أكد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أن لا أحد بإمكانه محاولة تركيع الاتحاد. وقال العباسي في كلمة ألقاها النقابيين بمناسبة ذكرى أحداث 26 جانفي 1978، '' نحن دعاة حوار مسؤول لكن إذا حاول أيا كان فرض أزمة داخل المنظمة فنقول لهم نحن مستعدون لكل الاحتمالات فمرحبا لدعاة الحوار ولن نكون لقمة سائغة لأي كان''. وأضاف العباسي انه لا يمكن لأي طرف تهديد الاتحاد مؤكدا أنه لا يمكن لأي كان ضرب المنظمة بأي وسيلة كانت . ويحي الاتحاد اليوم أحداث يوم الخميس 26 جانفي 1978 الدامية التي هزت البلاد وأودت بحياة المئات من التونسيين وخلفت الآلاف من الجرحى إثر الاصطدامات العنيفة بين النقابيين وجماهير العمال المتظاهرين من جهة وقوات البوليس والجيش وميليشيات الحزب الحاكم من جهة أخرى. وكانت بدأت المسيرات منذ الأيّام الأول من جانفي 1978 في الجنوب التونسي( دوز) وسادت حالة من الغليان و الاحتقان القصوى ثم انطلقت مسيرة من شارع فرانسا بتونس يوم 25 جانفي على الساعة السادسة مساء قمعت بشدّة لم يعهدها احد. يوم26 جانفي 1978 عمّت المسيرات والمظاهرات العمالية والشعبية شوارع وضواحي تونس العاصمة وكبريات المدن التونسية ورافقتها مصادمات وأعمال عنف وحرق وتكسير كانت مجموعات ميليشيات "الحزب الاشتراكي الدستوري" الحاكم ("التجمع" الآن) أول من أشعل فتيلها لجر المتظاهرين والغاضبين لفوضى العنف قصد إقامة الدليل وإثبات التهمة على أن الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل دفاعا عن استقلاليته وعن مصالح الشغالين ليس إضرابا مشروعا بل هو إضراب "تقوده خلفيات سياسية مشبوهة" و"عصيان مدني يهدد الأمن والنظام العام..". وكانت النتيجة عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وقد اعترفت الحكومة آنذاك (حكومة الهادي نويرة) بسقوط 52 قتيلا و365 جريحا في ما تحدثت تقارير أخرى مستقلة عن مقتل ما يزيد عن 400 شخص وجرح أكثر من ألف.