أعلنت حركة النهضة التونسية ذات التوجه الإسلامي مقاطعتها الانتخابات التشريعية والرئاسية المزمع إجراؤها نهاية الشهر الجاري. وبررت النهضة في بيان لها وقعه زعيمها الشيخ راشد الغونشي موقفها المقاطع للانتخابات بأن "كل الدلائل تؤكد إنها (الانتخابات) ستكون نسخة من سابقاتها، بسبب غياب الشروط الدنيا لانتخابات تحقق وظائفها، وأن المشاركة فيها لا تسهم في تطوير الحياة السياسية بالبلاد، معتبرة أن "السلطة مسؤولة عن تفويت فرصة أخرى لوضع حد لحالة الاحتقان والاستجابة لتطلعات الشعب وقواه الحية للبدء في مسار إصلاح سياسي ... الأحد, 04. أكتوبر 2009 تستعد بلادنا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ظل استمرار الانغلاق السياسي وتواصل الاعتداءات والمضايقات على الأحزاب والجمعيات والنشطاء بعد أن تجاهلت السلطة المطالب الهادفة لتنقية المناخ السياسي ووضع حد لحالة الاحتقان بإطلاق سراح كل المساجين السياسيين وإعلان العفو التشريعي العام واحترام الحريات والاعتراف بالأحزاب والجمعيات وضمان استقلال القضاء وحرية الإعلام وحياد الإدارة ومراجعة المجلة الانتخابية وتجريم التزييف، وهي الشروط الدنيا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. إن رفض السلطة التجاوب مع المطالب المشروعة وإصرارها على نهج احتكار المجال السياسي وإقصاء أو مضايقة المعارضين يفقد العملية الانتخابية وظيفتها ويحولها إلى إجراء شكلي يعمق في المواطنين فقدان الثقة في صناديق الاقتراع ويفوت فرصة الانطلاق في مسار تجاوز مخلفاته ويحمي بلادنا من التوترات وردود الأفعال المجهولة أو اليائسة لاسيما وان الانتخابات الفاقدة لشروطها والمعلومة النتائج ترسخ اليأس من إمكانية التغيير السلمي وتغذي الخوف من المجهول وتزرع اللامبالاة تجاه الشأن العام. إننا في حركة النهضة رغم ما نتعرض إليه من ضروب الإقصاء والملاحقات والتشريد والحرمان من حقوق المواطنة ومنها حق الانتخاب والترشح على قناعة تامة بان الانتخابات المعبرة عن إرادة الشعب المجسدة للمشاركة الشعبية وللمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص والضامنة للتداول السلمي على المسؤوليات العامة هي السبيل الوحيد للنهوض ببلادنا وتعميق ثقة المواطنين في الدولة ومؤسساتها وخياراتها والمساهمة الفاعلة في حماية مكتسباتها وبناء مستقبلها، إلا إننا وبسبب غياب الشروط الدنيا لانتخابات تحقق وظائفها نعتقد إن المشاركة فيها لا تسهم في تطوير الحياة السياسية بالبلاد. ونحن إذ نقاطع هذه الانتخابات ما دامت كل الدلائل تؤكد إنها ستكون نسخة من سابقاتها نعتبر السلطة مسؤولة عن تفويت فرصة أخرى لوضع حد لحالة الاحتقان والاستجابة لتطلعات الشعب وقواه الحية للبدء في مسار إصلاح سياسي حقيقي كما ننبه إلى خطورة التمادي في الاعتماد على مثل هذه الانتخابات لتكريس هيمنة الحزب الحاكم على الحياة السياسية وعلى مؤسسات الدولة مدى الحياة. إن حركتنا – حركة النهضة- تجدد تمسكها باحترام سيادة الشعب وطموحاته إلى إصلاح ديمقراطي حقيقي كما تؤكد احترامها لحق كل طرف سياسي في تحديد منهج تعامله مع هذه المحطة الانتخابية ولا يمنعنا اختلافنا في المقاربات عن تقدير ما تبذله عدة اطراف من جهود لخدمة الحريات وحقوق الإنسان والتعددية الحق. ونحن نجدد بهذه المناسبة التذكير بحاجة بلادنا الماسة إلى حوار وطني حقيقي وشامل لكل القوى الوطنية يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويدخل به في مسار تغيير ديمقراطي جدي ونعبر عن كامل استعدادنا للتعاطي بايجابية معه والتعاون من اجل تجاوز تحديات المرحلة وحماية بلادنا من انعكاساتها. ومن نفس المنطلق ولنفس الغاية نهيب بالجميع الارتقاء إلى مستوى التحديات الحقيقية والترفع عن الخلافات الجزئية والتوحد حول المطالب الديمقراطية الدنيا باعتبارها هدفا في ذاتها ومدخلا للإصلاح في بقية المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لندن في 4 أكتوبر 2009 الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة