باريس:تجمع يوم أمس السبت 06 نوفمبر 2010 في باريس أمام القنصلية التونسية ببانتان عدد من التونسيين المهجرين مطالبين بحق العودة الكريمة والامنة الى وطنهم تونس وقد كان التجمع ناجحا جدا رغم أن الحضور لم يكن مكثفا بسبب سوء الأحوال الجوية. وقد رفع المجتمعون طيلة أكثر من ساعة ونصف شعارات عديدة مطالبة بايقاف كل أنواع المساومة والابتزاز وبرفع كل التضييقات عن المهجرين الراغبين في الحصول على جواز سفرهم والعودة الامنة الى بلدهم. كما ألقى عضو المكتب التنفيذي عماد الدايمي كلمة وجه فيها 3 رسائل: الأولى إلى عموم المهجرين إكبارا لصمودهم وثباتهم وإصرارهم على رفض المساومات في سبيل استدرداد الحقوق، والثانية إلى الموظفين في تلك القنصلية تذكيرا لهم بأن دورهم، الذي يحدده القانون التونسي والأعراف الدبلوماسية، هو خدمة المواطنين بالخارج، جميعهم دون استثناء، والدفاع على مصالحهم. وليس من المعقول أن يصير دور بعضهم التضييق علي قطاع من المواطنين والسعي لاذلالهم والوشاية بهم. داعيا اياهم لتطبيق القانون وتجنب الممارسات الابتزازية المهينة تجاه بعض المواطنين. معتبرا أن تلك الممارسات هي التي تشوه سمعة البلاد وليس تحرك المهجرين المطالبين باسترداد حقوقهم. أما الرسالة الثالثة فوُجّهت الى أصحاب القرار الفعلي في الملف، أي الى الأجهزة الأمنية داخل البلاد التي تتسلط على العديد من الموظفين القنصليين أنفسهم تسلطها على المهجرين. ومفاد تلك الرسالة أن عهد المساومات والابتزاز ولّى وانتهى، وأنّ الوقت حان لتجاوز كل تلك الأساليب التي عفا عنها الزمن، فهم ليسوا أكثر تونسية ووطنية منا، ونحن لن نسكت من هنا فصاعدا عن حقنا وسنواصل التحرك والنضال حتى عودة آخر مهجر لأرض الوطن. وذكّر عضو المكتب التنفيذي بالخطوات التي قامت بها المنظمة للاتصال بالسلطات من أجل المطالبة بطي صفحة الماضي، معربا عن استداد المنظمة المتواصل للحوار ليس على مبدأ حقنا جميعا في العودة لبلادنا، بل على ترتيبات تلك العودة .. وقد بدا الارتباك ظاهرا على العناصر الأمنية في القنصلية، حيثوا أغلقوا الأبواب ساعات قبل نهاية الدوام، وأخرجوا المواطنين الموجودين داخل البناية من فتحة صغيرة، كما كانوا يصورون الحضور من خلال نوافذ القنصلية. وغطت قناة الجزيرة الحدث، حيثت بثت تقريرا في النشرة المغاربية تلاه حوار لعضو المكتب د.سليم بن حميدان مباشرة من استيديو الجزيرة بباريس. عن تجمع التونسيين المحرومين من جوازات السفر والممنوعين من العودة الآمنة والكريمة إلى بلادهم "من أمام القنصلية التونسية ببانتان، السبت 06 نوفمبر 2010" سيادة قنصل تونس في بانتان - باريس، تحية واحتراما وبعد، لا شك أنكم على علم بتواجد عشرات من المواطنين التونسيين كلاجئين سياسيين في فرنسا مقيمين في دائرتكم القنصلية، إضافة إلى مئات آخرين في مختلف أرجاء البسيطة، وأن مدة حرمانهم من بلادهم بلغت اليوم العقدين من الزمن لغالبيتهم وناهزت الثلاثين سنة لبعضهم ! وهو أمر مؤسف ليس له أي مبرر قانوني أو سياسي أو أخلاقي خاصة وأن هؤلاء المهجّرين هم من المعارضين السياسيين من ذوي الانتماءات والقناعات المدنية والسلمية الذين اضطرّوا لمغادرة البلاد بسبب أحكام في قضايا سياسية سقطت بالتقادم، وشبهات أمنية وتهم ظنّية. ولعلمكم أنّ الغالبيّة العظمى من هؤلاء المواطنين هم اليوم من الكفاءات ذوي الخبرة والتجربة في العديد من المجالات، ويعيشون، مع أسرهم، بكل اندماج وايجابية في بلدان اللجوء. ويحمل أغلبهم، مثلهم مثل عشرات الآلاف من التونسيين، جنسيات تلك الدول. سيادة القنصل، باعتباركم المسؤول الأول عن الجالية التونسية في دائرتكم،فإنكم تتحملون مسؤولية رعاية كل أفرادها، دون استثناء أو تمييز، والدفاع عن حقوقهم وتوفير الخدمات الإدارية اللازمة لهم،كما تنصّ عليه قوانين بلادنا والأعراف الدبلوماسية المعمول بها. وباعتبار أنّ هؤلاء المهجّرين هم من رعايا الدولة التونسية ومواطنيها، فإنّنا نلفت انتباهكم إلى قضيتهم، وندعوكم إلى المساهمة في حلّها، حلا مشرفا، عبر رفع الحواجز والعراقيل الإدارية التي تحول دون تسوية وضعياتهم واستردادهم لحقّهم الدستوري في الحصول على جواز السفر، والعمل من أجل تمكينهم من العودة الآمنة والكريمة إلى بلادهم. كما ندعوكم للتدخّل الفوري من أجل وقف كلّ أنواع الابتزاز السياسي والأمني والمالي التي يتعرّض لها بعض المهجّرين الذين تقدّموا بطلبات تسوية الوضعية لدى مصالحكم بشكل يتنافى مع قوانين بلادنا وأحيانا مع قوانين البلد المضيف، ووقف كل الاشتراطات المشطّة التي لا تستند لأيّ مبرّر قانوني، ومنع كلّ إجراءات التمييز في المعاملة التي توحي بأنّ هؤلاء المواطنين التونسيين هم مواطنون من درجة ثانية. إن مساهمتكم في وضع حد لهذه المظلمة سيعود نفعه على المجموعة الوطنية بأكملها وسيكون له طيب الأثر لدى مئات العائلات التونسية ولن يزيد إلا في توطيد وشائج الأخوة الوطنية ودعم استقرار البلاد ومناعتها وسمعتها بين الأمم. في انتظار ردكم وتفاعلكم الإيجابي، تفضلوا سيادة القنصل بقبول عبارات الاحترام والتقدير.