انْتقد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل موافقة السلطة الفلسطينية في رام الله على العودة إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي, مؤكدًا أن هذه الموافقة تتمّ "تحت الإكراه الأمريكي وبلا غطاء فلسطيني". وطالب مشعل مساء أمس الثلاثاء -في كلمةٍ له خلال حفل إفطار أقامته حركته في دمشق تكريما للإعلاميين- كلًّا من الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني بعدم المشاركة وحضور إطلاق هذه المفاوضات في أمريكا، معتبرًا أن "المفاوضات بلا غطاء ونتائجها ستمسّ أمن الأردن ومصر ودول الجوار والمنطقة". وأكد مشعل أن المفاوض الفلسطيني -الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس- "غير مؤتَمَن على القضية وعلى الحقوق والثوابت الوطنية لأنه فارغ اليد من أوراق القوة ومكشوف الظهر وتائه الرؤية ولديه قابلية عالية للانضغاط". وقال مشعل: "إن الموافقة الفلسطينية على العودة إلى المفاوضات المباشرة تمت تحت الإكراه وبمذكرة جَلْب أمريكية وليست بقرار فلسطيني ولا بقناعة عربية", مؤكدًا أنّ المفاوضات تتم "بلا غطاء فلسطيني وبالتالي بلا شرعية وطنية". وأضاف: "هذه مفاوضات لا شرعية لقرارها، ولا شرعية لنتائجها، ولا تلزم شعبنا بشيء", مطالبًا بعدم التهاون في "مصير قضيتنا العظيمة والمقدسة والمباركة". وشدَّد مشعل على ضرورة تبني استراتيجيَّة وطنية فلسطينية بديلة تقوم على "تعزيز خيار المقاومة وامتلاك أوراق القوة وتنويع الخيارات، والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وإعادة بناء المنظمة، وتوحيد الشعب على هذه الاستراتيجية وحشد طاقات الأمة". وكانت السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وافقت في الحادي والعشرين من أغسطس بعد تردُّد على المشاركة في المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي, على أن يعقد أول اجتماع بين الطرفين في الثاني من سبتمبر في أمريكا.