يبدو أن الحل السياسي بالنسبة للصراع في ليبيا بدأ يتجذر من خلال قنوات سرية ومفاوضات غير مباشرة ومباشرة، بدأت أهميتها تبرز بعد الزيارات المتعددة التي بدأت تأخذ طابعا رسميا، بعد الزيارة السرية، والتي دامت يومين، قام بها رئيس وزراء فرنسا فرانسوا فيون، إلى جربة للمشاركة في تلك المفاوضات السرية بين «الإنتقالي» ونظام معمر القذافي. وقالت مصادر ديبلوماسية ل»الصباح»: أن فرنسوا فيون جاء في زيارة سرية لتونس وتحديدا جزيرة جربة، للمشاركة في تلك المحادثات». وأضافت المصادر أن «فيون جاء في زيارة دامت يومين، (الأحد والإثنين الفارطين)، للوقوف على مدى أهمية المحادثات التي تجمع الفريقين. نفس المصادر أكدت أن دومينيك دوفليلبان، رئيس وزراء فرنسا السابق يزور تونس حاليا للمساهمة من موقعه ك»صديق قديم للنظام الليبي ومعمر القذافي للعمل على طرح مجموعة من الضمانات» والتي من شأنها أن تساهم في إخراج القذافي من عنق الزجاجة، وضمان خروجه وعائلته وبعض أفراد نظامه من طرابلس نحو أي منفى في الخارج. إلى ذلك، أشارت مصادر من الثوار الليبيين ل«الصباح»، أن مفاوضات جربة يمكن أن تأتي إلى حل سياسي. يأتي هذا في وقت نفت فيه المعارضة الليبية ونظام طرابلس مشاركتهما الرسمية في أي مفاوضات مباشرة، فيما أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الإنتقالي من بنغازي أن الشرط الوحيد للحل في ليبيا هو رحيل القذافي وعائلته. ويبدو أن تقدم الثوار ميدانيا من طرابلس من الناحية الغربية، أصبح له مفعول ضغط سياسي على نظام القذافي في العاصمة الليبية. وفي آخر التطورات حول المفاوضات فقد تأكدت الصباح من وجود ممثل للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في جربة لكن المصادر أشارت إلى أنه لم يشارك في تلك المحادثات مباشرة. ورغم النفي والرفض الرسميين إلا أنه يبدو أن محادثات جربة أضحت بمثابة نواة أولية لحل سياسي يمكن أن يتجذر في حال تبنيه من قبل الغرب، خاصة وأن أطرافا ليبية تؤكد أنه لا توجد مفاوضات رسمية كما أكد ذلك وحيد برشان رئيس الجمعية الوطنية الليبية ورئيس المجلس المحلي بغريان والذي أكد أن أسلحة تسربت الى ليبيا عبر الحدود الليبية الجزائرية فضلا عن إمكانية وجود مرتزقة في ليبيا.