تصر السلطة في بلادنا على المضي قدما نحو مزيد من الخنق والتضييق على كل الأصوات الحرة ومصادرة ما تبقى من فضاءات في وجه رموز المجتمع المدني والنشطاء السياسيين والحقوقيين .. فتتالت في المدة الأخيرة سلسلة من الاعتداءات والجرائم في حق الهامش الضيق المتبقى للحركة السياسية والحقوقية في بلادنا بدءا باحراق مكتب الأستاذ العياشي الهمامي ثم الاعتداءات المتتابعة على السادة المحامين ( الأساتذة الأفاضل : علي بن منصور يوم 21 سبتمبر ومحمد الطاهر التايب يوم 02 سبتمبر ...) وأخيرا الهجمة المنظمة التي تشنها هذه السلطة على مناضلي الحزب الديمقراطي التقدمي ومقراته الحزبية في الجهات انتهت بمصادرة مقر الحزب بمدينة القيروان ومحاصرة جل المقرات المتبقية في بقية المدن لتعمل حثيثا بعد ذلك على تطويع القضاءكعادتها لمصادرة المقر المركزي للحزب وجريدته بالعاصمة الأمر الذي استنفر قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي ممثلة في المناضلين الأخ أحمد نجيب الشابي والأخت مي الجريبي لإعلان الدخول في اضراب مفتوح عن الطعام منذ أيام .. والهيئة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إذ تحيي الأخوين المضربين عن الطعام وكل القوى التي ساندتهما في اضرابهما داخل اليلاد وخارجها فإنها تسجل ما يلي : 1- ان الإضراب عن الطعام بقدر بما يشرف القائمين به ويؤكد صلابتهم في التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية والنضالية فإنه يمثل إدانة قوية متجددة للسلطة القائمة وسياساتها الغاشمة ومؤشر جديد على عمق الأزمة التي انتهى اليها الوضع السياسي في البلاد . 2- إن هذا الإضراب وإن اكتسى صبغة حزبية تتصل بالحزب الديمقراطي التقدمي فإننا نعتبره عملا وطنيا يجب أن تدعمه وتلتف حوله كل القوى المناضلة في بلادنا على أرضية النضال المشترك في سبيل الحرية والكرامة والتصدي لسياسات الإستبداد والقهر . 3- إن إمعان السلطة في سياستها الأمنية العمياء يوشك أن يوقع بكل البلد في غياهب المجهول وإذا لم تتعظ هذه السلطة بدلالات أحداث الضاحية الجنوبية منذ أقل من سنة ودلالات اكتساح حالات العنف اللفظي والبدني لكل الفضاءات في البلاد فإننا مدعوون وبكل جدية للعمل المشترك لافتكاك حقوقنا وتحصين شبابنا من مستنقعات الميوعة والغلو وتأمين مستقبل بلدنا . الهيئة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان
