اجتمع صبري التواتي مع اصدقائه الصيادين في مقهى لبحث تفاصيل «الخرجة» القادمة.. فبعد انطلاق موسم الارانب البرية والحجل والقبرة والسمانة والكدرة في26 نوفمبر الماضي.. لم تبق سوى بضعة ايام في موسم صيد الخنزير الوحشي والقنفد الذي ينتهي في 28 جانفي الجاري اما مطاردة البكاشة والترد والزرزور وطيور الغدران كالشخيرة وعنق الولال وابو سبولة والصفار والوزة والرماديس والبط الاحمر ودجاجة الماء والغر والدريج فتتواصل الى18مارس القادم. تبادل الاراء ابرز الاحباط الذي يعانيه رفقاء الصيد فالجولات السابقة كانت مخيبة حسب التواتي»بعد بذل مصاريف التنقل ومعاليم الرخص المختلفة وضياع وقت ثمين لاستخراج الوثائق اللازمة من ادارات متعددة امتثلنا مكرهين لقرار وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري الصادر في24 اوت 2017 والقاضي بتحجير الصيد في كامل معتمدية جومين وغار الملح والحديقة الوطنية باشكل والمناطق المحيطة بها على مسافة 500 متر ومحمية ايل الاطلس بالمحيبس والمحمية الطبيعية بماجن جبل شيطان والحديقة الوطنية بجبل شيطانة وكاب نيقرو والمركبات الفلاحية بغزالة وماطر. نحن ملتزمون.. نحترم القوانين المنظمة للقطاع لكن اعتبار معتمدتي جومين وغار الملح منطقتين مغلقتين يعتبر قرارا مجحفا في حقنا وقد كان من الافضل غلق عمادات بالتداول كل سنة.. واضاف صبري»نحن لن نعارض القرار لكننا نطالب بالعدل والحزم في تطبيقه سواء كان المخالف عاملا يوميا او اطارا ساميا في الدولة يتخفى وراءه البعض لإتيان تجاوزات في حق الثروة الحيوانية دون حسيب ولا رقيب «. المراقبة غائبة يطرح موضوع مراقبة مواقع الصيد اشكاليات عديدة بين صيادين ملتزمين يحترمون القانون و»براكوني» قادتهم الصدفة او الطمع الى القطاع فعاثوا فيه فسادا مستغلين عدم الحزم في تطبيق حزمة القوانين المنظمة واستفادوا من ضعف الموارد البشرية الموضوعة على الذمة وغياب التجهيزات والعربات فالحراس لا يستغلون سوى سيارة واحدة لا تقارن وضعيتها بعشرات السيارات الفخمة التي حضر بها المسؤولون افتتاح موسم صيد الحجل وغادروا مباشرة اثر التقاط الصور التذكارية . محمد كريم كان شاهد عيان على التناقض الصارخ اثناء الافتتاح وبعده «انتظرنا موسم صيد الحجل آملين الخير لكننا فوجئنا بوجود ظروف خراطيش لم يمض على اطلاقها 4 او 5 ايام على الاكثر في مناطق الصيد مما يشير بأن «البراكوني» قد استنفدوا الطرائد خارج الموسم القانوني مستغلين غياب المراقبة.. وبالطبع كان محصولنا ضعيفا لم يتجاوز6 حجلات مما جعل»النفحة تطير» اما صديقه صالح بوجمعة فأضاف»نحن في صراع متواصل مع «البراكوني» ومسانديهم فبعد مساهمتهم في انقراض الحجل في سيدي عامر من بنزرت الجنوبية حولوا وجهتهم الى المناطق المحمية واستنزفوا ثرواتها دون رادع».. وشدد صالح «مطلبنا واضح وهو تفعيل اليات المراقبة وحماية المحميات وتوفير الامكانيات اللازمة لحراس مناطق الصيد وتكوينهم فنيا وقانونيا مع حمايتهم ضد التهديدات التي تطالهم بمناسبة مباشرتهم لعملهم». هل ضاع القطاع؟ ما سبق دفعنا لسؤال الحاضرين هل ضاع القطاع؟ سؤال خلف غضبا شديدا في اوساط محاورينا الذين اجمعوا على ديمومة القطاع مهما كانت مشاكله فهم يعتبرونه تقليدا عائليا غرسه الاجداد يفترض نقله الى الابناء رغم ما يحف به من إشكاليات عددها صالح بوجمعة «ظاهريا يبدو الصيد ترفا فئويا لكنه في الحقيقة ثقافة تامة المعالم تجذرت واكتملت معالمها لن نتخلى عنها رغم العوائق بل نواصل العمل لتطويرها ودمجها مع نشاطات متنوعة» رأي ايده محمد الحبيب –حمادي - الصفاقسي الذي اكد تمسكه بغرام الصيد رغم المصاعب» فعلا نعاني من منافسة غير شريفة ونغتاظ من عدم الحزم في تطبيق القانون لكننا لن نهمل تقاليدنا ونسعى للضغط كي تتحسن اوضاع القطاع.. صحيح ان حصيلة الصيد تتناقص كل سنة بسبب –البراكوني- والمبيدات الفلاحية والادوية المتنوعة كما اجهزت الحرائق الاخيرة في بنزرت الجنوبية وسجنان على ما تبقى من اعشاش حجل وكشفت الأكمات والأجمات التي تتخفى فيها الطرائد لكن هذه العراقيل وغيرها لن تدفعنا الى هجر الرياضة النبيلة بل سنستغل خبرتنا لنكون قوة اقتراح تساهم في تطوير قطاع الصيد في الجهة فنحن الخط الاول في الدفاع عن الثروات الطبيعية والحيوانية المهددة وعن البلاد ككل في مواجهة التهديدات المختلفة. أين الجمعية؟ كلام الصفاقسي يدفع للتساؤل عن دور دائرة الغابات وجاهزية فرق مراقبة الصيد البري التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والتي تنتظر دعمها السريع بخبرات من ابناء الإدارة قدموا جليل الخدمات فتمت مكافأتهم بالتجميد أو النقل التعسفية وانتداب إطارات شابة من ذوي التكوين العلمي والتقني المناسب ممن يجلون البيئة ويسعون للمحافظة عليها.. كما يحيل كلام حمادي وأصدقائه عن دورهم كقوة الاقتراح للتساؤل حول مدى تواصل جمعية الصيادين ببنزرت – التي تمثلهم منطقيا- مع أعضائها واستماعها لمشاغلهم. هذه الجمعية التي تقلص عدد منتسبيها من 660 صيادا سنة 2012 الى أقل من 300 حاليا بسبب مشاكل داخلية ترفع عن تعدادها رئيس الجمعية السابق محمد كمال ربانة ودعا في المقابل الهيئة الحالية الى المحافظة على المكتسبات التي تطلبت جهد سنوات لإرسائها وطالبها بلم شمل الصياديين لأن المناصب زائلة والقطاع باق مهما كانت الأسماء المسيرة وختم ربانة بأمله استعادة الجمعية لإشعاعها عبر تنظيم دورات تكوينية للصيادين بالشراكة مع الادارات المتدخلة ومدهم بالمعلومات الحينية حول تطورات مواسم الصيد مع دعوتهم للمحافظة على المقر وتدعيمه. الذي مثل بيتا جمع الصيادين لعقود وساهم في تطوير مهاراتهم عبر مجموعة من الانشطة المختلفة وحتى لا يضطر صبري للاجتماع مع اصدقائه الصيادين في مقهى لبحث تفاصيل»الخرجة» القادمة.