ظهرت علي الصفحة الرئيسية لمجلة نهاية الاسبوع من نيويورك تايمز صورة تسيبي لفني. هذا تكريم لا يحظي به كثيرون. لقد اختار أناس نيويورك تايمز ، فتسيبي لفني هي امرأتهم، الأمل الابيض الكبير، نجمة سياسية صاعدة . في صورة الصفحة الرئيسية تصوب نظرها الي عدسة التصوير. وجهها منقبض وحاجبها الأيسر فقط مرفوع، يُخدد الجانب الأيسر من جبينها بأخاديد دقيقة من الشك. الشك لا التهكم. لفني في المقابلة بريئة من التهكم. فهي جدية، ومليئة بالنوايا الخيّرة، ومليئة بالاستقامة. إن استقامة لفني تُخرج المراسل، روجر كوهين عن طوره. كم هي مليئة بالاستقامة، وكم هي بريئة، ومتواضعة ونشيطة. انه يجد أنها مدهشة وأنها أصيلة ايضا، مثل وكيلها السياسي الأصيل المليء بالاستقامة آخر العنصر البطولي من المحاربين الساسة ارييل شارون. بفضل هذا المرشد الروحاني جري انقلاب علي لفني. لقد تركت رؤيا ارض اسرائيل الكاملة وترغب الرغبة كلها الآن في تقديم فكرة الدولتين للشعبين. من اجل ذلك فقط تريد أن تكون رئيسة الحكومة لانها لا تُحب الانكشاف، والتكريم وما أشبه . فلماذا تستشرف اذا؟ ربما لانها أحست بالفرق بين الازدهار الاقتصادي والقوة العسكرية وبين الاحساس بعدم الأمن كما في امريكا بالضبط! يذوب كوهين انفعالا. وربما تكون الاسباب أكثر ابتذالا. في بدء التقرير يسأل كوهين لفني هل جعلتها سنواتها في الموساد انسانا منضبطا. وهي تتردد. ففي الولاياتالمتحدة الانضباط إطراء، لكن لفني ليست في الولاياتالمتحدة. انها تخاف من أن تبدو ليّنة. انها تتصل به في الفندق اذا مع قائمة من البراهين علي هدوئها: فهي تفضل أن تلبس سراويل الجينز لا الحُلل. وتفضل الحي اللاتيني علي الشانزليزيه. بل انها عندما كانت شابة هبطت في سيناء وعملت نادلة. الي هذا الحد. هل نجحت في نقل الصورة الصحيحة؟ يبدو أن لفني عندها شكوك. تستطيع أن تخفض حاجبها. يصعب التفكير في مقابلة أكثر عطفا وأكثر ذوبانا من الانفعال. لا يوجد ل نيويورك تايمز شكوك. فلفني هي المرأة الصحيحة أن تدخل في نعلي غولدا مئير. تسيبي لفني اذا سياسية نواياها خيّرة. لكن أهذا كافٍ؟ ليس مراسل نيويورك تايمز غير عالِم بالمشكلات. لم يكن المحرر بعد كل شيء ليُجيز مقالة كلها مدح وتمجيد. من اجل المقارنة يذهب كوهين اذا الي المناطق ويعي أن الاحتلال سيء. يجب علي الطرفين التغلب علي جمودهما العقلي. كيف؟ غير واضح. من المقلق أن نري أن هذه هي صورة العالم التي تقترحها صحيفة من أكثر صحف الولاياتالمتحدة إحكاما علي قُرائها: بحر من السيناريوهات، مثل الصورة المحسنة للحاجز في قلندية. اختار المصور ساعة متأخرة من الليل. الحاجز خالٍ من الناس، ومحكم الاغلاق، ومنظف مثل محطة وقود في ميد وست، أو مثل صورة لفني في صلب المقالة، يغمرها الظلام، وتستشرف بنظرها الي الضوء الذي يضيء أنفها وذلك الجزء من الجبين المُخدد في اليسار. ان اخفاق لفني السياسي (دعوة اولمرت الشجاعة الي الاستقالة والبقاء مليئة بالاستقامة في الحكومة) طُمس عليه. إن الوضع الكارثي لكديما تم الخلاص منه بهز الكتف. لكن اسوأ من ذلك أن تسيبي لفني في هذه المقابلة الطويلة تُقدم حشدا من السيناريوهات، والنوايا الخيّرة. ما الذي فعلته هذه الوزيرة الكبيرة في قضية المستوطنات، والحواجز، والتنكيل اليومي بالفلسطينيين؟ أي تفضلات، وأي مبادرات سياسية قدمتها استطاعت أن تمنع صعود حماس؟ ما الذي فعلته لكي تُدار حرب لبنان ادارة مختلفة؟ لقد كانت مليئة بالنوايا الخيّرة. المشكلة هي أنه في هذا العالم، كما تبين للامريكيين في العراق، لا تكفي النوايا الخيّرة. تجلس تسيبي لفني علي الجدار وتتظاهر بالاستقامة، حينما لا يُكلفها هذا الكثير جدا من جهة سياسية. هذا يبدو حسنا. لكنه غير كافٍ. *كاتب في الصحيفة