الولايات المتحدة: تراجع التضخم يحفز جهود تخفيض نسب الفائدة    لبنان.. لجنة الطوارئ تعلن تسيير قوافل مساعدات إلى مراكز إيواء النازحين    الرابطة الأولى: تشكيلة قوافل قفصة في مواجهة النادي الإفريقي    وزارة السياحة تطلق جائزة "تونس ليك لأفضل فيديو إبداعي في المجال السياحي"    موظف بوزارة المالية يتهرب من الضرائب ويستغل منظومة الإدارة    بعد اغتيال نصر الله: نقل خامنئي الى مكان آمن    بيان تونس امام الجمعية العامة للأمم المتّحدة :التاكيد على مساندة الشعب الفلسطيني ،واصلاح النظام المالي العالمي،واحترام السيادة الوطنية للدول    الرالي السياحي "رايد" في دورته الرابعة بتونس من 9 الى 18 أكتوبر 2024    بطولة كرة اليد: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الخامسة ذهابا    وزارة السياحة تطلق جائزة "تونس ليك لأفضل فيديو إبداعي في المجال السياحي"    الحوكمة الالكترونية: تصنيف وطني متقدم    عاجل : إسرائيل تؤكد اغتيال حسن نصر الله    مليار دينار تحسن رصيد المعاملات الخارجية لتونس    معطيات إحصائية: انخفاض قروض الأسر لدى البنوك    ر م ع شركة الRFR يكشف موعد انطلاق استغلال الخط D    الرابطة الأولى: إدارة شبيبة العمران تهدد بمقاطعة مواجهة النادي الصفاقسي    طقس السبت: أمطار متفرقة ومؤقتا رعدية بأقصى الشمال    طقس اليوم: تغيرات جوية منتظرة خاصة في هذه المناطق    رجة أرضية في سليانة    المرسى : محاصرة مجرم خطير مورط في عدة قضايا ومحل تفتيش    دول أوروبية وعربية وإسلامية تطلق مبادرة جديدة لإقامة دولة فلسطين    عاجل/ مباشرة أبحاث ضد رفيق بوشلاكة وادراجه بالتفتيش    عاجل/ رفض الافراج عن البحيري وتأجيل محاكمته الى هذا الموعد    عاجل/ قضية لطفي المرايحي: صدور حكم جديد    وزير الشؤون الخارجية يشارك في الإجتماع الوزاري السنوي لمجموعة ال77 زائد الصين    عاجل/ ضربات إسرائيلية جديدة صباح السبت على مناطق متفرقة في لبنان    القوات الإسرائيلية تواصل قصف مناطق متفرقة في لبنان    وزير الخارجية يشارك في اجتماع مفتوح حول اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية    السفارة الأمريكية في بيروت تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا    قبلي ..تلمين القرية التاريخية المنسية داخل واحات نفزاوة    لمعلوماتك الشخصية .. قصة القهوة !    المكنين: الاحتفاظ بنفر من أجل محاولة القتل العمد    القبض على 15 عنصرا تكفيريا محل مناشير تفتيش في مختلف ولايات الجمهورية    ليل الجمعة.. سحب بأغلب الجهات تكون محليا كثيفة بالمناطق الغربية    الحمامات: الاحتفاظ ب 3 أشخاص من أجل تعاطي الرهان الرياضي    قابس : الاحتفال باليوم العالمي للسياحة    كيف أعرف لون عيون طفلي    مكتب الرابطة يقر النتيجة الحاصلة على الميدان في لقاء الاولمبي الباجي ومستقبل قابس ويسلط عقوبات مالية على النادي الافريقي والنادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري    عاجل : الحرس الوطني يعلن عن إحباط عمليات التهريب تقدر ب400 ألف دينار    ماهي القنوات الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر الإفريقي ؟    لأول مرة بمستشفى مدنين.. استعمال حقنة "توكسين بوتوليك" لفائدة مريض بشلل نصفي    لجنة المالية تقرّر الاستماع إلى وزيرة المالية    مدنين: لقاء حول "درع جربة" ضمن مشروع "ماكلتي تونسية"    تكريم المسرحي السعودي ابراهيم العسيري في المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة بالمغرب    مهرجان الإسكندرية المسرحي : تتويج مسرحية تونسية    قابس: تقدير صابة الزيتون لهذا الموسم ب70 ألف طن    في السعودية: وزارة الصحة تقدّم تلقيح ''القريب'' في المنازل    الرابطة الأولى: برنامج وحكام الجولة الثالثة    كل ما تريد معرفته عن برنامج وحكام الجولة الثالثة من الرابطة المحترفة الأولى    عاجل : صاحب أغنية ''كأس العالم 2010 '' الشهيرة متهم بالاعتداء الجنسي    تفاصيل : الشركة التونسية للشحن والترصيف تتسلم معدات جديدة    تونس تعاني نقصا في أدوية السرطان    هذا موعد انطلاق حملة التلقيح ضد 'القريب'    اسألوني    مدينة مساكن .. أجيال أسسوا تاريخها وشيدوا حاضرها    خطبة الجمعة...المسؤولية أمانة عظمى    في ديوان الإفتاء: إمرأة أوروبية تُعلن إسلامها    الارض تشهد كسوفا حلقيا للشمس يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص خطاب أوباما إلى العالم الإسلامي من العاصمة المصرية القاهرة


:
نحن نلتقي هنا في يوم به توتر شدد بين الولايات المتحدة والمسلمين في كل مكان، وجذور التوتر ترجع إلى ماضي كبير ووجود نزاع وحروب دينية وقد زادت هذه التوترات بسبب الحقبة الاستعمارية التي حرمت البلدان الإسلامية من الكثير من الحقوق.
لقد تم التعامل مع البلدان الإسلامية بدون احترام لتطلعاتها وبسبب العولمة والحداثة نظر المسلمون بعين العداء لأمريكا، كما استغل المتطرفون هذه التوترات وكان لهجمات سبتمبر دور في تصعيد هذه المشاعر وكل هذا أدى إلى مزيد من عدم الثقة والخوف، وطالما أن علاقتنا تحدد بالاختلافات فإننا نزيد قوة من يسعون للكراهية ويرفضون السلام، ولكن علينا أن ندفع باتجاه مخالف.
لقد جئت إلى هنا إلى القاهرة لأسعى لبداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي على أساس أن أمريكا والإسلام ليستا في صراع وإنما توجد بينهما مصالح مشتركة ومبادىء مشتركة مثل العدل والكرامة والتسامح.
أنا أحضر إلى هنا وأدرك أن التغير لن يحدث بين عشية وضحاها وأعلم أن هناك الكثير من الجدل حول هذا الخطاب ولكنني على قناعة بأنني إذا أردت أن أمضي قدمًا فعلينا أن نفتح قلوبنا ونقول كل ما بداخلنا، ولابد ان تكون جهود لكي نستمع إلى بعضنا البعض كما يقول القرآن إن علينا دائمًا أن نقول الصدق، وهذا ما أريد فعله أن أتحدث بالحقيقة بأفضل الوسائل الممكنة وبالتواضع الكافي وبإيمان بأن ما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا.
أنا أقول هذا كمسيحي ولكن والدي يأتي من عائلة فيها كثير من المسلمين وكنت أسمع في إندونيسيا صوت الأذان وفي حداثتي كنت أتعامل مع المسلمين كثيرًا وأعرف من التاريخ أن الإسلام حمل مشعل النور والعلم لمئات من الأجيال وهذا مشابه لعهد النهضة الأوروبية، وإن روح الابتكار والإبداع لدى المسلمين أنارت الحضارة في العديد من المجالات، والحضارة الإسلامية أعطتنا مفاتيح التقدم في الكثير من مجالات الثقافة، وعلى مر عصور التاريخ برهن الإسلام على روح التسامح الديني والتجانس العرقي.
الإسلام كان جزءًا من حكاية أمريكا فقد كانت أول دولة اعترفت ببلادي هي المغرب وعند توقيع اتفاقية طرابلس قام ثاني رئيس لأمريكا بالتأكيد على عدم وجود أي خلاف مع العالم الإسلامي، والمسلمون الأمريكيون كانوا دائمًا مواطنون مهمين ولهم إنجازات كبرى ولهم أدوار في قمة الأهمية لرفعة الولايات المتحدة، وعندما انتخب أول أمريكي مسلم للكونجرس استخدم المصحف نسخة معينة منه كانت لدى أحد المؤسسين الأوائل لبلادنا.
ولقد عرفت الإسلام في ثلاث قارات قبل أن آتي إلى هنا وأريد أن أحارب ضد كل الصور السلبية التي يظهر بها الإسلام حيثما ظهرت وأشعر أن هذا من واجبي، ولكن نفس هذا المبدأ لابد أن ينطبق على تصورات المسلمين تجاه أمريكا فعلى المسلمين أن يدركوا أن أمريكا ليست صورة الامبراطورية عادية, فبلادنا تأسست على أساس المساواة وبذلنا تضحيات كبيرة لإقرار هذا الحق ولقد صاغت بلادنا كل الثقافات في كل الكرة الأرضية وكرسنا أنفسنا على أهمية خلق كيان واحد يتوحد من العديد من الأعراق والأجناس وبهذا انتخبت أنا باراك حسين أوباما، وإنني لست حالة فريدة في قصة حياتي ولكنها فرصة ممنوحة لكل الملايين المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة.
والحرية في أمريكا لا تختلف عن حق ممارسة الشعائر والعقائد ولذلك توجد مساجد كثيرة جدًا في بلادنا، ولقد كان هناك إقرار لحق النساء المسلمات في ارتداء الحجاب، ولذا لابد ألا يكون هناك شك في أن الإسلام هو جزء من أمريكا، وأمريكا تعترف بحق مشاركة الجميع في تحقيق الطموحات القائمة على الأمن والأمان والعيش بكرامة.
بالطبع إن الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة هو البداية فقط لأننا لا نريد الكلمات فقط لتلبية احتياجات مجتمعاتنا ولابد أن نواجه التحديات المشتركة لتحقيق ذلك، ولقد تعلمنا من خبراتنا أن كل خطر يتهدد أي جزء في العالم فإن هذا يهدد كل دول العالم، وهذا ما يعنيه أننا يجب أن نتشارك في هذا العالم وهذه مسئولية تقع على عواتقنا وهي مسئولية صعبة على أية دولة وحدها أن تتحملها، وهذا ما يؤكده التاريخ أن أي نظام عالمي يرفع أمة بعينها فوق بقية الشعوب مصيره الفشل والاندحار، ولذا علينا أن نتبنى الشراكة الحقيقية لتحقيق أهدافنا المشتركة ومواجهة التحديات، وكل هذا لا يعني أن نتجاهل مصادر التوتر بل على العكس علينا أن نواجه كل التوترات بشجاعة حقيقية ودعوني أقول لكم إنني أستطيع أن أحدد قضايا محددة لابد أن نواجهها جميعًا.
قضية الحرب ضد أفغانستان ومواجهة التنظيمات المسلحة
القضية الأولى هي التشدد والتطرف والعنف بكل أشكالهم، وأؤكد أن أمريكا لم ولن تكون في حالة حرب ضد الإسلام، ولكننا سنعمل بدون كلل أو ملل للتصدي للمتشددين الذين يشكلون خطًرا على الأمن لأننا نرفض قتل الأبرياء ومهمتي كرئيس لبلادي هو حماية الأبرياء ، والمهمة في أفغانستان لها هدف يتمثل في ملاحقة القاعدة وطالبان منذ سبعة سنوات.
ونحن لم نذهب باختيارنا ولكن مضطرين وعلى الرغم من تبريرات البعض لهجمات سبتمبر فإن القاعدة قتلت الآلاف في هذه الهجمات وكلهم أبرياء سفكت دمائهم القاعدة بكل وحشية ورأت أن تعلن مسئوليتها عن هذا وصار أتباعها يحاولون توسيع نطاق أفكارهم، ولابد أن نتعامل مع هذا الخطر، نحن لانريد إبقاء قواتنا في أفغانستان ولا نريد قواعد عسكرية هناك ونحزن لخسارة جنودنا هناك وهذا أمر لا نريده ونتمنى أن نعيد قواتنا إلى بلادنا بكل فرح وسرور بمجرد أن نتأكد أن أفغانستان لن يكون فيها عنف مسلح ولن تكون فيها قوى تريد تهديد أمننا القومي.
ونحن في مهمتنا بأفغانستان نتحالف مع 46 دولة ورغم التضحيات والصعوبات لن نتراجع عن مواجهة هذا التهديد ، فهؤلاء المتطرفون قتلوا الأبرياء وحتى المسلمين، والقرآن يعلمنا أن من يقتل نفس بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعًا، وإن الدين الحنيف الذي يعتنقه أكثر من مليار شخص أكبر بكثير من الكراهية الضيقة التي يتبناها البعض.
ونحن ندرك أن الإسلام يدعو للسلام ونعرف أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لمواجهة المتشددين في أفغانستان وباكستان بل رصدنا المليارات من أجل المواطنين الأفغان لكي يسيروا في طريق التنمية والتقدم.
قضية العراق:
على خلاف أفغانستان فقد كان العراق حربًا لم نضطر إليها بل اخترناها ولقد ذكرت الأحداث التي جرت في العراق أمريكا بضرورة الاعتماد على الأساليب الدبلوماسية وكسب الأصدقاء والشركاء، وإنني أؤمن بأن حكمتنا لابد أن تنمو مع نمو قوتنا، وهناك مسئولية تقع على عاتق أمريكا لمساعدة العراق في دخول مستقبل أفضل وترك العراق للعراقيين، ونحن لا نريد قواعد دائمة في العراق ولا نريد مواردهم وسنترك لهم سيادتهم ولذلك أمرت بسحب قواتنا في وقت محدد ونكتفي بالالتزام بالاتفاقيات المبرمة بحلول عام 2012.
ونحن سنساعد العراق على تدريب قواته الأمنية وتنمية اقتصاده وتطوير الحياة فيه، ولكن كعراق موحد له سيادة كشريك لنا ولن نقبل أن يعود العنف للعراق، فرغم صدمتنا في أحداث سبتمبر إلا أننا أدركنا أن التصرف بخلاف قيمنا ومبادئنا يضر الجميع، ولقد حرمت بشكل كامل استخدام التعذيب وأمرت بإغلاق جواناتانمو بحلول العام المقبل، ولذلك فإن أمريكا ستدافع عن نفسها مع احترام سيادة الدول الأخرى وسيادة القانون وسنؤدي هذا بروح الشراكة مع المجتمعات الإسلامية من أجل أن نتخلص جميعًا من المتطرفين في العالم الإسلامي.
علاقة أمريكا وإسرائيل غير قابلة للكسر
الأمريكيون وعلاقاتهم القوية مع إسرائيل معروفة وهذه الرابطة غير قابلة للكسر ومرتبطة باعتبارات ثقافية وتاريخية ووجود وطن لإسرائيل والشعب اليهودي أمر محسوم لدى الولايات المتحدة، وأتحدث هنا عن المحرقة التي تعرض لها اليهود ومقتل ستة ملايين يهودي وإن إنكار هذه الحقيقة ينم عن الجهل والكراهية، وتهديد إسرائيل بالقضاء عليها هو خطأ خطير وفادح ويثير في أذهان اليهود أن السلام لن يتحقق، ولكن علينا أن نعترف بأن الشعب الفلسطيني عانى كثيرًا من أجل الحصول على وطن، وطوال ستين عامًا عانوا من النزوح والحرمان من الحياة الآمنة والسلام وتحملوا الإهانة اليومية بكل أشكالها.
أمريكا لن تدير ظهرها لأماني الشعب الفلسطيني في العيش بكرامه وبحقوق مشروعه، وعلى مر عقود كانت هناك مشاكل وانتهت الأمور بطريق مسدود فهناك شعبان عانيا كلاهما من ماض مؤلم، ومن السهل تبادل الاتهامات وأن يتهم كل شعب منهما الشعب الأخر، ولكننا إذا نظرنا إلى هذا النزاع من وجهة نظر واحدة فإننا لن نجد الحل إطلاقًا، ولذلك الحل الوحيد هو إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام.
هذا الحل في مصلحة إسرائيل ومصلحة الفلسطينيين ومصلحة أمريكا وكل الأطراف، ولذا سأتحرك بكل تفاني من أجل تحقيق هذا الهدف مع الالتزامات المفروضة على كل طرف من الطرفين بموجب خارطة الطريق، وعلينا أن نرقى جميعا إلى مستوى مسئوليتنا.
الفلسطينيون عليهم أن يتخلوا عن العنف ولا يقاوموا من خلال العمل المسلح لأنه على مر قرون عانى الأمريكيين من العبودية ولكن لم يكن العمل المسلح هو الذي أعطاهم حقوقهم وإنما إصرارهم السلمي على نيل مطالبهم، وهذا ما حدث في مناطق كثيرة من العالم، الجميع لابد ألا يتعاملوا بالعنف في مقاومتهم لأن هذا لا دليل على شجاعة ولا دليل على القوة ولا يمكن قبول إطلاق الصواريخ على المدنيين وآن الأوان للفلسطينيين من أجل أن يطوروا قدرتهم على الحكم وخدمة الشعب هذا للسلطة، وبالنسبة لحماس فعيها أن تدرك مسئوليتها لكي يكون لها دور في توحيد الشعب الفلسطيني وعليها أن تضع حدا للعنف وعليها أن تعترف بحق إسرائيل في الوجود.
وعلى إسرائيل أن تعترف بحق الفلسطينيين في الوجود وأمريكا لا تقبل استمرار الاستيطان الإسرائيلي لأن بناء هذه المستوطنات يعتبر انتهاكا للاتفاقيات السابقة وحان الوقت لوقف هذه الأمور، وعلى إسرائيل أن ترقى إلى مستوى مسئوليتها وتدرك أن الفلسطينيين من حقهم أن يعيشوا في السلام، واستمرار الأزمة الإنسانية في غزة وفقدان الفرص في الحياة بالضفة لا يفيد إسرائيل ولا يصب في صالح السلام، ولابد أن تتحرك إسرائيل باتجاه تحقيق ذلك.
وعلى الدول العربية أن تدرك أن المبادرة العربية كانت مهمة ولكنها ليست نهاية المطاف وعلى الدول العربية أن تتحرك لمساعدة الفلسطينيين على كيفية إدارة مؤسساتهم تمهيدًا لإقامة دولتهم ونحن سنساند كل من يريدون السلام ويتحركون في اتجاهه، ونقول للجميع إننا لا نستطيع أن نفرض السلام ولكن الكثير من المسلمين يدركون أن إسرائيل لن تختفي من الوجود وهناك في إسرائيل من يعرفون حتمية إقامة دولة فلسطين.
كفى الدموع والدماء وعلينا أن نعمل بمسئولية من أجل أن يأتي يوم ترى الأمهات في كلا الطرفين أبناءهم في سلام وأن تكون القدس وطنًا دائمًا لأبناء الديانات الثلاث، وكما هي قصة الإسراء عندما صلى موسى وعيسى ومحمد صلوا سويًا.
قضية البرنامج النووي لإيران:
أما القضية الرابعة والمثيرة للتوتر فهي مسألة السباق النووي، لقد كانت هذه القضية مصدر توتر بين أمريكا وإيران وعلى مر سنوات تحدت إيران كل المطالب الدولية لها في المجال النووي، وقد لعبت أمريكا دورا في الإطاحة بحكومة إيرانية منتخبة، ولكن بعد قيام الجمهورية الإسلامية وقعت أعمال إيرانية.
نريد أن نتوقف عن التفكير في الماضي والتحرك للأمام والسؤال ما هو الذي تريد أن تفعله إيران مستقبلاً ونقول لها علينا أن تصرف بشجاعة ومسئولية ونمضي قدمًا بدون شروط مسبقة، ومن الواضح الآن أننا وصلنا لنقطة حاسمة لضمان عدم اندلاع سباق تسلح نووي يسير بالعالم إلى نهاية خطيرة، وهناك بعض النقاد يقولون إن دولاً لها سلاح نووي ودول أخرى ليس لها، لكن أمريكا تريد عالمًا لا توجد فيه دولة تمتلك السلاح النووي، وإن أية دولة بما فيها إيران من حقها امتلاك التقنية النووية السلمية لو التزمت بمعاهدة الحد من الانتشار الأسلحة النووية، وأنا واثق أننا جميعا في هذه المنطقة سنلتزم بهذا.
قضية تحقيق الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط:
الديمقراطية هي التحدي التالي فأنا أعرف أنه كان هناك جدل كبير مرتبط بهذه القضية وارتباطها بالحرب على الإرهاب، ولا نريد أن تفرض دولة ما على دولة أخرى نظام حكم معين، ولكن الحكومات لابد أن تعبر عن إرادات شعوبها كذلك، ومن حق الشعوب أن تعبر عن نفسها، أمريكا لا تفترض أنها تدرك الأصلح لكل شعب، ولكن كل شعب من حقه أن يحقق أشياء محددة مثل الحربة في التعبير والقدرة على إدارة الحكم والثقافة في حكم القانون والمساواة وان تتعامل الحكومات بشفافية ولا تسرق من شعوبها، وهذه ليست أفكار أمريكا وقيمها وإنما هي حقوق الإنسان عموما ونحن سندعمها مهما كلفنا ذلك.
ولا يوجد خط مستقيم للوفاء بهذه الوعود لكن الحكومات التي تحمي هذه الحقوق هي الأكثر استقرارًا وثباتًا، وأمريكا تحترم حق كل الأصوات السلمية طالما كان هناك التزام بحكم القانون وتندعم كل حكومة تحترم شعوبها، لأن البعض يدافع عن الديمقراطية طالما هو خارج الحكم وعندما يصل إليه يقمع حقوق الآخرين، ولذا فإن كل من يملكون زمام السلطة عليهم أن يحترموا حقوق الأقليات والتصالح وحقوق الآخرين ووضع مصالح الشعوب فوق كل شيء لأن هذه مقومات الحكم الديمقراطي.
الحرية الدينية:
الإسلام لديه تاريخ يدعو للفخر خاصة في الأندلس وقرطبة وقد رأيت هذا كطفل في إندونيسيا عندما رأيت المسيحيين يمارسون شعائرهم بحرية في بلد مسلم، وفي كل دولة لابد أن يختار الناس حريتهم الدينية بحقهم، ولكن هذا المبادىء يواجه تحديات لأن بعض المسلمين يرفضون إيمان الآخر وعقيدته رغم أنم تنوع الديانات أمر مهم ويجب قبوله سواء للموارنة في لبنان أو الأقباط في مصر، والاختلاف بين الدين الواحد مثل السنة والشيعة يمكن أن تقود لأعمال خطيرة، ولكن علينا أن نؤمن بحرية الاعتقاد وفي أمريكا هناك قوانين للتبرع الخيري منعت المسلمين من ممارسة شعائرهم مثل فريضة الزكاة وسنحاول التعامل مع هذا الأمر، وفي أوروبا هناك تقييد لحرية الدين والشعائر وها أمر غير مقبول وعلينا أن نستفيد من الإيمان والدين في التقريب بيننا، ونرحب بمبادرة الحوار الديني ودور تركيا الريادي في حوار الحضارات لأن هذا يكد الجسور بين الشعوب سواء كان هذا في جهود مكافحة الملاريا في أفريقيا أو غيرها.
حقوق المرأة:
أنا أعرف أن هناك الكثير من الجدل الصحي وأنا أرفض وجهات نظر البعض في الغرب أن المرأة التي يفرض عليها الحجاب تخسر حقها لكنني أقول إن المرأة التي تحرم من التعليم أيضا تخسر حقها، والمساواة للمرأة هي قضية شاملة مهمة في العديد من الدول وهناك كفاح من أجل المساواة في العديد من الدول، وأنا أرى أن النساء لابد أن يشاركن في بناء المجتمعات مثل الرجال، ولابد أن تتحرك البشرية بشقيها في التحرك نحو تحقيق التنمية، لا أرى أن المرأة تختار نفس الاختيارات لكي تحصل على المساواة ولكننا نرفض الإجبار أن تجبر المرأة على أداء دور معين.
التنمية الاقتصادية والهوية الثقافية:
أريد أن أقول إنه إزاء العولمة والإنترنت فإنها أدوات لنقل المعرفة لكنها قد تنقل العنف والإباحية وكذلك التجارة لها ملامح إيجابية وسلبية، وهذه التغيرات تحمل الخوف من أن الحداثة والعصرنة قد تحرمنا من هوياتنا الثقافية ولا حاجة لخلق تناقض بين الهوية الثقافية والحضارة والتقدم، والمجتمعات الإسلامية يمكنها أن تحافظ على ثقافتها وهويتها بينما تنطلق في طريق التنمية والحضارة، نحن نريد مشاركة أكبر فيما بيننا من خلال التعليم وتبادل المنح الدراسية.
مازال ينبض في قلوب الملايين من الناس الإيمان بالآخرين وقدراتهم وهذا ما أحضرني إليكم هنا فنحن لدينا القدرة على تشكيل العالم الذي نريده، وعلينا أن نتذكر ما قاله لنا القرآن من أن الخلق كان من شعوب وقبائل للتعارف، والتلمود يقول لنا إن التوراة خدمت هدفًا واحدًا وهو تعزيز السلام والإنجيل يقول إنه يبارك صانعي السلام.
شكرا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.