عاجل/ تحديد موعد جلسة عامة للنظر في مقترح تنقيح قانون الانتخابات    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحين إلى وضع مواشيهم والآلات الفلاحية والتجهيزات بعيدا عن مجاري الأودية    هيئة الانتخابات تنشر قائمة مراكز ومكاتب الاقتراع في كلّ ولايات الجمهوريّة    أمطار غزيرة: تدخلات الحماية المدنية في مختلف الولايات    سعر الدينار التونسي مقابل العملات الأجنبية بتاريخ 20/09/2024    نقص كبير في التزوّد باللحوم البيضاء منذ نهاية الاسبوع المنقضي    حرب لبنان الثالثة على الأبواب    عاجل/ العدوان على لبنان: ارتفاع حصيلة الشهداء الى 274 شهيدا و1024 جريح    عاجل/ انفجار بمنجم للفحم في إيران..وهذه حصيلة الوفيات..    التلفزة الوطنية ترفض تغيير توقيت لقاء النادي الصفاقسي واتحاد بن قردان    صادم/ رغم غلاء ثمنه: "الكوكايين" من أكثر المخدرات استهلاكا في تونس!!    هذه الدولة تسجل أول حالة إصابة بالسلالة (1 بي) من جدري القردة..#خبر_عاجل    ثقافة : الإسراع في انجاز البرامج والمشاريع ذات العلاقة وخاصة مشروع ترميم سور القيروان    ليبيا: وفاة شخص جرفته مياه السيول    وزير الإقتصاد ونائب رئيس المجلس الوطني الصيني لصناعات النسيج والملابس يتباحثان آفاق الإستثمار والشراكة.    توزر: تاثير ايجابي لتهاطل الامطار مع هبوب الرياح على صابة التمور    سوريا.. تسمية فيصل المقداد نائبا للرئيس الاسد    عاجل/ مصرع 3 مهاجرين وفقدان 25 آخرين قبالة هذه السواحل..    مهرجان الشّعر الغنائي: دورة المرحوم بلڨاسم بوڨنة أكتوبر المقبل    مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين: قونة في مدينة الثقافة.. مسرح التجريب.. ولؤلؤة بحار    عاجل : الحرس الوطني يصدر بلاغا تحذيريا و يدعو هؤلاء لأخذ الاحتياطات اللازمة    إصابات في انزلاق '' لواج'' بسليانة    الوثائقي التونسي "لا شيء عن أمي" يشارك في الدورة 17 لمهرجان فيلم المرأة بمدينة سلا المغربية    يبكي في دار مسنين : ما قصة أشهر مخرجي أغاني كاظم الساهر و صابر الرباعي ونجوى كرم ؟    أنس جابر ترتقي في التصنيف العالمي الجديد    كيف تختارين ''البوت الفرو'' في شتاء 2025؟    بطولة اسبانيا : برشلونة يحافظ على الصدارة بفوزه الكاسح علي فياريال 5-صفر    سويسرا تسعى لإعادة التوازن للمالية العمومية    توزر: هطول كميات هامة من الأمطار و التدخل لشفط المياه    بسبب الأمطار: انزلاق حافلة تقلّ سيّاحا في بوفيشة    عاجل/ حادث انزلاق حافلة سياح على مستوى بوفيشة وتسجيل اصابات..    دفعا للقطاع: ارتفاع المخصصات المالية للفلاحة بنسبة تقارب 11%    منتدى الصيدلة 2024: الابتكار الرقمي في خدمة الصيدلي والمريض    مسلسل'' الهروب'' : من هم الرياضيين الفارين من مقر إقامة بعثة المنتخب المشاركة في بطولة رفع الأثقال في إسبانيا ؟    الرابطة الأولى: برنامج بقية منافسات الجولة الثانية ذهابا    بطولة ألمانيا : ليفركوزن يفوز على فولفسبورغ وشتوتغارت يتغلب على دورتموند    وحدات الحرس تحجز بضائع مهربة قيمتها 160ألف دينار    الحماية المدنية تسجيل 358 تدخل خلال 24 ساعة الفارطة.    وزارة الشؤون الثقافية تنعى العرائسي عبد الحق خمير    الغيث النافع يعم البلاد: الطقس اليوم يدعو للحذر    كأس الكاف: قائمة الأندية المتأهلة إلى دور المجموعات    عاجل - إسبانيا: فتح تحقيق بعد هروب 3 رياضيين من بعثة تونس لرفع الأثقال    اليوم: انطلاق تداول القسط الثالث من القرض الرقاعي الوطني    غوتيريش يحذر من تحول لبنان إلى غزة أخرى    "شهيلي" لحبيب العايب : وثائقي يسلط الضوء على أسباب التغيرات المناخية وتأثيراتها الخطيرة على الأفراد والمجتمعات    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سليانة: المشرفون على حملة قيس سعيد يعتمدون على الدواب للقيام بالحملة    الدكتور دغفوس: توفير 280 ألف جرعة من تلقيح القريب والأسعار تتراجع    جيش الإحتلال يشن غارات مكثفة جنوب وشرق لبنان    صورة تونس خطّ أحمر .. بقلم: الناشط المدني سهيل بيّوض    أي علاقة بين القهوة وبناء العضلات؟ دراسة تكشف    مديرة صندوق النقد: البنوك المركزية تواجه عملية توازن صعبة مع بدء خفض أسعار الفائدة    مهنيو الصيد البحري يدعون الى التعجيل بتسوية وضعية صنع المراكب في ضوء تعطل لجنة الصنع ما يزيد عن السنتين    اليوم الاعتدال الخريفي للنصف الشمالي للكرة الأرضية    توفير نحو 300 ألف جرعة تلقيح مضادة لل0نفلوانزا    الاعتدال الخريفي يحدث في تونس غدا الأحد على الساعة 13 و43 دقيقة    عادات وتقاليد: مزارات أولياء الله الصالحين...«الزردة»... مناسبة احتفالية... بطقوس دينية    كظم الغيظ عبادة عظيمة...ادفع بالتي هي أحسن... !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفات مع الحج
نشر في الحوار نت يوم 13 - 11 - 2009


وقفات مع الحج ..

بقلم: محمود القلعاوى – مصر .
__________________________________________

وقعت عينى على شاشة التلفاز تعرض مشاهد من الحج.. تنتقل الصورة من الكعبة.. إلى بيت الله الحرام.. إلى الصفا والمروة.. إلى جبل عرفة.. إلى بئر زمزم.. ومع كل هذا أجد قلبى يرقص طربًا.. والشوق يملأ وجدانى.. ولسانى يلهث بالدعاء بأن يرزقنى حجة إلى بيت الله الحرام..
ومع كل مشهد أجد وقفات ودروس نحتاج إليها فى حياتنا.. فأمسكت بقلمى واستعنت بربى أن أسجّل هذه الوقفات.. وإليكم ما كتبت، الله أسأل السداد والقبول:


المساواة بين الخلق:
- في الحجّ كما في الصلاة نرى حرص الإسلام على إعلاء قيمة المساواة بين البشر وبين المسلمين، فالكل لآدم وآدم من تراب، ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.
ونجد المساواة في الحج عديدة، فالرجال جميعًا يتجردون من ملابسهم العادية، ويلبسون ثوبين إزارًا ورداءً، والأصل في تلك الثياب هو أن تكون بيضاء، والكل عاري الرأس، يلهج بالذكر والدعاء فقيرًا إلى الله، تجرد من جاهه ونسبه وثروته ومكانته، لا حرس ولا حماية ولا منصب ولا استعلاء.
والكل يطوف بالبيت، ويسعى بين الصفا والمروة، ويصعد إلى عرفات، ويرمي الجمار، ويبيت في صحراء منى في مساواة تامة في المناسك.
والحد الأدنى لأداء الفريضة المقدسة هو القدرة والاستطاعة، فلا فضل لغني هنا على فقير.
والكل يشعر بحاجته إلى مغفرة الله ورضوانه، ويتمنى أن يصُدق أحد الحجاج في تقواه ودعواته ليشمل الله الجميع بالرحمة والقبول.
إنّ الناظر يجد أنّ الله عزَّ وجلَّ رسّخ معنى المساواة بين البشر في أصل الخلق وفي نهاية العمر ويوم البعث، وجعل التنافس بينهم في الدنيا لأجل العودة إلى الآخرة بزاد التقوى.

_______________________________


الفرج قادم لا محالة:
يا من تشكو الهم والغم.. يا من تشكو الدين والكرب.. يا من تشكو مشاكل الأولاد.. يا من تشكو ضيق اليد وذل السؤال.. يا من تشكو غم المعصية وبُعد المنال.. يا من ضاقت عليك الدنيا.. يا من تتمنى القرب من ربك وتراه بعيد المنال.. الفرج قادم مهما تأخر ومها ظهر بُعده في الأفق..
ألا ترى الحجيج وقد زاد الزحام زحامًا.. في السعي والطواف ورمى الجمار.. ألا ترى التعب والنصب في ذهابهم وإيابهم.. ألا ترى الإرهاق يعلو الوجوه والأبدان.. حتى يظن الظانّ أنه لا انصراف ولا راحة من هذا كله.. فيصاب البعض بالسآمة والضجر من شدة هول الزحام ومن شدة التعب والنصب.. بل قد يُضمر في نفسه ألا حج بعد هذا العام مما رآه في هذا العام... ولكنه بعد مدة يسيرة من كل هذا.. يأتي الفرج.. ثم تنتقل الجموع.. وتسير الأمور.. ويذهب التعب والنصب.. فسبحان مفرج الكروب

_______________________________


وحدة لم لا نكونها:
خلقنا الله على ألوان وألسنة وأشكال.. أحمر وأسود.. أسود وأبيض.. عرب وعجم.. ومع كل هذا ترى في الحج عجب العجاب.. الجميع يلبى تلبية واحدة.. يتجه إلى قبلة واحدة.. إلى رب واحد.. مناسكهم واحدة.. زمانهم واحد.. ربهم واحد.. شعيرتهم واحدة.. ثيابهم واحد.. أليست هذه هي الوحدة والقوة يا من تنادون بالتجمع والوحدة.. أي جمع بعد هذا الجمع.. وأي وحدة بعد هذه الوحدة.. إذن من هناك البداية.. من على جبل عرفة تكن البداية للنصر والتمكين.. بعد الوحدة والأخوة والائتلاف.. هذه بداية الوحدة فلم لا نكونها طوال حياتنا.
_______________________________


عليك النداء وعلينا البلاغ
لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت قيل له: أذّن في الناس بالحج.. قال: يا رب وما يبلغ صوتي؟.. قال: أذّن وعلىّ الإبلاغ.. فصعد إبراهيم خليل الله الجبل وصاح: أيها الناس إنّ الله أمركم بحج هذا البيت ليثيبكم به الجنة ويجيركم من عذاب النار فحُجّوا.. فأجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء: لبيك اللهم لبيك.. كلامٌ ما أجمله أذّن وعلينا البلاغ.. أيها الداعي بلغ وعلى الله النتائج ولا تقل وكيف يصلى وهو على ما هو عليه.. يا طالب الرزق اسع وعلى الله الرزق ولا تقل وكيف يأتني الرزق وأنا على حالي هذه.. أيها العاصي عد لربك واطرق بابه ولا تقل لن يغفرها لي فهي كثيرة.. إذن فليكن شعارنا في حالنا ومآلنا: "أذّن وعلى الله الإبلاغ"

_______________________________


موكب الكرماء:
الذكر مقصود العبادات الأعظم.. والذكر يتجلى غاية التجلي في الحج.. به تُستدفعُ الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون به على المصاب الملمات؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل، وسوس، فإذا ذكر الله خَنَس)، وقال الحسن البصري رحمه الله: تفقَّدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذِّكر، وفي قراءة القُرآن، فإنْ وجدتم وإلاَّ فاعلموا أنَّ الباب مُغلق..
وما شُرع الطواف.. ولا السعي بين الصفا والمروة.. ولا رمي الجمار إلاّ لإقامة ذكر الله.. الذكر الذي نتعوده في الحج هو ديدن كل المخلوقات.. فجميع الكون يسبح بحمد ربه.. الجميع يشارك في ذكر خالقه.. الحجر والشجر.. السماء والهواء.. الجميع يلهج بالذكر.. فلماذا تشذ عن القاعدة؟!.. ولماذا تبعد نفسك ولا تشارك في هذا اللحن المعزوف.. شارك أيها الكريم في موكب الكرماء: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).. فليكن الحج هو بدايتنا.. بدايتنا في المشاركة في موكب الكرماء.. موكب الذاكرين..

_______________________________


في جنة الإيمان:
فلهذه اللحظة التي نعيشها.. انظر إلى جمال ديننا وحلاوته.. للحظة نعيشها في ظل الإسلام ولسنَّة طبَّقناها من سنن الإسلام، تمتلئ القلوب بكل هذا الفرح، فما بالك لو عشنا الإسلام حياتنا كلها وطبقناه في أمورنا كلها.. الإسلام يا ولدي ما أحلاه!! وما أجمله!!
الله أكبر على رياض الإيمان هذه.. ما ألذ هذه اللحظة التي يعيشها الحاج في حجه طائعًا لله.. هي هي نفس اللذة التي يحسها الصائم لربه.. هي هي نفس اللذة التي تملأ الوجدان عند العودة من صلاة الفجر.. هي هي نفس لذة الاعتكاف.. يا سادة لذة الإيمان وحلاوته.. والله لذة لا تدانيها لذة مهما كانت.. أيها العشاق.. أيها المحبون.. أيها المتلذذون بالمعصية مهما كانت لذتكم لن تدانى ولو من بعيد لذة الأنس بالله.. لذة الطاعة.. لذة صلاة الفجر.. أيها الناظر للحرام لن تدانى لذتك لذة غض النظر عن الحرام.. أيها الشاب الباحث عن الحب الحرام ولذته, لذة الحب في الله أعلى وأطهر.. وسبحان ربنا حين قال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِيْ فَإِنَّ لَهُ مَعِيْشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) سورة طه: 124
نعم.. معيشة الضنك والنكد والألم، وصدق حين قال وقال وقال: ( الَّذِيْنَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوْبُ ) سورة الرعد: 28.. (الَّذِيْنَ آمَنُوْا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيْمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ) سورة الأنعام: من الآية 82.. (إِنَّ الَّذِيْنَ قَالُوْا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتْقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُوْنَ) سورة الأحقاف: 13..

_______________________________


أخوتي.. أحبتي.. أمسكت قلمي وكتبت ما قرأتم.. فإن رأيتم صوابًا فمن الله وبدعاء الصالحين لي.. وإن رأيتم خطأ فمن نفسي والشيطان وليس لي فيه نصيب.. اللهم اجعل كلمتنا شاهدة لنا لا علينا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.