تفتتح غدا الكونفدرالية العامة التونسية للشغل مؤتمرها الوطني الثاني تحت شعار «الكونفدرالية، نقابة المستقبل المواطنة»، وذلك في قصر المؤتمرات بالعاصمة، على أن تواصل أشغالها بأحد نزل الحمامات يومي الأحد والاثنين 3 و4 ديسمبر الجاري.. وفي حديث ل«الصباح» شدّد الأمين العام الحبيب قيزة على أن يكون هذا المؤتمر متمحورا حول مسألة التعددية النقابية والحقوق النقابية وجودة الخدمات العمومية التي تشكل رهانا أساسيا لتكريس المواطنة وأن تكون محل نقاش بين المؤتمرين.. وفي ما يلي نص الحوار: * ترفعون رهانات وتحديات من خلال المؤتمر الثاني للكونفدرالية العامة التونسية للشغل وتمسككم بمبدإ التعددية، فكيف تنظرون إلى هذه المناسبة وماهي طموحاتكم؟ هو مؤتمر تاريخي بأتم معنى الكلمة وذلك لعدة اعتبارات أهمها ما راكمناه خلال السنوات الأخيرة من التأسيس لهذه المنظمة الشغيلة التي ناضلنا من أجل تأسيسها على قواعد سليمة من التعددية والديمقراطية والشفافية حتى قبل الثورة والآن وبعد سنوات من المؤتمر الأول ها نحن نستعد للمؤتمر الثاني في أجواء ملؤها التفاعل والتفاؤل بمستقبل أفضل للطبقة الشغيلة التي لا تروم احتكار من يتكلم باسمها وهذا ما تمسك به أعضاء المجلس الوطني المنعقد أخيرا بالحمامات. فقد تعرضت منظمتنا النقابية التي تأسست منذ 3 ديسمبر 2006 للعراقيل والانتهاك في ظلّ النظام السابق، وبعد الاعتراف القانوني بها، وأصبحت ممثلة في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي، وعقدت مؤتمرها الوطني الأول يومي 3 و4 ديسمبر 2011. وما انفكت الهيئة المديرة للكونفدرالية تناضل، منذ ذلك التاريخ من أجل تفعيل التعددية النقابية وأصبحت بفعل الصمود، واقعا مثلها مثل التعددية الحزبية والسياسية. وقد تمكن المناضلون النقابيون والمناضلات في الكونفدرالية من فرض الاعتراف القانوني والدستوري وحصلوا على إنصاف المحكمة الإدارية.. * أي مكانة في ذلك للتعددية النقابية التي تطالبون بها وتتشبثون بها؟ ثمة عدة لوائح ظلت قيد الدراسة والتدقيق على مستوى الصياغة وسيكشف المؤتمر أنها لوائح نابعة من نقاش بناء وتعددي شمل كل الهياكل دون استثناء ودام أشهرا مع الممثلين النقابيين في الجهات سيدي بوزيد والقصرين وصفاقس وقابس ودون أن ننسى سائر الهياكل الجهوية وهذه اللوائح تهم المطلبية النقابية والمرأة العاملة ودور الشباب في دفع الانتساب الى جانب المطالبة بالتعددية النقابية على مستوى الواقع بعد أن كفل دستور 2014 ذلك وأنصفتنا المحكمة الإدارية وهذا ما يتماشى مع الواقع التعددي السياسي والثقافي الذي نعيشه في تونس ما بعد الثورة. * لماذا اخترتم شعار المؤتمر «نقابة المستقبل المواطنة»؟ هو شعار نابع من الجدل والنقاش الذي أدرناه مع القواعد والهياكل الوسطى وهذا نابع كذلك من القراءة الواقعية للمستجدات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي ومن ضرورة العمل النقابي للمستقبل وتشريك المواطن وعلى ضرورة تحقيق النقلة النوعية للحركة النقابية التونسية من الثقافة الوطنية ذات الصبغة الاستبدادية إلى بناء الدولة الوطنية زمن التأسيس إلى ثقافة المواطنة في أبعادها المدنية والسياسية وهذا ما يفضي إلى صياغة عقد اجتماعي مواطني جديد. * إلى أي حد تتطلعون بشعاركم لإعادة التأسيس وتقديم البدائل والحلول عبر مؤتمركم هذا؟ إن المؤتمر الوطني الثاني للكونفدرالية العامة التونسية للشغل هو مؤتمر تجديد العمل النقابي وإعادة تأسيس الحركة النقابية على أساس ثقافة المواطنة احتكاما للشعار «نقابة المستقبل المواطنة» وهو الشعار الذي صادق عليه أعضاء المجلس الوطني المنعقد يومي 10 و11 نوفمبر الفارط بالحمامات، ووضع برنامج المؤتمر ورسم الرهانات والتحديات المطروحة خلال المرحلة القادمة، وهي مرحلة تكريس التعددية زمن الانتقال الديمقراطي ومرحلة التأسيس لثقافة المواطنة التي تقوم على أساس المساواة في الحقوق والواجبات ولها أبعاد مدنية وسياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية وبيئية. وضمن هذا التوجه نحو بناء منظمة نقابية مواطنية يسعى المؤتمرون إلى الدفاع عن منوال تنموي تشاركي جديد، يقدم الحلول لمعضلة البطالة والتشغيل وعجز الصناديق الاجتماعية التي تمر بأزمة بنيوية خانقة، ورداءة الخدمات العمومية مع الدعوة إلى إقرار نموذج جديد للحوكمة والتنظيم مرقمن، يعتمد الشراكة وتطوير المرفق العام وجودة الخدمات العمومية لكل المواطنين والأجراء خاصة في مجالات الصحة والسكن والتعليم والنقل والثقافة. وستعمل المنظمة على تقديم المقترحات عبر الدراسات المجتمعية في عدة اختصاصات والنضال من أجل تحقيقها. * ماذا عن الاستعدادات الخاصة لافتتاح المؤتمر؟ نستعد لحضور أكثر من ألف مشارك كما وجهنا الدعوة إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والشركاء الاجتماعيين والاتحاد العام التونسي للشغل لأننا لسنا في خلاف معه خاصة وأننا تربينا نقابيا وفكريا داخل هياكله وتقلدنا المسؤوليات النقابية الجهوية والمركزية ودخلنا السجون لأجل ذلك وسيتخلل اليوم الافتتاحي إسهامات فنية لعدد من الفنانين والمبدعين من أصدقاء الحركة النقابية الموسعة وتنشيط المؤتمر سيخرج عن المألوف والعادي ونأمل في تغطية إعلامية موسعة لهذا الحدث الوطني. * على مستوى الرهان الانتخابي للمؤتمر، كيف هي الترشحات؟ لقد بلغ عدد المترشحين 50 مترشحا ومن المنتظر أن يختار المؤتمرون، عبر آلية الانتخاب، هيئة مديرة تتركب من 41 عضوا تتولى انتخاب مكتب تنفيذي كونفدرالي يتكون من 11 عضوا بما في ذلك الأمين العام للكونفدرالية العامة التونسية للشغل، يقع على عاتقها تطبيق مقررات المؤتمر الوطني الثاني وإعطاء مكانة متميزة للمرأة والشباب حيث من المنتظر أن يُحدث هذا المؤتمر نقلة نوعية بتبوّؤ المرأة والشباب المواقع العليا في التسيير على المستوى الوطني والجهوي وذلك احتكاما إلى النظام الأساسي للكونفدرالية العامة التونسية للشغل وإلى ما شهدته من توسيع لقاعدة منخرطيها على مستوى القطاعات والجهات علما أن عدد منخرطي منظمتنا النقابية فاق 90 ألف منخرط وهو عدد هام من المنتظر أن يرتفع خلال الفترة القادمة وخصوصا إثر المؤتمر..