10/11/2008 مشهد أشعرني بخجل أمام شعبي : تعبير عن شعور صادق ومخالف لما يكتبه. رجع (الأستاذ)مرسل الكسيبي بعد معاناة وطبطبة وشقشقة سمعها الجميع وعرفوها على صفحات الإفتراضي العالمية, سيما صحيفة الوسط التي أشهرته وشهّرت به,وصار مرسل حالة للدّراسة النفسية ,ينتفع بها كلّ متخصّص في هذا المجال وبما انّه شخصية تسعى للبروز,فلا ضير من ابراز بعض الملاحظات الصادقة مقتبسة من كتاباته حتّى لايتّهمنا ببهتانه. - يجد المتتبع لكتابات مرسل شرحا ضافيا عن حياته إن كان صادقا,وأقول هذا لأنّي وجدت بعض المثالب ودوّنتها,وإن أراد فأمدّه بها. - أمّا الحالة النفسية فقد برزت أواخر 2006على ما يبدو بعد وعكة صحّية ألزمته الفراش وانقطع عن الكتابة,وكان قبلها يثلب النّظام ويكيل له ما اًلهم من بيان,ويخبر عمّا جرى ويزيد فيه, والصّدق أولى وأحقّ أن يتّبع فصِدق القول فرض ومندوب ومستحبّ(لايجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا ,اعدلوا هو أقرب للتّقوى و اتقوا الله, ان الله خبير بما تعملون.) بعد ولاءه لحركة النهضة التونسية وإجتهاده للتعريف بنفسه ,وظنّ أنّه بلغ مرتبة التّزكية,أحسّ أنّ الإخوة لم يراعوا مكانته وكأنّ الأمور سهلة في التنقل للزيارات والعيادات,وأنّ المسافات تطوى بين بلدان أوروبا ,وهو يعلم أنّها عكس ذلك,فبدأ باللّوم وصعّد من لهجة العتاب, ثمّ بدأ بسياسة الكرّ والفرّ قبل الإنفلات الأخيركجموح................ - كان البعض يرتّب أموره بصفة فردية وشخصية,وتلك حرّية لا تثريب عليها إن لم يتبعها استدراج للآخرين, بتزلّف للسّلطة وتزيين كاذب وخاطئ,ولكنّ ضريبة العفو لا بدّ لها من ثمن,وقد انتهج النّظام سياسة التّقاطر,والتسريح الشّرطي لسجناء النهضة,وحالة المسرّحين لاتخفى عن المتابعين,فكلّ من سجن منع من العمل وضيّق عليه الإرتزاق تنكيلا,ومنع من السّند وعطف النّاس,ومنع من حقوقه الدستورية والوطنية,ومضايقة المتديّنين وتتبعهم إلى يوم النّاس هذا لم تخفّ وطأتها,نرى في كتابات البعض ما يؤكّده,وما لمسته بنفسي أواخرسنة2007 أنّ النّظام وصل إلى خطّ اللاّ رجعة, في محاربة الدّين الإسلامي,الذي ابتدأ منذ ما يسمّى بالإستقلال وتضاعف في العهد الحالي, وأمّا رجوع النّاس إلى حياض الدّين,فتلك وجهة كونية منذ سقوط حائط برلين والشّيوعية وتعثّر الرأسمالية,وبروز العداء للإسلام وتوجّه الماسونية للحرب عليه قبل نكوص( وولكربوش) وتراجعه عن تصريحه بالحرب الصليبية,فرغم تعنّت النّظام وفئة العلمانيين والتغريبيين,لجأ الشعب أو من أراد الله به خيرا, إلى الدّين والتّعرّف عليه من جديد,وتشنّ حرب الخمار منذ 1981بقانون 108و102ولم يترك الخيار للنّاس,وفي مجال الدّين لامجال للديمقراطية,ولكنّ مفهوم الديمقراطية في تونس صناعة محلّية لا تقبل المستورد,بل تعطي دروسا للآخرين كفرنسا شيراك مثلا لنحاربة الخمار,وصندوق 26-26للأمم المتحدة.
قراءة لمقاليْ الكسيبي: *1-2*
- * 2)دعاء الوالدين ورضا الوالدة رحمها الله وحب الناس والعمل الصالح وشوقي الى وطني تونس وتيسير الله تعالى أولا , كل ذلك فتح علي تقديرا من رئيس الجمهورية التونسية السيد زين العابدين بن علي الذي أذن رسميا بعودتي الى وطني وانهاء حالة معاناة نفسية وذهنية وجسدية ومادية لايعرف مرارتها الا من ذاق طعم الاغتراب أو التهجير في ظروف لم تكن أبدا طبيعية ...
- "انهاء حالة معاناة نفسية وذهنية وجسدية ومادية" لا أريد أن أظيف على هذا التعليق ,إلاّ" إنّ لكلّ شيئ ثمن"والإذن منه.
- *1)لم أشك قبيل شهرين في وطنيتي ووطنية من فتح لي أبواب الوطن مشرعة حين انهال علينا البعض بكتابات حاسدة وأخرى حاقدة في رحلة تشويش قصدت اجهاض مشوار جديد أردت التأسيس له في حياتي (وحياة الالاف من أبناء تونس وبناتها )... "لولا الشّقشقة والتطبيل والتزمير ما كان لأحد أن يلتفت إليك ,ولكنّ لكلّ مقال مقال يفنّد"
..., كان لزاما علي أن أواجه في شجاعة بأس التنظيمات المعارضة ومنطق بعض كواليسها المعبأة بالمؤامرات , ومن ثمة لم يكن من السهل أن أصل الى ربط علاقات أخوة وتعاون وصداقة مع (اخوان وطنيين من المؤسسة الحاكمة) مع الحفاظ على علاقات ايجابية مع الأطراف العقلانية بالوسط المعارض ...
- "عيبك أنّك تزكّي نفسك أكثر ممّا تحتمل"
-*2)علمت حدسا (ودراية جغرافية) بأننا حينئذ نحلق فوق تراب الجمهورية التونسية وربما فوق شمالها القريب من منطقة الوطن القبلي , ولم تمض نصف الساعة حتى أعلن طاقم الطائرة بأننا على قرب كبير من مطار العاصمة التونسية
..."هذه ليست دراية جغرافية يامرسل ,فنصف ساعة يوصلك من صقلّية إلى قرطاج, إلاّ أن تكون نزلت بصفاقس.
-*1) تملكني الشوق الى وطني تونس ومسقط رأسي بمدينة صفاقس حتى امتلأ القلب والعقل بأشواق معانقة الأهل والأحبة بعد فراق طاول السبعة عشر سنة ...
- *1)انها عودة الروح الى المشاعر الانسانية , العناق والبكاء والدموع والابتسامة والضحك والفرح الذي لايوصف ...مشهد أشعرني بخجل أمام شعبي (وترحاب رسمي من رجال الأمن الوطني وبعض الشخصيات السياسية ومعاملة أمنية راقية في مطار تونس ومفترقات طرقها والنقاط الفاصلة بين مدنها) ... تتمثّل برجوع الزعيم سنة1955 - *2)لم يسبقني الى مكتب مراقبة الجوازات الا عدد قليل جدا من رواد الرحلة , وهو ماوضعني أمام موظف شاب قابلني بكل الاحترام والترحاب ليستكمل في ثواني معدودة ملأ استمارة السفر على متن الطائرة بوضع عنوان العائلة على الخانة المناسبة ... "مرحبا بك في تونس أو في بلدك " , هكذا نطق الموظف في معاملة راقية ومداعبة لطيفة سألتني عن واحدة من ضواحي مدينة صفاقس ...؟- عجبا بلغ بك الإرتباك فتعجز عن ملئ الإستمارة؟ - *2)التاريخ والزمن عجلتان وضعهما الله تعالى في هذا المشهد أمام مختصر لمسار أصحاب الكهف ,(حشوغيرمفيد) - *2)شكرت الله تعالى ثم من يسر لي أبواب العودة الى وطني على هذه النعمة العظيمة وذهبت في أول فرصة واقفا على قبر أمي وجدي وشقيقي ...(تهانينا الحارة ولكنّ الكذب معرّة وإثم عظيم) وما يلي هو ثمن الدّنية. - شارع تونسي يكذب في تدينه وعودته الى الهوية كما أصالته ماتشيعه عن تونس بعض أوساط المعارضة الغارقة في مشهد تاريخي قديم وقفت عقارب ساعته عند لحظة التسعينات ... - نسبة المحجبات في تونس تكاد تكتسح أرقام السبعين بالمائة من نسبة النساء التونسيات , ونسبة المثقفات منهن والمتعلمات تعليما عاليا قد لاتقل عن نسبة الثلث من عددهن الاجمالي ..., - مساجد تمتلئ بالعباد وأذان يدعوك الى الصلاة مع وقت كل فريضة , خطبة الجمعة تستمع اليها أحيانا من بيتك من خلال مكبرات الصوت , أئمة يؤطرهم الحزب الحاكم ولكنهم يقومون بدور عظيم في ترشيد مسار تدين التونسيين والتونسيات ... - حرية التدين أصبحت أمرا مفروغا منه ولم تعد محل جدل سياسي , والمؤسسة الحاكمة تطورت وتتطور ونفوذها قوي أكثر في تونس وحضور التجمع الدستوري يكتسح كل شارع وحارة ... - عاد الزمان غير ذاك الزمان الذي نتحدث فيه عن صراع الهوية وعن عمق الانقسام الايديولوجي داخل ساحات ومراتع الطلاب ... - سكان الجنوب نزح الكثيرون منهم نحو عاصمة الجنوب صفاقس , وأهل صفاقس زحفوا على شمال البلاد والجزء الأكبر منهم يدير كبريات المشاريع الاقتصادية التونسية ...(هل احتلّ أهل الجنوب عاصمة الجنوب وطردوا أهلها؟) - ظواهر اجتماعية شاذة تحاول الزحف والتوسع , ولكن المؤسسة الأمنية لاتدخر وسعا في مقاومة السرقة والجريمة والرشوة والبعض من العارفين بالشأن العام يحدثك عن تعليمات حازمة وصارمة من رئيس الجمهورية التونسية السيد زين العابدين بن علي بالتصدي لهذه الظواهر واستحداث الوحدات الخاصة بذلك . تطورت الجريمة وتطورت مؤسسات الدولة لامحالة , وأعين الأمن تلحظها ساهرة على رصد ظواهر جلبتها العولمة أو السماوات المفتوحة ...(هذه حقيقة مستشرية والظّاهر أنّالنّظام يشجّع عليها ولا يحاول حلّها). - السياسية تتطور هي الأخرى وقرارات الرئيس بن علي تتوالى حين أشرفت على اختتام أول زيارة لي لوطني الأم بعد رحلة غياب دامت سبعة عشر سنة (اسبوع), حين علمت قبيل يومين بخبر العفو الرئاسي عن اخر من تبقى من معتقلى حزب النهضة المحظور ومعتقلي أحداث قفصة ذات الدواعي الاجتماعية ... مئات الهواتف تهاطلت علي؟ داخل البلاد وخارجها مهنئة بالعودة للوطن وانهاء رحلة معاناة وتهجير , وعشرات الزوار تدفقوا يوميا من أجل معانقة من أحبوا ... - مشهد رائع لم أشوش عليه داخل تونس بتصفح بعض مواقع المعارضة التي تحدثك عن بلد اخر ليس فيه الا الماسي والأحزان أو بمشاهدة بعض القنوات التي تخصصت في ابراز البلد بأعين حاسدة...(؟) ختام القول في هذه المصافحة التاريخية بعد يوم واحد من عودتي الى ألمانيا قادما من تونس العاصمة ,(هذا يؤكّد أنّك نزلت بمطار تونسقرطاج الدّولي) بأن تونس تشهد اليوم تقدما ونهوضا عظيما سيترسخ أكثر مع تقدم قاطرة الاصلاح السياسي وهو ماأراه مقصدا وهدفا رئيسا في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية التونسية وأرجح بأن تكون السنة القادمة نقطة تحول في تثبيت مفاصل مشهد تاريخي يستأهله التونسيون .
- بعد التهاني ,أنصح السيد مرسل الكسيبي أن يقصد في تهجماته واستدراجاته التي ستتواصل وتكثر,وألاّ يظنّ أنّ القرّاء غافلين عمّا يجري في زمن الإفتراضي ,وأن ليس في هذا الفضاء غير صحيفته التي لم تعد وسطية,بل منحازة كما أكّد هو بنفسه عبر الإعلان في مواقع عدّة,ولكلّ مقام مقال.