حقق الثوار تقدما ميدانيا كبيرا فيما استمرت المفاوضات مع النظام الليبي في جزيرة جربة التونسية بحضور مبعوثين فنزويليين. ويشارك في المفاوضات اثنان من اعضاء المجلس الوطني الانتقالي واثنان من ممثلي العقيد القذافي احدهما مسؤول عسكري كبير. الا ان ممثل المجلس الوطني منصور سيف في باريس اكد ان المجلس لم يرسل اي ممثل الى جربة. وان ثمة شخصيات سياسية ليبية مستقلة التقت مبعوث الاممالمتحدة الخاص لليبيا عبد الاله الخطيب. الا ان الاممالمتحدة نفت في نيويورك مشاركة الخطيب في المحادثات قائلة انها لا تملك «اي معلومة حسية تتعلق بالمحادثات التي جرت في تونس بين المجلس الوطني الانتقالي وسلطات طرابلس». ويعول الثوار على تحقيق نصر سريع مع نهاية شهر رمضان ويعتبرون ان المرحلة الحالية حاسمة. وأكدت تقارير اخبارية أن 26 على الأقل من ثوار ليبيا لقوا حتفهم وجرح 40 آخرون في اشتباكات بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي. وأوضحت صحيفة «قورينا الجديدة» أن معظم القتلى قتلوا برصاص القناصة، ومعظم الإصابات في الرأس. إلى ذلك، أكد ثوار ليبيا أنهم باتوا يطوقون العاصمة طرابلس بعد أن استولوا على مدينة غريان ودخلوا مدينتي صرمان وصبراتة الساحليتين في أعقاب بسط سيطرتهم على مدينة الزاوية الإستراتيجية. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر في صفوف الثوار إنهم لا يزالون يخوضون معارك شرسة في بعض أحياء صبراتة غربي طرابلس مع بقايا كتائب القذافي المتحصنين في الأطراف الغربية للمدينة. وفي وقت سابق قالت مصادر الثوار إن الثوار تمكنوا من التقدم داخل مدينة صبراتة، ويتوقع أن تعترضهم مواجهات كبيرة أثناء دخولهم. من جهة أخرى قال الثوار إنهم استولوا بالكامل على مدينة غريان، كبرى مدن الجبل الغربي (80 كيلومترا جنوبي طرابلس) وتمكنوا من الاستيلاء على معسكر كتيبة سحبان إحدى كتائب القذافي التي كانت تهاجم الجبل الغربي منذ اندلاع الثورة في ليبيا. وفي تطور عسكري قال مسؤول دفاعي أمريكي ان قوات القذافي أطلقت صاروخ سكود للمرة الاولى منذ بدء الصراع في ليبيا وذلك بعدما جعل تقدم المعارضين صوب طرابلس القذافي معزولا في العاصمة. وذكر المسؤول الامريكي أن صاروخ سكود أطلق صباح الاحد من موقع على بعد نحو 80 كيلومترا شرقي مدينة سرت مسقط رأس القذافي وأنه سقط شرقي مدينة البريقة الساحلية النفطية التي يقاتل المعارضون للسيطرة عليها. وأضاف المسؤول أن الصاروخ سقط في الصحراء ولم يصب أحدا. وقال شاشانك جوشي الزميل المساعد في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة ان اطلاق الصاروخ -الذي لا يمثل تهديدا عسكريا كبيرا لانه لا يتميز بالدقة- دليل على اليأس الذي دب في نظام القذافي. وأضاف انه اشارة واضحة الى أن النظام في وضع صعب للغاية. وتستخدم قوات القذافي صواريخ جراد القصيرة المدى منذ بدء القتال قبل ستة أشهر لكنها لم تنشر من قبل صواريخ سكود التي يقدر مداها بنحو 300 كيلومتر. ويقول محللون ان استراتيجية المعارضة في الوقت الحالي هي عزل العاصمة وانها ترجو أن تنهار الحكومة لكنهم يشيرون الى احتمال أن يقدم القذافي على هجوم مستميت من أجل طرابلس. وذكر معارضون على مشارف الزاوية أن قوات القذافي مازالت على الطرف الشرقي للبلدة وأنها تطلق قذائف المورتر وصواريخ جراد ونيران القناصة. وقال عاملون في المجال الطبي بأحد مستشفيات البلدة لصحفي من رويترز ان 20 شخصا بينهم مدنيون قتلوا الاثنين وان قتيلا سقط امس. وبذلك يضيق الثوار الخناق حول طرابلس معقل نظام القذافي وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «بات واضحا اكثر فاكثر ان ايام القذافي باتت معدودة وان عزلته باتت تزداد يوما بعد يوم»، في حين اعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند ان الولاياتالمتحدة «ترحب جدا بالتقدم الذي احرزه المتمردون». كذلك رحبت بريطانيا بالمكاسب العسكرية التي حققها الثوار الليبيون واكدت على اهمية مواصلة الضغوط على القذافي مهما طال الوقت اللازم للاطاحة به من السلطة. من جهتها وافقت الحكومة الهولندية على الافراج عن 100 مليون يورو من اموال مجمدة لحكومة معمر القذافي لتستخدمها منظمة الصحة العالمية لشراء ادوية للشعب الليبي. وتقول المنظمة ان نقصا في الادوية والامدادات الطبية يعرض ارواحا للخطر اثناء الحرب في ليبيا ودعت الي الافراج عن اموال محتجزة للمساعدة في توريد الادوية. وتعتزم منظمة الصحة العالمية توريد أدوية لليبيا بعد إفراج الحكومة الهولندية عن 100 مليون يورو من أموال ليبية مجمدة وقالت المتحدثة باسم المنظمة إنه من المقرر تمويل أدوية للشعب الليبي بهذه الأموال.وذكرت أنه سيتم تسليم شحنات الأدوية إلى ليبيا بمجرد أن يتم تحويل الأموال لحسابات المنظمة. بدورها أعلنت تركيا أنها أرسلت 14 ألف طن من الوقود إلى ليبيا بموجب اتفاق مع المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي شرق البلاد. التاريخ : 17-08-2011