سجلت الدورة 35 لمهرجان بنزرت الدولي كما هو معلوم إقبالا جماهيريا كبيرا، بل يكاد يكون استثنائيا في بعض السهرات حتى أن بعض المتفرجين لم يخفوا غضبهم، وعبروا عن ذلك على موقع المهرجان؛ لأنهم لم يجدوا أماكن لهم للجلوس، واضطروا للوقوف، رغم اقتطاعهم تذاكرهم وتحولهم إلى بنزرت من مسافات بعيدة. ولئن أشارت بعض التقديرات ببرامج تلفزية إلى أن عدد المتفرجين بلغ 120 ألفا لمجمل العروض فإن الملحق الصحفي للمهرجان رمزي بن غربية صرح لقناة «حنبعل» بحضور نائب مدير المهرجان بنزرت أنيس زروق بأن العدد بلغ 200 ألف متفرج. وأما مدير المهرجان نفسه المهدي السيفاوي فقد صرح لبعض وسائل الإعلام بأن عدد المشاهدين تراوح بين 9 و10 آلاف متفرج في بعض الحفلات، وتجاوز ذلك العدد في سهرات أخرى. ولأن البرمجة اعتمدت بعدين بالتساوي أحدهما ثقافي والآخر تجاري، بتخصيص 11 عرضا لكل بُعد منهما، حسب تصريح مدير المهرجان، فان المتابعين توقعوا أن يحقق المهرجان عائدات مادية كبرى، تفوق المليار بكثير إذا عرفنا أن ثمن التذاكر تراوح بين 15 و20 دينارا، وبلغ في بعض السهرات 40 دينارا، وان الفضاء يتسع ل10 آلاف متفرج، علما بأن 5 سهرات دارت خلف شبابيك مغلقة حسب بعض التصريحات وهي «الزيارة» ولطفي العبدلي وكريم الغربي وراغب علامة ويسرى المحنوش، كما تمت برمجة ثانية في نفس الدورة لعرضي «الزيارة» ولطفي العبدلي. مفاجأة التقرير المالي ولكن، وخلافا لكل تلك التوقعات، فإن التقرير المالي الموضوع على الذمة بموقع المهرجان أشار إلى أن مداخيل العروض الفنية والاشتراكات قاربت 569 ألف دينار، أي ما يوازي 60 ألف متفرج لكل العروض بتذاكر لا يتجاوز ثمن الواحدة 10 دنانير. وهو رقم بعيد كل البعد عن تصريحات مدير المهرجان والملحق الصحفي عن الإقبال الجماهيري الكبير، ونفاد تذاكر بعض العروض الذي أشار إليه عدد من وسائل الإعلام، مما يشي بوجود خلل ما سيتعين على هيئة المهرجان تبريره خلال الجلسة التقييمية المنتظرة. فائض مالي ب35 ألف دينار وقد سجلت الدورة 35 للمهرجان حسب التقرير المالي فائضا ماليا بحوالي 35 ألف دينار إذ بلغ مجموع المداخيل حوالي 828 ألف دينار منها 170 ألف دينار منح الوزارة والولاية والمندوبية الجهوية للثقافة والبلدية، أي بنسبة تقارب 20 بالمائة من مجموع المداخيل، بينما بلغت المصاريف حوالي 793 ألف دينار، منها 467 ألف دينار تكاليف «كاشيات» الفنانين .