تعيش جملة من الجامعات التونسية وعلى رأسها كلية الآداب بمنوبة منذ أشهر على وقع أزمات متواترة إنطلقت منذ شهر ديسمبر الماضي وتواصلت الى حدود الشهر الحالي أين أعلن ثلاثة طلبة دخولهم في إضراب جوع مفتوح على خلفية قرار عمادة الكلية طردهم لفترة تتراوح من الطرد المؤقت الى الطرد النهائي . ورغم حملات المساندة الشعبية التي أطلقها سياسيون ونقابيون وحقوقيون، والتي أبدت تضامنها مع حق الطلبة في ممارسة العمل النقابي داخل أسوار الجامعة إلا أن قرارات طرد الطلبة لم تتراجع عنها سلطات الإشراف من عمادة الكلية وحتى وزارة التعليم العالي التي لم يصدر عنها أي موقف رسمي الى حد الساعة . من جهته إعتبر الإتحاد العام لطلبة تونس في أكثر من بيان ،قرارات الطرد "قاسية و تعسفية" ما أجبر عددا من الطلبة من مختلف الجهات الدخول في إعتصامات و إضرابات جوع أصبحت تهدد صحتهم خاصة بعد تعكر الحالة الصحية لطالبة مضربة عن الطعام بكلية آداب منوبة . ودَخَلَ ثلاثة طلبة من كلية الآداب بمنوبة محسوبين على الإتحاد العام لطلبة تونس الاربعاء 6 أفريل 2016 ،في إضراب جوع مفتوح ببهو عمادة الكلية المذكورة . يأتي هذا الإضراب على خلفية ما إعتبره الإتحاد العام لطلبة تونس "إجراءات تأديبية جائرة في حق الطلبة المُحالين على مجلس التأديب المنعقد بتاريخ 21 مارس 2016′′. وكان اجتماع المجلس العلمي المنعقد، الإثنين 21 مارس 2016، بكلية الآداب بمنوبة بإشراف عميد الكلية، الحبيب الكزدغلي قد أسفر عن طرد أكثر من 10 طلاّب منهم من رُفت بصفة نهائية ومنهم من رُفت لمدة تتراوح بين الشهرين و ال6 أشهر. في السياق نفسه أطلق إتحاد الطلبة حملة على مواقع التواصل الإجتماعي "لعدم تجريم العمل النقابي" داخل أسوار الجامعة. وفي خضم غياب أي موقف من السلطات المشرفة على شؤون الطلبة،يتواصل إضراب بعضهم لليوم الثامن على التوالي مما يعمق الأزمة خاصة مع إقتراب موعد إمتحانات السداسي الثاني . في سياق آخر ،أفادت قائمة سابقة أعدتها قناة "روسيا اليوم" ،بغياب الجامعات التونسية عن لائحة أفضل الجامعات العربية وهو مايعكس المستوى الذي إنحدر إليه التعليم الجامعي في تونس مقارنة بدول عربية لم تكن سباقة في هذا المجال .