عمّان، الأردن:أثارت حادثة التهديد بتفجير المقر الرئيسي لحزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) في الأردن ظهر الاثنين استياء الحركة الإسلامية وأوساط المعارضة، التي سارعت على الفور بالتنديد بتلك المحاولة التي جاءت بعد أقل من أسبوع على اقتحام "بلطجية" للمقر في العاصمة الأربعاء الماضي.واقتحم مقر الحزب ظهر الأحد رجل خمسيني يرتدي عباءة ويحيط بجسده حزاما، بدا وكأنه "حزاما تفجيريا"، خلال تأدية المتواجدين في المقر لصلاة الظهر، ومن بينهم لأمين العام حمزة منصور، بحسب أشخاص تواجدوا في المقر. وأضافوا أن الرجل هدد "بتفجير المقر " إذا لم يختطف القيادي منصور، الذي جاء ليبادله بالجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، المختطف لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة. وتعتبر محاولة تفجير مقر الحزب الأولى من نوعها، فيما اعتبرت أيضا حادثة اقتحام نحو 30 "بلطجيا" مقرا للإخوان المسلمين الأربعاء الماضي "سابقة" لم تحدث حتى خلال فترة الأحكام العرفية في الأردن، بحسب مراقبين. من جانبه، استهجن القيادي منصور مطالبة مقتحم مقر الأمانة العامة للحزب وقف المسيرات ليعدل عن تفجير نفسه، وقال: "ما جرى تطور خطير في مسيرة الحياة السياسية في الأردن، وعلى الجهات الرسمية أن تتدارك الموقف." وأضاف: "الخاسر الوحيد من هذه الممارسات المناهضة للديمقراطية هو الوطن، والمستفيد الحقيقي الكيان الصهيوني." وقال منصور، إن محاولات الاعتداء المتكررة "هي ظاهرة خطيرة جدا، وحزب جبهة العمل الإسلامي، حزب سياسي مسؤول راشد منغرس في خندق هذا الوطن، يتم التعدي عليه بهذا الشكل، هذا أمر حقيقة سنتدارسه مع كل المعنيين لاتخاذ الخطوات السياسية والقضائية المناسبة." الناطق باسم مديرية الأمن العام، محمد الخطيب، قال لCNN، إنه بعد تلقي خبر التهديد، توجهت قوات الأمن، مع وحدة تفكيك متفجرات، إلى مقر الحزب، وقامت الشرطة بإخلاء المقر. وأضاف أن رجال الأمن أخرجوا الرجل، وتبين فيما بعد أنه كان يحمل بحوزته قطعتي خشب وبطاريتين فارغتين وأسلاك. مصادر ذكرت أن الرجل هو من مواليد 1961، ولديه أسبقيات إجرامية. وتشهد البلاد منذ نحو شهرين حراكا احتجاجيا شعبيا مطالبا بالإصلاح ، قادته الحركة الإسلامية وقوى المعارضة ، فيما ازدادت بالمقابل وتيرة " حالات اعتداء متكررة على "منظمي الاعتصامات والاحتجاجات من مجموعات "وصفت "بالبلطجية". وكان رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت، قد حّمل مسؤولية أحداث العنف التي وقعت في ميدان جمال عبد الناصر خلال اعتصام شباب 24 آذار وأسفرت عن جرح العشرات ومقتل مواطن للحركة الإسلامية وقوى المعارضة. وبالمقابل، حذرت قوى سياسية في البلاد من تزايد "حملات العنصرية وإثارة الفتنة" في الشارع الأردني وإظهار "حالة من الانقسام بين الأردنيين والأردنيين من أصول فلسطينية." من جهته أعرب الناطق الرسمي وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال طاهر العدوان، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، عن استياء الحكومة من الانتقادات الموجهة اليها، وتحميلها مسؤولية أي اعتداءات، مشيرا إلى أن الحكومة طالما تعاملت بجدية مع كل حوادث الاعتداء. وأوضح العدوان أن الحكومة أحالت كل المتسببين بتلك الحوادث إلى الجهات المختصة والقضاء، بما في ذلك الرجل الذي هدد بتفجير المقر التابع للحركة الإسلامية. وفي رده على انتقادات قوى المعارضة المتعلقة بتراخي الحكومة في اجراءتها بردع المخالفين، نفى العدوان ذلك بالقول، إن الحكومة لا "تعمل ضمن ردات الفعل على كل حادثة، وأنها تعمل على المدى الطويل، خاصة في المرحلة التي تمر بها البلاد من نهج نحو الإصلاح." وأضاف:" في حادثة الجامع الحسيني أحلنا المتورطين إلى القضاء، وهو سلطة مستقلة فصلت فيها، وفي حادثة دوار الداخلية تم إلقاء القبض على نحو عشرين من المتورطين لمحاسبتهم، لكن قوى المعارضة طالبت بقوة الافراج عنهم." ورفض العدوان أيضا تحميل رئيس الوزراء البخيت مسؤولية "تعبئة الشارع" الأردني ضد الحركة الإسلامية والمعارضة، وقال: " أؤكد أن الحكومة تشعر بالاستياء مما يحصل ولا مصلحة من اي تراخي في التعامل مع المخربين، لان في ذلك إساءة لسمعة البلاد." في الاثناء ، حذرت الحركة الإسلامية من استمرار محاولات التجييش ضدها، حيث أشار القيادي في الحركة الإسلامية، زكي بني ارشي، لموقع بالعربية، إلى أن الحركة تتدارس اتخاذ خطوات للاحتكام إلى القضاء، وتسجيل دعوى قضائية ضد "المقتحم" ليصار إلى الكشف عمن يقف وراء التهديدات بمجملها. فقد حمل بني ارشيد البخيت المسؤولية الكاملة حيال "التجييش" ضد الحركة منذ إطلاق تصريحاته التي اتهم فيها الحركة الإسلامية بتلقي تعليمات من إخوان سوريا ومصر مؤخرا. واتهم بني ارشيد "قوى الشد العكسي" بوقوفها وراء حملات التجييش ضد مطالبي الإصلاح في البلاد، واعتبار أن الإصلاح من شانه أن يهدد "مصالح الفاسدين في البلاد"، متسائلا :" هل وصلنا إلى مرحلة العمل السياسي من خلال مليشيات ومن دون الحاجة إلى أحزاب رسمية مرخصة." وتعرض منصور وعدد من قيادات الحركة إلى تهديدات في وقت سابق، حيث فرضت مديرية الأمن العام حراسة شخصية على منصور وعائلته على خلفية تهديد "بلطجية" مؤخرا باقتحام منزله والاعتداء عليه بسبب تصريحاته الصحفية. ورصدت CNN بالعربية مشاهدات خلال مسيرات الجمعة الماضية منددة بالمعارضة ، توجيه إساءات وشتائم لقيادات في الحركة، إضافة إلى رصد عدة صفحات على موقع والفيسبوك "تدعو الأردنيين من أصول فلسطينية" إلى العودة إلى الضفة الغربية ، تحمل عناوين عدة من بينها "الى كل من يتظاهر في الأردن يسلم جوازه" و"اللي مش عاجبه الأردن يرحل منها""ومش عاجبك الأردن ملوخياتك وعلى الجسر"، وصفحات أخرى بعناوين "لا للإخوان المتظاهرين بالإسلام في الأردن" و"لا لحمزة منصور ولا للإخوان المسلمين."