كشف قيادي رفيع في «الإخوان المسلمين» أن الجماعة قررت ترشيح 20 من كوادرها في انتخابات مجلس الشورى المصري (الغرفة الثانية من البرلمان) المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، ما يعني أنها ستنافس على أقل من رُبع عدد المقاعد التي تجرى عليها الانتخابات. وكانت انتخابات مجلس الشعب التي جرت نهاية العام 2005 شهدت أكبر صعود ل «الإخوان» بعد فوز 88 من أصل 130 مرشحاً بنحو خُُمس مقاعد البرلمان. وقال قيادي بارز في الجماعة ل «الحياة» أمس إنها ستخوض الانتخابات بهذا العدد «باعتبار أن المشاركة هي الأساس لدينا، وليست مقاطعة الانتخابات». وأضاف أن مسألة الشعار الانتخابي لمرشحي الشورى «لم تحسم حتى الآن»، لافتاً إلى أن قيادة الجماعة تفاضل بين «النزول بشعارات فردية أو النزول بشعار موحد يتلافى الصدام مع التعديلات الدستورية» التي تحظر ممارسة أي نشاط سياسي على أساس ديني. وكانت مصادر في «الإخوان» قالت ل «الحياة» إن الجماعة ستتخلى عن شعار «الإسلام هو الحل» في انتخابات الشورى «في إطار التعامل مع التعديلات الدستورية، خصوصاً ما يتعلق منها بالمادة الخامسة من الدستور التي تحظر ممارسة السياسة على أساس مرجعية دينية». ورأى الأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور معتز عبدالفتاح أن خطوة «الإخوان» تأتي في إطار «انكماش متوقع للجماعة بعد توالي الضربات الأمنية والإعلامية والسياسية عليها»، مشيراً إلى أن «النظام أدرك خطورة الصعود الإخواني الأخير في انتخابات مجلس الشعب، خصوصاً أن الجماعة حققت نسبة نجاح تقدر بنحو 60 في المئة، وهي نسبة لم يحققها الحزب الحاكم». واعتبر أن «الجماعة رأت أن التراجع عن المواجهة مع الحكم هو البديل الأفضل، من خلال عدم التنافس على بعض المواقع والعودة إلى حال الانكماش الجزئي» التي أعرب عن اعتقاده بأنها «ستستمر طوال فترة حكم الرئيس حسني مبارك». من جهة أخرى، قضت المحكمة الإدارية العليا أمس بعدم اختصاص محاكم مجلس الدولة بنظر الطعنين المقدمين من وزارة الداخلية والقيادي السابق في تنظيم «الجهاد» عبود الزمر، وأحالتهما على محكمة استئناف القاهرة للنظر فيهما أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا. وكانت محكمة القضاء الإداري قضت بإلزام وزارة الداخلية بالإفراج عن طارق الزمر وإخلاء سبيله من محبسه بعد قضاء فترة محكوميته في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات، ورفضت طلباً مماثلاً من شقيقه عبود الزمر. وطعنت وزارة الداخلية أمام المحكمة الإدارية العليا في الحكم بإطلاق طارق الزمر، فيما طعن عبود الزمر في الحكم بعدم الإفراج عنه. إلى ذلك، أجلت محكمة في القاهرة محاكمة ثمانية طلاب من «الإخوان» إلى 21 نيسان (أبريل) الجاري في اتهامهم بالاعتداء على عشرة طلاب داخل جامعة عين شمس في أحداث شغب شهدتها الجامعة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إثر اعتراض طلاب الجماعة على نتائج الانتخابات الطلابية.