تمتاز معتمدية غار الدماء بكثافتها السكنية مقارنة ببقية المعتمديات واستقرار أغلب سكانها بالشريط الحدودي والمناطق الريفية التي بدورها تتقد لأبسط الضروريات الحياتية رغم ما تزخر به الجهة من ثروات طبيعية. انتشار الخصاصة والبطالة ألقى بظلاله على حياة السكان الذين يتجرعون الأمرين في الوصول الى المدن في ظل غياب المسالك الفلاحية وانعدام وسائل النقل ما دفعهم الاستعانة بالدواب أثناء قضاء حاجياتهم، كما تعاني أغلب المناطق من شح في الماء الصالح للشراب ومن التشتت السكاني ونقص كبير في المرافق الأساسية (مستوصفات، مدارس ابتدائية، مراكز بريد..) ما جعل واقع الأهالي لم يتغير كثيرا منذ فجر الاستقلال اذ تنتشر المساكن البدائية هنا وهناك وبأغلب المناطق الريفية وخاصة المتاخمة للشريط الحدودي وفي احصائيات اولية بلغ عدد هذه المساكن 1299 فحين رفض المئات تقديم مطالب في الغرض اما لعجزه عن استخراج الوثائق من الادارات العمومية أو حالات الملل التي انتابت أغلب الأسر والتي طالما انتظرت منذ سنوات التدخل لإزالة هذه الأكواخ لكن دون جدوى ما يؤكد أن عدد المساكن البدائية بغار الدماء يقدر بالآلاف. السلط الجهوية عقدت مؤخرا جلسة اللجنة الفنية والتي تمكنت من فرز 1299ملفا للمترشحين وافقت على87ملفا فقط بالنسبة للعائلات محدودة الدخل فحين تبقى بقية الملفات تنتظر الدراسة والتمويل وموافقة اللجنة التي تتابع ملف ازالة السكن البدائي، وقد أكدت انتشار هذه الظاهرة زيارة العديد من المسئولين في الدولة للجهة والذين وقفوا على حجم معاناة السكان وتردي أوضاعهم الاجتماعية منذ فجر الاستقلال الى اليوم. عمارمويهبي