن بين أصحاب المؤسسات الناشطة في قطاعي النسيج والجلود    كل ما تريد معرفته عن المنصة الرقمية للإبلاغ عن الأخطاء الطبية    الكشف عن مخزن عشوائي لتخزين مواد مسكّرة في هذه المنطقة    الوحدات العسكرية تحبط عملية تهريب بالمنطقة الحدودية العازلة بتطاوين    قبلي: حملات التحسيسية للحد من حوادث الطرقات التي تتسبب فيها الابل    أبطال إفريقيا: موعد تحول وفد الإتحاد المنستيري إلى الجزائر    الرابطة المحترفة الثانية: سحب قرعة رزنامة الموسم الرياضي 2024-2025    الجنرال إسحاق بريك: نتنياهو يكذب وهذا ما أخبرني به عن محور فيلادلفيا    اليوم: إنطلاق دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد    تقلبات جوية مرتقبة ..التفاصيل    عاجل : اعتقال مغني'' راب'' مشهور    عاجل : ماكرون يواجه العزل و مكتب الجمعية الوطنية يوافق على الإجراء    وزارة الثّقافة تفتح باب التّرشح لنيل منحة صندوق التّشجيع والاستثمار في الإبداع الأدبي والفني    ديوان التجارة: كميات السكر والأزر تغطي الطلب الى موفي 2024 ونعمل على توفيرالقهوة رغم مشاكل الامدادات العالمية    هند صبري : ''اتهمت بتحريض السيدات على الطلاق لهذا السبب''    رابطة الأبطال الافريقية: التونسي الصادق السالمي حكما لمباراة ماميلودي صن داونز الجنوب افريقي و مبابان سوالوز الإسواتيني    مسؤول باتحاد الفلاحة يكشف أسباب نقص الحليب..    التمديد في آجال الترشح للدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية    عاجل - مقرين : مقترفي جريمة قتل تلميذ حاولا الهروب و هذه المستجدات    قريبا : بداية حملة التلقيح ضد القريب مع تخفيضات جديدة في الأسعار    شركة "ميتا" تحظر قنوات "RT" و"روسيا سيفودنيا" من جميع تطبيقاتها عالميا    للمرة الأولى.. ترامب يروي تفاصيل محاولة الاغتيال وهذا ما قاله    مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترنم به    نور على نور ... عبد الكريم قطاطة    بطولة الرابطة المحترفة الثانية تنطلق يومي 12 و13 أكتوبر القادم    عاجل/ ظهور متحوّر جديد لكورونا سريع الانتشار    تونس تشهد خسوفا جزئيا للقمر ليل الأربعاء    هل التقاعد أزمة ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العودة السياسية الساخنة ورطوبة حرارة فصل الخريف؟
نشر في الصباح يوم 03 - 09 - 2018

يبدو أن العودة السياسية والمدرسية وغيرها لن تكون عادية.. غير عادية ليس لأنها تحمل طموحات جديدة ويحلم فيها كل طرف بتحقيق الأهداف المرسومة وتحسين النمو وامتصاص الاحتقان الاجتماعي مع اعداد ميزانية للسنة المقبلة تتماشى والامكانيات الاقتصادية والاجتماعية.. بل لأنها ستكون ساخنة ومليئة بالصراعات على جميع المستويات على المستوى الاجتماعي تزامنا مع المفاوضات الاجتماعية في القطاعين العام والخاص.. وكذلك تهديد الجامعة العامة للتعليم الثانوي بعودة مدرسية غير عادية مما يؤشر على أن موجة من الإضرابات قادمة ومن التحركات للمطالبة بما تم الاتفاق حوله.. إضافة الى الاضراب العام في القطاع العام.. وعدة إضرابات أخرى في أسلاك التربية والتعليم وقطاعات أخرى..
.. وتتزامن أيضا العودة السياسية مع بداية النظر في مشروع ميزانية سنة 2019 وما ستحمله من مفاجآت.. بالإضافة الى موقف ومقترحات منظمتي الأعراف والشغالين ومع عودة الحرب على الفساد التي خلفت عدة ردود أفعال، إذ هناك من يعتبرها انتقائية، بينما يراها البعض الاخر مناورة سياسية من حكومة يوسف الشاهد لحشد المناصرين استعدادا للاستحقاقات القادمة.. وكذلك محاولة من يوسف الشاهد للخروج من مأزق الأزمة السياسية الخانقة منذ أربعة أشهر.. خاصة بعد دعوة النهضة لحكومته بأن تخير بين البقاء وعدم الترشح للانتخابات المقبلة أو المغادرة ودعوة نداء تونس المتواصلة إلى اقالة الحكومة وإعادة تشكيله لجبهة جديدة من بينها بعض المنشقين عنه.. وهناك كتل جديدة تشكلت سيكون لها تأثيرها في البرلمان وهي في النهاية حزام ليوسف الشاهد وحكومته.. مما يوحي بأن الأزمة السياسية قد بدأت تستقر أيضا تحت قبة باردو..
اتهامات.. ومناورات سياسية.. وتكتلات مرتقبة وأخرى بدأت تتشكل.. وجبهات معارضة، مدارها الحكومة والوضع العام في البلاد.. وصراعات داخلية وخارجية، لكن الكل عدل ساعته على انتخابات 2019 وانطلق في مرحلة الحشد وجلب الأنصار، وفي كل هذا الخضم يبقى المواطن محور كل هذه التجاذبات. فالكل يتحدث عن حقوقه وعن ضعف مقدرته الشرائية والوضع الصعب الذي يعيشه لكن الساحة السياسية لم تتوفق منذ الثورة في انقاذ المواطن ولم تنجح في إيجاد الحلول التي توفر له العيش الكريم والعيش الآمن، الا في الوعود الانتخابية الزائفة.. يحملون الحكومة مسؤولية عدم انجاز المشاريع وضمان العيش الكريم للمواطن في بلد يتعطل فيه إنتاج الفسفاط حتى فقد كل الأسواق العالمية.. ويتعطل فيه انتاج النفط لأشهر.. وتعمه الاحتجاجات والاضرابات العشوائية التي تضرب المؤسسة خاصة والاقتصاد عامة.. وهذا ليس دفاعا عن الحكومة الحالية، بل نفس الظروف عاشتها الحكومات المتعاقبة، لان هذه الحكومات لم تكن تحكم بل تحكم وتدير الشأن العام كواليس الأحزاب..
يتحدثون عن جفاف مدخرات صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية ولم يقولوا إن المتمتعين بالعفو التشريعي حصلوا على التعويضات.. وأصبحوا من أصحاب الجرايات دون أن يساهموا ولو بمليم واحد لعشرات السنين..
يتحدثون عن المؤسسات العمومية وما بلغته من وضع مزر والحال أن كل المنتدبين بعد 2011 كعمال أصبحوا إطارات عليا وتكاليفهم الشهرية ضخمة.. وشركات البيئة التي لم تزرع ولو شجرة واحدة، لكن آلاف العمال يحصلون على رواتب.. وكل ذلك باسم «الثورة المجيدة» ولم يتجرأ أي كان على كشف الحقيقة ومصارحة الناس بما حدث على مستوى الحكومات المتعاقبة وماذا فعلت بها الأحزاب الحاكمة، بل تواصل الحديث عن الطلبات وعن الاتفاقيات ليصبح المستقبل مجهولا.. والمواطن يعيش على الهامش، ولا يقع الالتفات اليه الا عند كل استحقاق.. والمؤكد أنه بعد أن أصبح التونسي محروما من كل مقومات العيش الكريم، مقابل انتفاع الأحزاب بمزايا الثورة وبروز الزعامات وكثرة الرؤوس، لابد من تلقين الساحة السياسية درسا بليغا، فلم تعد هناك ثقة لا في السياسيين ولا في الأحزاب وخاصة التي حكمت ما بعد الثورة، ولا أيضا يرجى من المعارضة أن تقدم البديل زيادة عن تواصل عجز الأحزاب عن تقديم بدائل حتى للعودة السياسية.. لقد فضح أمر الجميع ولابد من اسقاط هذه الأحزاب من غربال المواطن والتوجه الى حلول جذرية تنقذ البلاد من تجار السياسة والأخلاق وحتى المذاهب الفكرية والدينية.. حتى لا تزيد العودة السياسية الساخنة في رطوبة حرارة فصل الخريف..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.