الشركة المذكورة استدرجتها مؤسسة فرنسية للشراكة الاقتصادية المتوسطية الجزائر:أعلنت مؤسسة ''مدفينتيرس'' الفرنسية عن قائمة شركات من عشر دول متوسطية في الجهة المقابلة لجنوب أوروبا تضم إسرائيل والجزائر، وصنفت الشركات التي اختارتها على أنها الأحسن، ونشرتها على موقعها الإلكتروني، بحيث اجتمع العلمان الجزائري والإسرائيلي في خطوة مفضوحة لصناعة صورة مصغرة عن التطبيع. مؤسسة ''مدفينتيرس'' فتحت باب التواصل بين تلك الشركات فيما يشبه ''تطبيعا استراتيجيا'' لدول المنطقة التي لم تنجح باريس في لمّ شملها لتحاول هذه المؤسسة مد جسور تواصل وشراكة ليجتمع العلمان الجزائري والإسرائيلي على موقع واحد وربما حتى على طاولة واحدة مستقبلا. نشر موقع المؤسسة الفرنسية قائمة شركات كل بلد، وتراوح عدد الشركات التي وقع عليها الاختيار في شراكة مفتوحة على أساس أنها الأحسن من 7 إلى 12 مؤسسة من كل بلد، والبداية كانت الجزائر وتليها مصر ثم إسرائيل ثم الأردن ولبنان والمغرب وفلسطين تحت تسمية ''السلطة الفلسطينية'' ثم سوريا وتونس وتركيا. وفيما يحمل نية خفية تم ترتيب مجموعة الشركات الجزائرية الأولى مرفقة بالعلم الوطني وتقدم المعلومات الكاملة لمسيريها وملاكها، وتليها مباشرة الشركات المصرية ثم الإسرائيلية، وتوحي القراءة العامة للعرض المقدم على الموقع بأن الشباب الجزائري المشارك والمصنف ضمن أحسن الشركات راض عن التعامل مع نظيرتها الإسرائيلية، متناسين أن الجزائر في إطار رفض التطبيع تمنع أي تعامل بين شركات جزائرية وأخرى إسرائيلية، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء، وتمنع الجزائر أي تعامل اقتصادي أو المشاركة في أية تظاهرة قد تضطر فيها للتعامل مع هيئات أو شركات الاحتلال الإسرائيلي. وحسب ما علمناه أن المؤسسة الفرنسية التي نظمت هذه المنافسة وأعلنتها بالطريقة التي تظهر على موقعها تبدو استدراجا ولعبا على حسن نية شباب جزائري يرقى للمشاركة من خلال مؤسساته الصغيرة والمتوسطة في عدة مجالات إلى المنافسة الدولية، ولو تضمن شرط المشاركة أول مرة عدم رفض أي مشارك ليراجع الجزائريون حساباتهم. كما تحمل مبادرة المؤسسة الفرنسية سوء نية مفضوح من خلال ترشيح شركات صغيرة لشباب جزائري اهتماماته بالسياسة والأبعاد الإستراتيجية ضعيفة، فلم تستدع للمنافسة شركات من العيار الثقيل ملاكها جزائريون رجال أعمال يحيطون بكل صغيرة وكبيرة عن الخيارات الكبرى للجزائر خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. الخبر 13-10-2010