بيروت:حذر الجيش اللبناني من مساع لاثارة مواجهات طائفية بعد أن وقع اشتباك سني شيعي يوم الثلاثاء أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في أسوأ قتال شوارع تشهده بيروت منذ مايو أيار 2008.وقتل اثنان من عناصر حزب الله وأحد أنصار جماعة الاحباش السنية المؤيدة لسوريا في اشتباك استمر أربع ساعات واستخدمت فيه البنادق الالية والقذائف الصاروخية في شوارع منطقة برج أبي حيدر بالقرب من وسط بيروت. وانتشرت قوات الجيش في ذلك الحي الذي يقطنه مزيج طائفي بعد وقت قصير من وقوع اطلاق النار ولكنها لم تتمكن من السيطرة فورا على أعمال العنف. وسعى المسؤولون جاهدين للسيطرة على التوترات الطائفية منذ الازمة السياسية التي وقعت قبل عامين وأدت الى أسوأ اقتتال داخلي منذ الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990. وفي عام 2008 قاتل أنصار حزب الله المدججون بالسلاح أنصار سعد الحريري الذي صار اليوم رئيسا للوزراء وسيطروا لفترة وجيزة على بيروت. وقتل 81 شخصا في ذلك الاقتتال الذي دام أربعة أيام. وقال الجيش في بيان يوم الاربعاء "ان قيادة الجيش.. تؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة المتورطين وردع كل من تسول له نفسه ترويع الاحياء السكنية والاعتداء على الناس وتهديد أمنهم واستقرارهم. وهي تدعو في الوقت نفسه الى عدم الانجرار وراء محاولات التحريض واثارة الفتنة بين ابناء المجتمع الواحد." وشدد مسؤولون من جانبي الاشتباك الذي وقع يوم الثلاثاء بشدة على الطابع المعزول للحادث ووصفوه بأنه "فردي ومؤسف". ولم تتطرق قناة المنار الناطقة بلسان حزب الله بالكاد للاشتباك في نشرتها الاخبارية. وتصاعدت التوترات الطائفية في الاونة الاخيرة بعدما انتقد زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله بشدة تحقيقات تجريها الاممالمتحدة في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري عام 2005. وقال نصر الله ان من المتوقع أن يصدر الادعاء في تلك التحقيقات قرار اتهام يحمل اللوم لبعض أعضاء الجماعة. وهو اتهام ينفيه حزب الله. وقال سعد انه يؤيد المحاكمة المتعلقة بمقتل والده ودعا لالتزام الهدوء.