برنامج « الصندوق الأسود « يسعى عبر سلسلة من الأفلام الوثائقية الاستقصائية للبحث في ملفات و قضايا أثارت جدلا أو ظلت طي الكتمان في محاولة لكشف أسرارها و إعادة سرد الأحداث برؤية موثقة و يبث البرنامج في الخميس الأخير من كل شهر. كان ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد محور الفيلم الجديد « الصندوق الأسود « بين فيه تفاصيل ما حدث و بحث في ملابسات حادثة الاغتيال و حتى في سير عملية التحقيق كاشفا الكثير من التفاصيل الجديدة كما أن الفيلم سلط الضوء على المتهمين في القضية و علاقاتهم و خلفياتهم. كان برنامج الصندوق الأسود محل نقاش في برنامج « اليوم الثامن « على قناة « الحوار التونسي « لمعده الصحفي اللامع حمزة البلومي الذي وصف هذا البرنامج « بالنظرية الغريبة « لمقتل الشهيد شكري بلعيد تقدمها قناة الجزيرة . ضيف البرنامج السيد نزار السنوسي محامي هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد أكد أن هذا الفيلم منحط على جميع المستوايات المهنية و الأخلاقية و القانونية و السياسية و أنه أيضا يعمل بالأساس إلى التغطية عن الجهات المسؤولة عن عملية الاغتيال كما أكد أن الصحفي ماهر زيد الذي تم تقديمه في هذا الشريط الوثائقي على كونه صحفي استقصائي أنه بالأساس مشبوه فيه و موجهة له عديد الاتهامات في العمليات الارهابية و أن ماهر زيد اشتغل على عدة فرضيات مشبوهة وهي التلميح بوجود علاقات غير أخلاقية للسيدة بسمة الخلفاوي حرم الشهيد و بالتالي فإن هذا الوثائقي لا يرقى إلى صنف التحقيق الصحفي و غايته الوحيدة هو تشويه رمز الشهيد شكري بالعيد كما أن السيد نزار السنوسي يرى أن ماهر زيد قام بتبييض غير مباشر لأنصار الشريعة و لأبي عياض . أما الصحفي سفيان بن حمودة فقد اعتبر أن هذا الشريط الوثائقي موجه و لديه أهداف خفية لتبييض أنصار الشريعة و ابعاد التهمة عن حركة النهضة كما أن هذا الشريط يسعى بالأساس إلى تشويه صورة الشهيد شكري بالعيد من خلال وصفه باليساري المتشدد و اتهام حرمه بسمة الخلفاوي في « شرفها « . في حين اعتبر السيد إياد الدهماني أن هذا البرنامج تشوبه عدة أخطاء مهنية إذ أنه ارتكز بالأساس على منطق « الانطلاق من النتيجة للبحث عن الأسباب « و هذا لا يضفي إلى مصداقية الحدث أصلا و بالتالي هذا الوثائقي لا يخدم صورة قناة الجزيرة و لا يخدم الترويكا . حرفية و مهنية الصحفي حمزة البلومي في كيفية قرائته لما يخفيه « الصندوق الأسود « لقناة الجزيرة و من خلال كيفية إدارته للحوار و اختياره لضيوف البرنامج و كيفية تحليلهم لما جاء في هذا الفيلم القصير عن خفايا اغتيال الشهيد شكري بالعيد أن برهنت فهي تبرهن أن مهنية حمزة البلومي هزمت نضالية ماهر زيد و لكن عدم نجاح هذا الفيلم الوثائقي لا يخفي عديد التساؤلات حول مقتل الشهيد شكري بالعيد و التي تبقى نقاط استفهام في ذهن جميع الأطياف السياسية و الاجتماعية . و لكن يبقى لبرنامج هذه الحصة نقطة ضعف وحيدة و هي عدم تواجد طرف من أطراف القضية و خاصة عدم توجيه الدعوة للصحفي ماهر زيد للدفاع عن مواقفه و لتوضيح رؤيته للرأي العام . الخلاصة ان لا علاقة للنهضة باغتيال بلعيد للأمانة الصحفية نقدم لكم نص الحوار الذي شمل رد الزميل الصحفي ماهر زيد في خصوص الاتهامات الموجهة إليه من خلال هذا البرنامج هذا و قد كانت إجاباته مختصرة: ماهي حقيقة علاقتكم بالعناصر المتشددة دينيا و التي صنفت تيارا ارهابيا ؟ علاقتي بكل من يحمل الجنسية التونسية هي علاقة احترام متبادل و ان كانت احيانا من جانب واحد مثلما هو الحال مع بعض العناصر اليسارية المتشددة, فبصفتي الصحفية أظل منفتحا على جميع الناس و أسمع لهم كل ما اقتضى الأمر و اقتضته حاجة التحقيق الصحفي, كذلك لا ننسى الضغينة التي أعمت قلوب البعض لعجزهم عن نيل ثقة الناس و قلوبهم . ماهو موقفكم من الشريط الوثاقي المتعلق بقضية مقتل الشهيد شكري بالعيد ؟ أعتبر الشريط عملا رائعا كشف لعموم الرأي العام ما كان يجهله و أرى ذلك في الكم الهائل من الرسائل التي أتلقاها و تتساءل بالحاح متى يتم بث الاجزاء الاخرى منه . ماهو ردكم على كل من سفيان بن حمودة و نزار السنوسي و إياد الدهماني في خصوص كل الاتهامات الموجهة ضدك ؟ هؤلاء فتحوا «حمام نساء» على الهواء مباشرة و شرعوا في أكل لحوم أناس كان بالامكان دعوتهم و مقارعتهم بالحجة, و لكن في غياب تلك الحجة خرجت أحقادهم عن السيطرة و ظهرت حقيقة المسافة التي تفصلهم عن المهنية. هل تعتبر أنك أخطأت مهنيا في مشاركتك في هذا الشريط الوثائقي ؟ لا أبدا اعتبر البعض أن تصريحاتك منحازة إلى فريق معين دون آخر فما ردكم على ذلك ؟ لا يعدو أن يكون رأي هؤلاء الا من قبيل محاولة تشويه العمل من خلال الطعن في حيادية معديه , ان كان لهؤلاء دليلا فليذكروه من الاتهامات الموجهة لك أنك برأت النهضة و اتباعها لتظليل الرأي العام و تظليل القضاء ما تعليقكم على هذا ؟ قد تكون الخلاصة ان لا علاقة للنهضة باغتيال بلعيد و قد تكون تلك هي الحقيقة بعينها , لكن ذلك لم يكن ابدا معدا له . هل هناك جزء ثاني لهذا الشريط الوثائقي ؟ على حد علمي لا
